أمير منطقة مكة المكرمة: لن نسمح بحدوث فوضى في الحج.. ونعمل لتوفير الراحة للحجاج

أكد وجود دراسات لإعطاء مخطط شامل لمنطقة مكة والمشاعر

TT

شدد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، على أن بلاده لن تسمح بحدوث أي فوضى في موسم الحج أو في أي موسم آخر، مؤكدا أن بلاده ستعمل بكل طاقتها لتوفير الراحة للحجاج.

وقال أمير منطقة مكة المكرمة في مؤتمر صحافي عقد أمس في العاصمة المقدسة «لا لتسييس الحج لمقاصد غير شرعية».. مشيرا إلى أن مجلس الوزراء السعودي شدد على أن السعودية لن تسمح بحدوث أي فوضى في موسم الحج أو في أي موسم آخر، معزيا ذلك إلى «إننا بلد يعنى بتوفير الراحة لحجاج بيت الله الحرام».

وبين الفيصل أنه «لا حج إلا بتصريح» في العاصمة المقدسة، مؤكدا على الرغم من ذلك أن «المشاعر أصبحت جزءا من أحياء مكة المكرمة، وأن التحكم في المنافذ صعب جدا».. ومبينا «ومع هذه المشكلات لا يعني ذلك عدم حلها، فلا بد من حل لهذه المشكلات التي تتمثل إحداها في ضرورة حصول الحاج على تصريح للحج، كما يؤخذ بالحسبان أن المساحة المخصصة للحجاج بمشعر يقابلها زيادة في أعداد غير النظاميين».

وأكد الفيصل أهمية الالتزام والتقيد بالأنظمة والتعليمات، وتحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية المكانية للمشاعر، وإعطاء الفرصة لمن لم يحج أن يحج، وضرورة القضاء على ظاهرة الافتراش المخلة بالعمل بالمشاعر والمؤثرة تأثيرا سلبيا على راحة الحجاج.

وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة أن «الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية الحجاج التي أطلقت تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن في ظل توجيه القيادة السعودية بأعلى مستوياتها، كما أن هذه الحملة تأتي تفعيلا لاستراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة الهادفة إلى التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر، وتعكس الصورة الراقية والحضارية لشعيرة الحج من خلال العلاقة بين الحج كعبادة والسلوك الحضاري للحجاج والعاملين في الحج».

وحول احتمالية التوسع في مباني إسكان الحجاج في مشعر منى بشكل رأسي أو غيره قال «هناك دراسات تجرى حاليا تختص بالإسكان، وتوجد شراكة من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية مع خبراء عالميين وسعوديين لإعطاء مخطط شامل لمنطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كذلك يقوم معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بدراسات، وكذلك الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ولديها دراسات كثيرة وفق المخطط الإقليمي للسنوات القادمة لحل هذه المشكلة».. مستطردا أنه «في كل عام توجد أماكن لا تفي بأعداد الحجيج، وأن هذه الدراسات في حال انتهائها ستسهم في حل هذه المشكلة».

وفي رد على إحدى المداخلات حول ظاهرة الافتراش ومدى تحقيق النجاحات خلال موسم حج العام الماضي، ذكر أمير منطقة مكة المكرمة أنها مشكلة تراكمية عبر السنوات الماضية، وأن السبب فيها يعود إلى زيادة عدد الحجاج في كل عام إضافة إلى تزامن ذلك مع عدم زيادة المساحة المخصصة لكل حاج سواء في عرفات أو منى أو مزدلفة، كما أن من الأسباب أن هؤلاء الحجاج يأتون لأداء مناسك الحج من دون تصريح، وأنهم غير تابعين لمؤسسات الحجيج ووسيلة وصولهم للمشاعر المقدسة هي الدخول عن طريق مكة المكرمة.

وأضاف الفيصل «إننا لا ندعي القضاء على ظاهرة الافتراش خلال عام أو عامين، وهذا لا يعني أننا لا نحاول القضاء عليها من خلال تطبيق الأنظمة، التي سيتم تطبيقها خلال حج العام الحالي والأعوام القادمة، والتي سنضيف إليها من الأنظمة ما يستجد بحيث نحاول سد كل ثغرة يتم اكتشافها». إلى ذلك، أبان الدكتور عبد السلام الفارسي، وزير الحج، خلال المؤتمر الصحافي، أن هناك فرقا هندسية ميدانية وجوالة بالمشاعر المقدسة يكون من مهامها تصليح أي عطل قد يصيب عددا من المركبات خلال موسم الحج، مؤكدا أن حج العام الماضي شهد انخفاضا كبيرا في أعطال المركبات، متوقعا أن ذلك سيزيد خلال موسم حج العام الحالي.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد العزيز الخضيري، وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، أن الحملة التوعوية الخاصة بالحج ركزت على تنظيم نسك الحج من خلال التصاريح، ومنع دخول الحجاج غير النظاميين إلى المشاعر المقدسة». وأضاف أن «الحملة مستمرة لحج هذا العام، وسيضاف إليها منع دخول المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا لتقليل حجم الاختناقات المرورية وتقليل التلوث البيئي بهدف تحقيق رسالة استراتيجية المنطقة والحملة الإعلامية».. مشيرا إلى أن الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة والمسجد الحرام محددة مسبقا، ولا يمكن السماح بزيادة أعداد الحجاج. وحول مشروع القطار بالمشاعر بين الدكتور الخضيري أن البنية التحتية للمشروع تم الانتهاء منها هذا العام، وأنه سيكون جاهزا قبل موسم حج 1431 هـ بمشيئة الله، وأن الرسالة الأساسية للمشروع هي إبراز السلوكيات الحضارية من خلال شعيرة الحج. وعن الحج المخفض لحجاج الداخل أكد الدكتور عبد العزيز أن أكثر من 28 شركة حجاج داخلية هذا العام ستقوم بتخفيضات كبيرة للحجاج من ذوي الدخل المحدود، مضيفا أن التطويرات الجديدة بمطار الملك عبد العزيز بجده تحتاج إلى تطوير في آلية العمل، مشددا على أن من يخالف الضوابط ستكون هناك عقوبات صارمة ضده سواء من الحجاج أو من يقومون بحملهم.