«انتهاكات الحوثيين».. تفرض حتمية السياج الأمني بين السعودية واليمن

على طول 1500 متر

TT

فرضت انتهاكات العناصر الحوثية لسيادة الأراضي السعودية الأسبوع الماضي، «حتمية» بناء السياج الأمني بين السعودية واليمن، والذي بات خيارا هاما، مع تصاعد نشاط تنظيم القاعدة على الأراضي اليمنية من جهة، وبروز خطر التمرد الحوثي من جهة أخرى.

وعلى الرغم من أن المعلومات التي تشير إلى تحفظ غير معلن من قبل صنعاء على بناء السياج الأمني بينها والسعودية، فإن الرياض قد تجد نفسها مضطرة للمضي قدما في إنجاز هذا المشروع، كمرحلة هامة، ضمن مشروع أوسع لتأمين كافة حدودها البرية والبحرية مع دول الجوار.

وطبقا لمعلومات «الشرق الأوسط»، فإن عقد إنشاء السياج الأمني بين السعودية واليمن، قد تمت ترسيته أخيرا، على شركة إيداس، وهو في إطار وضع اللمسات النهائية على المراحل الإجرائية، قبل البدء الفعلي للخطوات التنفيذية.

وتشترك جازان مع اليمن، بحدود بحرية وبرية واسعة، وتعد الخوبة، العاصمة الإدارية لمحافظة الحرث القريبة من مدينة الملاحيظ اليمنية، أكثر المناطق التي تشهد تسللا، والتي تشهد حاليا العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين. ويعتقد أن منها تسلل اثنان من قائمة الـ85 الملاحقة، واللذان قتلا في مواجهة أمنية في محافظة الدرب التي تبعد 190 كيلو مترا عن المنطقة الحدودية قبل أسابيع.

وتبرز صعوبة التسلل من منطقة تهامة والحدود البحرية المشتركة والتي تقدر بـ30 ميلا بين جازان واليمن، فيما تظل مئات الكيلومترات من الجبال الوعرة، خيارا مفضلا للراغبين في التسلل إلى الأراضي السعودية، أو القيام بأية عمليات تهريب محتملة.

وبهذا تبقى منطقة الحرث، القريبة من التوتر الأمني الجاري في اليمن، والتي تحولت هذه الأيام إلى مسرح للأحداث العسكرية بين الجيش السعودي وعناصر التمرد الحوثية، هي أكثر المناطق المرشحة لأن تكون قد استغلت من قبل تنظيم القاعدة للدخول إلى الأراضي السعودية، وهو ما يعطي مؤشرات بوجود تسهيلات حوثية لعناصر القاعدة الذين نفذوا هجمات داخل المملكة، على اعتبار أن منطقة الملاحيظ مسيطر عليها من قبل عناصر التمرد.

وطبقا لما أوردته وكالة «رويترز»، فإن الحكومة السعودية تبني سياجا أمنيا تستخدم فيه تقنية متقدمة على طول الحدود مع اليمن التي تمتد 1500 كيلومتر والتي تمثل نقطة عبور لمهربي البضائع والمخدرات والمهاجرين لأسباب اقتصادية. لكن استكمال بناء السياج لا يزال أمامه الكثير.

ويعتقد دبلوماسي عربي في الرياض تحدث لـ«رويترز» بأنه سيتحتم على السعودية نشر فرقة عسكرية على طول الحدود لحين الانتهاء من بناء السياج، فيما يقر السعوديون بشكل غير رسمي بأن السياج الحدودي قد لا يضمن لهم الأمن، في الوقت الذي نقل فيه تأكيدات مصدر حكومي بأن السياج الأمني «لن يمنع الناس من التسلل إلى الأراضي السعودية وإنما فقط السيارات».