باكستان: هجوم انتحاري في بيشاور يخلف 13 قتيلا و40 جريحا

بينهم رئيس بلدية يقود ميليشيات صحوة ضد طالبان

باكستاني في حالة إعياء وحزن شديد (يمين) بعد فقد والده في التفجير الانتحاري الذي ضرب بيشاور أمس (رويترز)
TT

أعلنت الشرطة الباكستانية أمس، أن انتحاريا قتل ثلاثة عشر شخصا على الأقل من بينهم رئيس بلدية في المنطقة المضطربة التي تقع في شمال غربي باكستان. وقد وقع الحادث في سوق للماشية في منطقة أديزاي على بعد 25 كيلومترا جنوب شرقي بيشاور، عاصمة الإقليم الحدودي الواقع في شمال غربي باكستان. وفجر الانتحاري نفسه في الوقت الذي كان يقف فيه عبد المالك، رئيس بلدية قرية متني، في سوق مزدحمة لبيع الخراف والماعز بمناسبة عيد الأضحى، الذي يحل في وقت لاحق من هذا الشهر. وقال محمد مختار، وهو طبيب في المستشفى الحكومي الرئيسي في بيشاور لـ(رويترز): «قتل 13 شخصا من بينهم طفل في الرابعة وجرح 40 شخصا آخرون». وتقع متني قرب المناطق القبلية التي ينشط بها المتشددون. وشن مقاتلون إسلاميون حملة من تفجيرات القنابل والتفجيرات الانتحارية في باكستان في الأسابيع الأخيرة ردا على هجوم كبير شنته قوات الأمن على معقلهم الرئيسي في وزيرستان الجنوبية على الحدود الأفغانية. وقال الطبيب صاحب جول، الذي يعمل بمستشفى لادي ريدينج «لقي ثلاثة عشر شخصا من بينهم رئيس البلدية حتفهم وأصيب 40 آخرون». وتبنى عبد المالك، رئيس قرية ماتاني موقفا صريحا مناهضا لمسلحي طالبان خلال الأشهر الماضية. كما ترأس مالك ميليشيا ضد عمليات المتمردين في منطقة خيبر القبلية. ونجا مالك من عدة محاولات اغتيال سابقة. وقال جول إن عدد ضحايا الانفجار قابل للارتفاع في حالة وفاة 10 أشخاص من المصابين الذين حالتهم خطرة. وكانت سوق الماشية مكتظة بالمواطنين الذين حضروا لشراء الحيوانات من أجل الاحتفال بعيد الأضحى الذي يحين موعده نهاية الشهر الجاري. وشجعت السلطات الباكستانية قبائل من البشتون على تشكيل ميليشيا لمواجهة المتشددين لدعم الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية على المقاتلين. وكان عبد المالك زعيما لميليشيا قبلية شكلها سكان القرى لمواجهة المتشددين. وقال لياقة علي خان، قائد شرطة بيشاور، كان مواليا للحكومة ومعارضا شديدا لطالبان. وقتل متشددون العديد من شيوخ القبائل الموالين للحكومة خلال السنوات القليلة الماضية وكثفوا من الهجمات في الآونة الأخيرة. وأظهرت الصور التلفزيونية العديد من السيارات المحطمة في مكان الحادث. وتشهد باكستان موجة من الهجمات التي تستهدف أهدافا رسمية ومدنية منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأودت الهجمات بحياة أكثر من 300 شخص.

ويأتي تصاعد موجة العنف في الوقت الذي يخوض فيه نحو 30 ألفاً من الجنود قتالا في مواجهة مقاتلي طالبان و«القاعدة» في مقاطعة وزيرستان الجنوبية التي تتاخم الحدود الأفغانية والإقليم الحدودي في شمال غربي باكستان. وأفاد الجيش أن أكثر من 450 مسلحا و42 جنديا قتلوا خلال الهجوم. وقال الجيش أمس أن 20 متشددا قتلوا في المعارك الأخيرة هناك مما يرفع عدد القتلى في صفوف المتشددين إلى 478 منذ بداية الهجوم. وتشير بيانات الجيش إلى مقتل 44 جنديا من جنود الجيش الباكستاني خلال نفس المدة. ولم يتسن الحصول على تدقيق مستقل لإعداد القتلى على الجانبين، حيث لم يسمح للمراسلين أو المراقبين المستقلين بالدخول إلى ميدان القتال. وتراقب الولايات المتحدة وقوى أخرى منخرطة في الحرب بأفغانستان المجاورة هذا الهجوم عن كثب، نظرا لأن وزيرستان الجنوبية بما تحتوي عليه من جبال وعرة أصبحت مركزا عالميا للمتشددين. وفي الشهر الماضي قتل أكثر من مائة شخص في انفجار سيارة ملغومة في بيشاور في أعنف هجوم شهدته باكستان منذ عامين. ولقي أكثر من 150 شخصا حتفهم في هجمات قبل بدء الهجوم في وزيرستان الجنوبية. وبدأ الجيش هجومه على المنطقة التي تقطنها أغلبية من البشتون في 17 أكتوبر (تشرين الأول) بهدف القضاء على مقاتلي حركة طالبان الباكستانية المسؤولين عن موجة من العنف في المناطق القبلية.