محققون: نضال حسن تصرف بمفرده.. لكن لا يعرف دافعه

غدا يحضر أوباما تأبين القتلى

اميركيات يوقدن الشموع لضحايا مجزرة قاعدة «فورت هود» العسكرية، في ولاية تكساس ،التي ارتكبها الميجور نضال حسن (ا .ف. ب)
TT

يسافر غدا الرئيس باراك اوباما إلى قاعدة «فورت هود» العسكرية، في ولاية تكساس، لحضور تأبين ضحايا المجزرة التي ارتكبها هناك نضال حسن، الطبيب العسكري الأميركي الفلسطيني المتخصص في الطب العقلي، في قاعدة «فورت هود» العسكرية (ولاية تكساس)، وقتل فيها 13 عسكريا وجرح 30 آخرين.

وأمس ، قالت أخبار إن المحققين يعتقدون بأن حسن «تصرف بمفرده»، لكنهم يواصلون البحث عن «الدافع» الذي جعله يفعل ما فعل.

وقالت جريدة «نيويورك تايمز»: «لم يعثر المحققون على دليل يثبت أن حسن كان جزءا من مؤامرة إرهابية. لكنهم يبحثون عن ما يثبت انه كان يعتقد بأنه يقوم بعملية انتحارية متطرفة».

وأضافت الجريدة أن المحققين عثروا في كمبيوتر حسن على ما يثبت انه شاهد مواقع في الانترنت تؤيد «نظريات إسلامية متطرفة». وانه تبادل خطابات في الانترنت مع «أشخاص مثل ذلك» (إسلاميين متطرفين). وانه ربما نشر في الانترنت «آراء ملتهبة تؤيد الهجمات الانتحارية».

وأمس، قالت جريدة «لوس انجليس تايمز» انه، قبل سنتين، أثارت تعليقات حسن انتباه فال فينيل، زميله في برنامج الدراسات العليا في جامعة الخدمات العسكرية للعلوم الصحية في «بثيسدا»، ضاحية خارج مدينة واشنطن.

وأمس، تذكر فينيل أن حسن كان ينتقد السياسة الأميركية نحو الدول الإسلامية والعربية نقدا عنيفا. وكان ينتقد عداء ضمنيا ضد الإسلام والمسلمين وسط العسكريين الأميركيين. وكان يتحدث عن مواضيع سياسية خلال محاضرات طبية وعلمية. وقال فينيل: «الآن، أتذكر، ولا استغرب أن حسن، زميلي في فصل الدراسات العليا، هو الذي فعل ما فعل». وأضاف: «ظللت اسأل عن ما يؤمن به، وعن الأكثر أهمية والأقل أهمية بالنسبة له».

وقال زملاء آخرون في نفس برنامج الدراسات العليا إنهم أيضا لاحظوا أن حسن كان يعلق كثيرا على السياسة الخارجية الأميركية. وكان ينتقدها ويقول إنها معادية للإسلام والمسلمين. وكان «ينشر دعايات معادية للولايات المتحدة». لكن، قال هؤلاء، إنهم لم يشتكوا لأساتذة أو لشرطة الأمن لأنهم خافوا من اتهامهم بالتفرقة ضد المسلمين والإساءة إلى الدين الإسلامي.

وأمس قال مسؤول عسكري أميركي لوكالة «اسوشيتدبرس»، طالبا عدم ذكر اسمه، إن المحققين لم يعثروا على ما يدل أن حسن جزء من شبكة إرهابية. أو أن حسن اتصل مع آخرين لتنسيق ما فعل. أو أن آخرين ضغطوا عليه أو اثروا على تفكيره. وقال المسؤول العسكري انه حصل على هذه المعلومات من كمبيوتر حسن الشخصي. وان المحققين لا يزالون يحققون في محتويات الكمبيوتر، وفي مواقع في الانترنت كان يكتب فيها حسن.

وعلقت انجيلا براون، صحافية في وكالة «اسوشيتدبرس» أن هناك أهمية خاصة لإثبات ما إذا فعل حسن ما فعل بمفرده، أو إذا كان تعاون مع آخرين. وذلك لأن تعاونه مع آخرين يحول ما فعل إلى جريمة فيدرالية يقود التحقيق فيها مكتب التحقيق الفيدرالي (اف بي آى). لكن، سيتولى المحققون العسكريون، وسيقدم إلى محكمة عسكرية، إذا ثبت انه فعل ما فعل بمفرده. وأول من أمس في ضاحية ستيرلنغ، خارج واشنطن العاصمة، اصدر إياد حسن، شقيق نضال، بيانا للصحافيين قال فيه: «عرفت أخي نضال مسالما، ومحبا، وعطوفا. عرفته يهتم أكثر ما يهتم بمهنته الطبية، وبمساعدة الآخرين. لم يرتكب أي عمل عنيف. ظل دائما رجلا طيبا، وظل دائما مواطنا يطيع القانون».

ونقلت «اسوشيتدبرس» على لسان عثمان دنغة، من مؤسسي الجالية الإسلامية في مدينة كيلين، حيث قاعدة «فورت هود» (في ولاية تكساس) أن حسن سأله مرتين، خلال الصيف الماضي، عن رأي الإسلام في الجنود المسلمين الذين لا يريدون أن يحاربوا مسلمين في العراق أو أفغانستان. وان دنغة رد عليه بان أي مسلم يقسم بالعمل في القوات المسلحة يصير واجبه هو إطاعة الأوامر. وان المسلمين أنفسهم يقتلون بعضهم بعضا في العراق وأفغانستان، وباكستان وفلسطين. وقال له دنغة انه هو نفسه، دنغة، كان في القوات الأميركية واشترك في حرب تحرير الكويت سنة 1991.

وسأله حسن دنغة: «ماذا إذا انضم مسلم إلى القوات المسلحة، ثم أحس بأنه لا يقدر على محاربة المسلمين؟» وقال دنغة انه كرر رأيه الأول. وأضاف دنغة: «لكن بدا حسن لي انه غير مقتنع. كان مثل محامي الشيطان» (يسأل عن أحكام أخلاقية افتراضية لأشياء لا يؤمن بها).

وأضاف دنغة: «قلت لنضال حسن: يا نضال، هناك شيء خطأ فيك. لم ألاحظ انه كان مختلا عقليا. لكني لاحظت أن هناك شيئا ما غير صحيح». واستغرب دنغة أن العسكريين لم يلاحظوا ذلك قبل أن يرتكب حسن المذبحة.

وقال دنغة انه هو نفسه لم يبلغ أحدا، عسكريا أو غير عسكري. وذلك لان حسن لم يبد عنيفا أو عدائيا. ولم يكن غاضبا على القوات المسلحة. ولم يوضح ما يدل على انه يخطط لعمل عنيف.

وقال دنغة: «لو كنت اعرف انه سيفعل ما فعل، أو ينوى ذلك، كنت بالتأكيد أبلغت العسكريين».

وعندما سئل دنغة عن أخبار بان حسن، عندما بدأ المذبحة، صعد فوق منضدة، وبدأ يهتف «الله اكبر» وهو يطلق الرصاص، قال دنغة: «آمل أن يقدر المحققون العسكريون على الوصول إلى ما في داخل عقله (عقل حسن). ولماذا تحول إلى مجنون». وأضاف دنغة: «آه. هذا شيء مؤسف. الجنود الذين قتلهم يمكن أن يكونوا جنودي» (قبل أن يترك العمل العسكري).  وأمس، قالت جريدة «واشنطن بوست» إن محققين فيدراليين ذهبوا إلى جامعة «فرجينيا تيك» (على مسافة أربع ساعات من واشنطن العاصمة) حيث درس حسن، قبل أن يلتحق بالقوات المسلحة ويدرس الطب العقلي.  قبل سنتين، اشتهرت الجامعة عندما قتل سونغ جو، طالب كوري، 32 طالبا وطالبة. وقبل سنة، قتل طالب من الصين طالبة من الصين بأن ذبحها بسكين مطبخ. لكن، لا يبحث المحققون عن صلة بين الكوري والصيني من جهة وبين حسن الفلسطيني من جهة أخرى لان حسن تخرج من الجامعة سنة 1995.

ويعتقد بأن المحققين يجمعون معلومات خلفية لتسجيل شريط حياة حسن بهدف معرفة دوافعه وخططه قبل أن يرتكب جريمة قاعدة «فورت هود».