برلين تحتفل اليوم بمرور 20 عاما على سقوط الجدار

بحضور زعماء دول الاتحاد الأوروبي الـ27 وكلينتون

سائح يقف أمام قطعة من الدومينو من بين ألف قطعة تم تركيبها وسط برلين مكان الجدار لإسقاطها اليوم (أ.ف.ب)
TT

شهدت العاصمة الألمانية برلين احتفالات كبيرة بمناسبة مرور 20 عاما على سقوط سور برلين الذي كان يفصل بين شطري ألمانيا. وبدءا من أول أمس، بدأت وفود تتجمع لمشاهدة تساقط ألف قطعة دومينو عملاقة في وسط المدينة في الموقع السابق للجدار الذي قسم برلين بين عامي 1961 و1989. ومساء اليوم، ستسقط قطع الدومينو الملونة التي تحمل رموزا مختلفة ويبلغ ارتفاعها مترين ونصف الواحدة تلو الأخرى لمسافة كيلومترين في وسط المدينة، كرمز لسقوط الجدار.

واستقبلت المستشارة أنجيلا ميركل أمس الرئيس السوفياتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف الذي ساهمت سياسته بقدر كبير في تحقيق الوحدة الألمانية. ووصفت ميركل ذكرى التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1989 بأنها «أسعد يوم في التاريخ الألماني الحديث». ومن المنتظر أن تشهد الاحتفالات ذروتها اليوم بحضور زعماء دول وحكومات دول الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، الرئيس الروسي دمتري ميدفيديف، والفرنسي نيكولا ساركوزي ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي وصلت أمس.

وكانت العاصمة برلين قد اكتظت أمس بعشرات الآلاف من المواطنين من داخل وخارج ألمانيا، واحتل الجمهور وسط المدينة في ظل إقبال غير مسبوق على الفنادق وساهم الجميع في تركيب الأحجار الرمزية للسور التي سيتم إسقاطها غدا للرمز إلى سقوط سور برلين.

وقالت ميركل أول أمس في رسالتها الأسبوعية: «التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) 1989 أجمل يوم في تاريخ ألمانيا المعاصر». وأضافت المسؤولة المحافظة التي نشأت في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) ودخلت المعترك السياسي مع انهيار الستار الحديدي «لقد غير هذا اليوم حياة عدد كبير من الأشخاص وغير حياتي أيضا». ومساء التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) 1989 شاهد العالم بذهول انتقال آلاف الأشخاص من ألمانيا الشرقية إلى ألمانيا الغربية بعد أن قررت جمهورية ألمانيا الديمقراطية فتح الحدود تحت ضغط الشارع.

وبعد ظهر اليوم تتوجه ميركل إلى جسر بورنهولمر شتراسي الذي كان أول نقطة عبور حدودية فتحت قبل عشرين سنة وتدفقت منها الحشود بأعداد غفيرة. وقالت ميركل على موقعها الالكتروني «لقد انضممت الى هؤلاء الأشخاص، وسررت كما كثيرين لهذا اليوم الرائع». ومساء ستبلغ الاحتفالات ذروتها مع حفلة شعبية ودبلوماسية في آنٍ تقام عند باب براندبورغ رمز المدينة الذي كان يقسمها إلى قسمين. ويفتتح «عيد الحرية» مساء اليوم، بحفلة موسيقية في الهواء الطلق تحييها اوركسترا اوبرا برلين بقيادة الإسرائيلي الأرجنتيني دانيال بارنبويم عند بوابة براندبورغ. ثم يلقي مسؤولون ألمان وأجانب خطابات قبل انهيار مئات من قطع الدومينو. وستطلق الألعاب النارية وستشكل سلسلة بشرية تضم آلاف الألمان والأجانب في الموقع السابق للجدار. وتتوقع البلدية مشاركة 100 ألف شخص في الاحتفالات الليلية «اذا ما سمحت الأحوال الجوية بذلك». إلا أن الأرصاد الجوية تتوقع هطول الأمطار اليوم بعد الطقس المشمس الذي ساد طيلة نهاية الأسبوع.