إيران تنسحب من معرض الخرطوم للكتاب بعد اختيار الرياض «ضيف شرف»

الملحق الثقافي السعودي بالسودان لـ «الشرق الأوسط»: لسنا معنيين بمهاترات طهران

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن إيران احتجت لدى الحكومة السودانية على اختيارها الرياض كـ«ضيف شرف» في معرض الخرطوم الدولي للكتاب، الذي أقيم في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولم يكشف النقاب عنها في وقتها، في محاولة وصفت بأنها «تسييس» للفعاليات الثقافية.

وانسحب الوفد الإيراني من حفل افتتاح معرض الخرطوم الدولي للكتاب ـ بحسب مصادر في العاصمة السودانية ـ احتجاجا على حمل المعرض شعار «الاحتفاء بالإبداع السعودي» أولا، واحتجاجا على المقاعد المخصصة لأعضاء البعثة الدبلوماسية المشاركة في حفل الافتتاح ثانيا، والتي كانت في أقصى السطر الأول. وتكتمت الحكومة السودانية على تصرفات البعثة الدبلوماسية الإيرانية التي شاركت في حفل افتتاح معرض الخرطوم الدولي للكتاب 2009، رغبة منها في أن يسير المعرض كما خطط له. وبدأت تفاصيل ما جرى وخلفياته تتكشف بعد أن أسدل الستار عن المعرض.

وأكد ناصر البراق، الملحق الثقافي السعودي في السودان لـ«الشرق الأوسط»، أن بلاده غير معنية بالمهاترات التي صدرت من الوفد الإيراني في وقت افتتاح معرض الكتاب. وأضاف: «إن الجانب السعودي لم تكن لديه مشكلة في الحضور والمشاركة في معرض الخرطوم الدولي للكتاب، حيث وجهت إلينا الدعوة من الأشقاء السودانيين، وقمنا بتلبيتها على أكمل وجه بمشاركة أدباء ومثقفين من السعودية، كون المعرض خصص دورته الخامسة للاحتفاء بالإبداع السعودي».

وأكد البراق أن أعضاء الوفد السعودي المشارك في حفل افتتاح معرض الكتاب الدولي في الخرطوم ترفعوا عن الرد على البعثة الإيرانية التي كانت أصواتها تتعالى، وأعضاؤها يؤكدون للجنة المنظمة أنهم على استعداد لتقديم كامل الدعم الذي يحتاجه المعرض، على أن تكون طهران هي ضيفة الشرف فيه. وقال الملحق الثقافي السعودي في السودان: «إن ما بدر من الإيرانيين لا يمت للثقافة في شيء. نحن ترفعنا عن الرد عليهم، نحن لا نريد أن ندخل في معركة لتبادل التهم والملاسنات الفارغة».

وامتنع الوفد الإيراني عن مشاركة وزير الثقافة السوداني أمين حسن عمر، وممثلي الملحقيات الثقافية في الخرطوم، افتتاح معرض الكتاب الدولي في الخرطوم، والذي قد اشترك المسؤول السوداني والملحق الثقافي السعودي في قص شريطه. وانعكس الموقف الإيراني سلبا على الاتصالات بين البعثة الثقافية الإيرانية ووزارة الثقافة السودانية، والتي أكدت مصادر بأنها «توقفت» منذ تلك الحادثة.