سياسيون مصريون تعليقا على موقف الإخوان: يتلاقى مع المصالح الإيرانية

استنكروا بيان الجماعة وقالوا: من حق السعودية صد انتهاكات الحوثيين

TT

أثارت دعوة مرشد جماعة الإخوان المسلمين في مصر، محمد مهدي عاكف، للمملكة العربية السعودية لـ«وقف القتال فورا في ساحة المعركة اليمنية» استنكارا في الأوساط السياسية المصرية، وربط عدد منهم بين التوجه الإخواني والتوجهات الإيرانية الساعية إلى تزكية نار الفرقة والتقسيم في المنطقة العربية. وتساءل سياسيون مصريون من الحزب الحاكم والمعارضة عن موقف الإخوان الذي ظهر فجأة، من خلال بيان مرشد الجماعة أمس، حين بدأت السعودية في رد العدوان الحوثي على أراضيها، بينما لم يصدر منهم أي بيان في السابق يدعو الحوثيين لوقف إراقة دماء الشعب اليمني.

وتساءل الدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، مستنكرا بقوله «لماذا لم يوجه الإخوان بيانهم بحقن الدماء إلى الحوثيين أو، على الأقل، لكل من الحوثيين والسعودية، وليس للسعودية فقط، لأنه على الحوثيين أن يتوقفوا عما يقومون به؟». وأضاف وكيل لجنة العلاقات الخارجية محمد خليل قويطة «من حق السعودية وأي دولة أن تحافظ على حدودها، وعلى نفسها، وتصد أي هجوم عسكري أيا كان». وقال إن «الحوثيين لم يكتفوا بإثارة القلاقل داخل اليمن وتهديد وحدة الشعب اليمني، بل إنهم وسعوا نطاق المعارك أخيرا على الحدود، أو داخل الحدود السعودية، وهذا أمر مرفوض رفضا باتا، ومن حق السعودية أن تدافع عن كرامتها وعن حدودها وعن ترابها الوطني».

وأضاف قويطة: «معنى أن يطالب الإخوان بوقف إطلاق النار من جانب السعودية، هو أن مواقف الإخوان تتلاقى مع مواقف الإيرانيين في دعم الحوثيين، وإلا لماذا لم يتحدث الإخوان (عن قضية الحوثيين) قبل ذلك».

من جانبه، أبدى اللواء ماهر الدربي، رئيس لجنة الإدارة المحلية، استغرابه من إقحام الإخوان أنفسهم في الشأن السعودي. وأضاف أن بيان الإخوان ما كان يجب أن يصدر لأن السعودية أعلم بأمورها وبداخلها. وتابع أن السعودية في موقف الدفاع عن أراضيها، وكان يجب ألا يقحم الإخوة الإخوان أنفسهم فيما ليس لهم فيه.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين أصدرت بيانا أمس قالت فيه: «لقد آلم نفوسنا وأحزننا كل الحزن هذا القصف المتبادل وتلك الدماء المهدرة على الحدود اليمنية ـ السعودية، ودخول جيش المملكة العربية السعودية ساحة القتال الدائر منذ فترة بين أبناء الشعب اليمني الشقيق».

ورغم أن البيان أكد أن من حق السعودية أن تحمي حدودها، وتحافظ على أمنها، فإنه استطرد قائلا «دور المملكة العربية السعودية وعاهلها خادم الحرمين الشريفين أكبر من ذلك بكثير؛ بريادتها وقيادتها للعالم الإسلامي، ومكانتها الكبيرة، وهو دور الإصلاح بين المتخاصمين، ورأب الصدع بين المتقاتلين، وليس الاستدراج إلى دخول ساحة المعارك».

ودعا البيان الرياض إلى وقف القتال فورا؛ لمنع إراقة الدماء الحرام، وقتل المدنيين الأبرياء، ثم السعي جادا إلى عقد لقاء بين الفرقاء اليمنيين لإصلاح ذات البين؛ حفاظا على وحدة اليمن الشقيق، وسلامة أبنائه، والحفاظ على ثرواته ومقدراته، ومنع القوى المتربصة بالأمة العربية والإسلامية من الوقيعة بين المسلمين. واختتم بيان الإخوان بالقول: «إننا ندعو كل العلماء والفقهاء من أنحاء العالم الإسلامي للتدخل، ومناشدة العاهل السعودي وقف القتال وحقن الدماء، والسعي في الصلح بين المتحاربين».