النازحون يغرقون أسواق المواشي

رغم الطلب الشديد على الأغنام في موسم الحج

TT

ألقت تطورات الأوضاع الأمنية على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن في منطقة جازان (جنوب غربي السعودية) بظلالها على الحركة التجارية في الأسواق الشعبية بمحافظتي المسارحة وصامطة. وكانت الأحداث قد تسببت في إغلاق سوق الخوبة الشعبي، الذي يعقد يوم الخميس من كل أسبوع في سابقة هي الأولى من نوعها. وقال تجار مواشي التقتهم «الشرق الأوسط» في سوق أحد المسارحة، الذي يقام يوم الأحد من كل أسبوع، إن عمليات نزوح المواطنين من نحو 240 قرية حدودية مصطحبين معهم مواشيهم وأغنامهم قد تسبب في إغراق السوق بكميات كبيرة جدا من المواشي فاقت الطلب بمراحل، وتسبب في هبوط الأسعار بنسب قدرها أولئك التجار بـ 15 في المائة من القيمة المعتادة للمواشي في سوق المسارحة. إلى ذلك انضم سوق الخشل الشعبي إلى نظيره في الخوبة، حيث توقف نشاطه التجاري تماما بعد صدور أوامر بإخلاء الخشل وجعلها منطقة عسكرية مغلقة لا يسمح بدخولها لغير أفراد القوات المسلحة. وقال أبو هارون وهو تاجر أغنام في سوق المسارحة، إن المشهد الصباحي للسوق بدا محملا بأعداد ضخمة من المواشي والأغنام والأبقار معظمها تعود إلى نازحين لجأوا إلى بيع أغنامهم بالجملة، بعد أن عجزوا عن إيجاد أماكن لإيوائها وتوفير ما تحتاجه من أعلاف. غير أن متعاملين آخرين في سوق المسارحة ذكروا أن أسعار المواشي كان من الممكن أن تهبط إلى الحضيض، لولا تزامن الأحداث مع الطلب الشديد، الذي يشهده سوق الأغنام الأسبوعي بالمسارحة بالتزامن مع موسم الحج، حيث تنقل كميات كبيرة من هذه المواشي إلى المشاعر المقدسة لتباع على هيئة هدي وأضاحي لحجاج بيت الله الحرام. ومع نهاية فترة البيع والشراء في سوق الأغنام يوم أمس، بدا جليا أن كميات كبيرة من هذه المواشي لم تجد فرصتها في البيع على غير العادة في مثل هذا الموسم، الذي يشهد طلبا كبيرا وارتفاعا في الأسعار يصل إلى 50 في المائة. عمليات النزوح والإقبال على بيع المواشي فرضت مخاوف أخرى على تجار الشعير والأعلاف، الذين تباينت آراؤهم بين من اعتبر أن انتقال هذه الثروات الحيوانية من منطقة رعوية في الحرث إلى منطقة ذات غطاء نباتي أقل في المسارحة وصامطة، سوف يدفع مربي الماشية إلى الاعتماد بشكل أكبر على منتجات الشعير والبرسيم والأعلاف، متوقعين تحقيق مكاسب إضافية وسط هذه الظروف. غير أن عاملين في محلات التجزئة أشاروا إلى أن ملامح كساد قد بدأت تطفو إلى السطح، فبحسب معلومات أفادوا بها «الشرق الأوسط» فإن قرى محافظة الحرث تعد سوقا لا يمكن الاستغناء عنه في ظل اعتماد أهاليها على تربية المواشي كمصدر دخل. ومع المخاوف التي تفرضها المواجهات ونزوح أهالي تلك القرى بحثا عن الأمان يبرز خطر تقلص النشاط التجاري في قطاع المواشي والأعلاف.