«أخيرا ولدت الحكومة اللبنانية»، أعلن سعد الحريري أمس من القصر الجمهوري في بعبدا، بعد أن أصبح رسميا رئيس وزراء لبنان الجديد. بعد نحو خمسة أشهر على انتهاء الانتخابات النيابية التي فازت فيها «14 آذار»، وتكليف الحريري تشكيل الحكومة، أعلن في الساعة الثامنة مساء أمس، استقالة حكومة فؤاد السنيورة وتعيين الحريري رئيس وزراء جديدا للبلاد. وتلا الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل البوجي مرسوم استقالة الحكومة السابقة وتعيين الحكومة الجديدة. وتلا البوجي أسماء الوزراء الجدد، وجاء توزيعهم كالتالي: إلياس المر نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع الوطني (أرثوذوكس ـ حصة رئيس الجمهورية) زياد بارود وزيرا للداخلية والبلديات (ماروني ـ حصة رئيس الجمهورية) شربل نحاس وزيرا للاتصالات (كاثوليكي ـ حصة ميشال عون) فادي عبود وزيرا للسياحة (ماروني ـ حصة ميشال عون) إبراهام دديان وزيرا للصناعة (أرمني ـ حصة ميشال عون) ريا الحفار وزيرا للمال (سنية ـ حصة الحريري) غازي العريضي وزيرا للأشغال العامة والنقل (درزي ـ حصة وليد جنبلاط) أكرم شهيب وزيرا للمهجرين (درزي ـ حصة وليد جنبلاط) علي الشامي وزيرا للخارجية (شيعي ـ حصة حركة أمل) محمد جواد خليفة وزيرا للصحة (شيعي ـ حصة حركة أمل) محمد فنيش وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية (شيعي ـ حصة حزب الله) علي العبد الله وزيرا للشباب والرياضة (شيعي ـ حصة حركة أمل) إبراهيم نجار وزيرا للعدل (أرثوذوكس ـ حصة القوات اللبنانية) بطرس حرب وزيرا للعمل (ماروني ـ حصة مسيحيي «14 آذار») طارق متري وزيرا للإعلام (أرثوذوكس ـ حصة رئيس الجمهورية) سليم الصايغ وزيرا للشؤون الاجتماعية (ماروني ـ حصة حزب الكتائب) حسن منيمنة وزيرا للتربية (سني ـ حصة الحريري) سليم وردة وزيرا للثقافة (حصة الحريري) محمد الصفدي وزيرا للاقتصاد والتجارة (سني ـ من تكتل «لبنان أولا» بزعامة الحريري) محمد رحال وزيرا للبيئة (سني ـ حصة الحريري) حسين الحاج حسن وزيرا للزراعة (شيعي ـ حصة حزب الله) يوسف سعادة وزير دولة (ماروني ـ حصة سليمان فرنجية – تكتل عون) جان أوغسبيان وزير دولة (أرمني ـ حصة الحريري) عدنان القصار وزير دولة (سني ـ حصة رئيس الجمهورية) وائل أبو فاعور وزير دولة (درزي ـ حصة جنبلاط) ميشال فرعون وزير دولة لشؤون مجلس النواب (كاثوليك ـ حصة الحريري) منى عفيش وزير دولة (أرثوذوكس – حصة رئيس الجمهورية) عدنان السيد حسين وزير دولة (شيعي – حصة رئيس الجمهورية) وقال الحريري بعد إعلان مرسوم تشكيل الحكومة، إن الحكومة «يجب أن تكون فرصة لتجديد الثقة بالدولة ومؤسساتها». وقال «التنسيق والمشاورة وجعل مجلس الوزراء سلطة حقيقية وفاعلة وراعية لأحوال اللبنانيين، هو ما سنعمل عليه، لا المناكفات وتعطيل العمل، بل التواضع والترفع عن المصالح الشخصية فوق أي مصلحة طائفية». وأضاف «تجارب السنوات الماضية ليست مشجعة، ابتداء من جريمة اغتيال رفيق الحريري إلى الاعتداء الإسرائيلي على لبنان الذي كاد يوقع لبنان في المجهول، والأمل بالله كبير جدا وبالشعب اللبناني، ولهذا السبب لم يسقط لبنان وانتصرنا على الفتنة وصممنا على إعادة الاستقرار إلى البلد، واليوم نحن أمام اختبار وطني بامتياز حول قدرة الحكومة على النهوض بالبلد».
وأكد أنه يتطلع «إلى حكومة تعمل لمصلحة لبنان وتتصدى لأزماتنا الاقتصادية ومعالجة الدين العام، وإطلاق ورشة تشريعية وتحديث الإدارة وإقفال أبواب الهدر والفساد، والالتزام باتفاق الطائف ووضعه موضع التطبيق، ومواجهة التهديدات الإسرائيلية والتأكيد على حق لبنان في مواجهة هذه التهديدات». وتطرق الحريري إلى البيان الوزاري، وقال «لا أريد أن أطلق وعودا بالهواء، وعدي أن أعمل مع الجميع في سبيل مصلحة لبنان».
وكان توجه الحريري إلى قصر بعبدا مساء أمس، لتقديم تشكيلته الحكومية إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وانضم إلى الرجلين في بعبدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري للاطلاع على التشكيلة الحكومية، وغادر بعد وقت قليل. وكلف الحريري تشكيل الحكومة بعد فوزه على رأس تحالف من الشخصيات والتيارات السياسية بالانتخابات النيابية، وقاد مفاوضات شاقة قبل الاتفاق مع الأقلية على صيغة حكومة ائتلافية.
وأعلن قادة المعارضة، السبت، موافقتهم على صيغة حكومة ائتلافية عرضها عليهم الحريري، وتبلغ الأخير ظهر أول من أمس أسماء الوزراء المقترحين من التيار الوطني الحر برئاسة النائب ميشال عون الذي شكلت مطالبه أبرز نقاط التفاوض مع الحريري. ثم كثف رئيس الحكومة المكلف اتصالاته لتذليل العقبات الأخيرة داخل صفوف الأكثرية حول توزيع الحقائب. وستتألف الحكومة الجديدة من 30 وزيرا، 15 وزيرا للأكثرية وعشرة للأقلية وخمسة محسوبين على رئيس الجمهورية.