صنعاء: مقتل العشرات في معارك بين الجيش والحوثيين في سفيان وصعدة

المتمردون يزعمون أسر جندي سعودي

نازحون يمنيون في حراسة رجال حرس الحدود
TT

قتل وجرح العشرات في معارك جديدة بين قوات الجيش اليمني والحوثيين في سفيان ومحافظة صعدة شمال اليمن، وقالت مصادر محلية إن معارك عنيفة نشبت بين الجانبين في سفيان بمحافظة عمران بالقرب من معسكر الجبل الأسود الذي تتمركز فيه قوات الجيش. واحتدم القتال بين الجانبين حينما حاول الحوثيون اختراق المواقع المتقدمة للوحدات العسكرية من قوات الجيش وحاول المتمردون من هذا التسلل استعادة السيطرة على منفذ كان يستخدمه الحوثيون في التزود بالمؤن واستجلاب الأسلحة والذخائر.

وقصفت المدفعية موقع صيفان الواقع في اتجاه الحيرة فيما قصف الطيران 4 سيارات كانت تحمل بالذخائر والمؤن لمواقع الحوثيين في عبلة ووادي عيان من مديرية سفيان.

وتأتي هذه الاشتباكات والاختراقات المتبادلة بين الحوثيين وقوات الجيش بعد أن كانت العديد من المواقع قد شهدت أمس معارك عنيفة بالقرب من الجبل الأسود من نفس المديريات سقط العديد من الجانبين المتقاتلين، فيما استهدف قصف مدفعي وصاروخي مواقع للحوثيين في ضحيان الأمر الذي أوقف تحركات للحوثيين في مدينة ضحيان التي تعد من المدن الرئيسية في محافظة صعدة.

وأكدت المصادر مقتل عدد من الحوثيين في المكان الذي سقطت فيه الطائرة العسكرية سوخي أول من أمس في مديرية رازح حيث تجمع العديد من الحوثيين حول محيط الطائرة وأن الطيران العسكري نفذ طلعات حربية على ذات المكان أودى بحياة أكثر من 30 شخصا من المحتشدين حول حطام الطائرة.

وعلى صعيد الأزمة السياسية بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك التكتل الرئيسي المعارض في اليمن الذي عبر عن استهجانه لمفردات التخوين والتحريض على الكراهية والذي ما انفكت تمارسه السلطة ضد مواطنيها وعلى الخصوص أحزاب اللقاء المشترك والقوى الوطنية والمخالفين للسلطة في الرأي والذي جاء هذه المرة على لسان جهة أمنية غير ذات صفة دستورية في ما يسمى باللجنة الأمنية.

وقال بيان صدر عن قيادة هذا التكتل المعارض إن هذه النهج إمعان في الانتهاك السافر للدستور وعسكرة وتأزيم الحياة السياسية والمدنية في محاولة مكشوفة لخلط الأوراق وتحميل الآخرين تبعات أخطاء السلطة متمثلة في أشد مظاهرها التهابا في احتقانات الجنوب والمسارات المتفاقمة للحرب في صعدة بنسختها السادسة المتواصلة حتى اليوم والتي أنتجتها وفاقمتها السياسات العقيمة والمتطرفة للسلطة.

وتضمن هذا البيان الذي صدر عن قيادة المعارضة وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن استمرار السلطة للخطاب الاقصائي والتخويني التحريضي وثقافة الكراهية تجاه الأحزاب السياسية المعارضة فإنها تحمل السلطة كامل المسؤولية عن تفاقمات وتداعيات خطابها الإعلامي المدمر للأسس الدستورية للنظام السياسي القائم على التعددية السياسية والحزبية في ذلك الخطاب الذي يترجم عمليا من قبل الأجهزة الأمنية بالممارسات القمعية التعسفية التي تطال الرموز في قيادة المعارضة السياسية وذوي التعبير بما في ذلك ممارسة الضرب وأعمال البلطجة والإخفاء القسري والاعتقالات والملاحقات التعسفية غير القانونية والتي لن تفضي إلا إلى تقليص الهامش الديمقراطي وتضييق مساحة التعبير الاحتجاجي السلمي لصالح توسيع دائرة العنف والثأر والانتقام وتصاعد عمليات الاحتقان السياسي والاجتماعي وبالتالي التسريع في وتائر التدهور والانهيار للنظام السياسي.

وانتقد عضو البرلمان اليمني من ممثلي محافظة صعدة أخطاء وممارسات يقوم بها مسؤولون في السلطة المحلية في صعدة تجاه النازحين، وقال الشيخ فايز العوجري إن قيادة السلطة المحلية يبيعون المساعدات الإنسانية في الأسواق للتجار ولمنظمات الإغاثة الدولية في الوقت الذي يحرم منها النازحون في المخيمات والمواطنون في محافظة صعدة، واتهم الشيخ العوجري عبر صحيفة الميثاق الناطقة باسم الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام السلطة المحلية بإفراغ الساحة من الشخصيات والواجهات الوطنية وتركها للفاشلين والمنتفعين وتجار السلاح والحروب، الأمر الذي أثار نقمة المواطنين في صعدة. والجدير بالذكر أن من تداعيات الحرب في صعدة بدوراتها الست قد شردت أكثر من 150 ألفا نزحوا من قراهم ومنازلهم توزعوا على محافظات عمران وحجة وصنعاء والجوف.

إلى ذلك عرض المتمردون الحوثيون شريط فيديو يظهر ما قالوا إنه «أسير» سعودي خلال العمليات العسكرية التي نفذتها القوات السعودية ضد المتمردين على الحدود السعودية اليمنية.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية أنه حسب شريط الفيديو الذي عرض على موقع إلكتروني يستخدمه المتمردون، فإن ضابط الصف قال إن اسمه «أحمد عبد الله محمد العمري (27 عاما)»، وهو عنصر في وحدة تابعة لقوات الأمن الخاصة المتمركزة في تبوك (شمال السعودية).

وبدا ضابط الصف السعودي متعبا في الشريط وصوته ضعيف جدا. وعرضت في الشريط أيضا نسخة من بطاقة انتمائه إلى القوات المسلحة السعودية تحمل الرقم (272). وبدا أيضا ممددا على كنبة ويتلقى علاجا بعد إصابته بجروح في وجهه. وتعذر التأكد من صحة شريط الفيديو من مصدر مستقل.

وكان مساعد وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، أعلن السبت أن أربعة جنود سعوديين هم في عداد المفقودين على الحدود، لكنه أكد أنه لم يتم أسرهم.