مدعي عام طهران يتهم 3 موقوفين أميركيين بالتجسس.. وكلينتون تطالب بالإفراج عنهم

نائب وزير خارجية روسيا: حق إيران في التخصيب «لا يقبل الجدل».. مسؤول أميركي: سنمنحهم مهلة صغيرة

صور للأميركيين الثلاثة المتهمين بالتجسس في إيران وهم من اليسار جشوا فاتال وشين بويير وسارة شوورد (أ.ب)
TT

قال مسؤول قضائي إيراني أمس إن السلطات في بلاده اتهمت ثلاثة مواطنين أميركيين محتجزين لديها، بالتجسس، في وقت طالبت فيه واشنطن بإطلاق سراحهم، بسبب الافتقار إلى الأدلة. وفيما دافعت روسيا أمس عن حق إيران في تخصيب اليورانيوم، قال دبلوماسي أميركي رفيع في فيينا إن بلاده أن بلاده تدرك حقيقة ما يدور في إيران من لغط حول مشروع الاتفاق النووي مع القوى العظمى، ولهذا يمنحون إيران مهلة صغيرة لدراسة الاقتراح والرد عليه بالموافقة.

وقال عباس جعفري دولت أبادي مدعي عام طهران إن الأميركيين الثلاثة «متهمون بالتجسس». وأشار في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إلى أن التحقيقات مستمرة. وأُلقيَ القبض على الثلاثة بعد أن ضلوا الطريق ودخلوا إيران من شمال العراق في نهاية يوليو (تموز). من جهتها طالبت وزير ة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إيران بالإفراج الفوري عن الأميركيين، مشيرة إلى أنها لا تزال تعتقد أن إيران ليس لديها مبررات لاحتجازهم. وقالت كلينتون في أثناء زيارة لبرلين: «نعتقد بشدة أنه لا أدلة تدعم أي اتهام كان». وكانت كلينتون قد التقت عائلات المحتجزين الثلاثة في واشنطن يوم الخميس الماضي. ووصفت كلينتون اللقاء بأنه «عاطفي»، مؤكدة أن الولايات المتحدة «نقوم بكل ما بوسعنا» لإعادة المحتجزين. من جهة ثانية، أعلنت روسيا أمس حرصها على تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع إيران، قبل أن تؤكد على أن حق طهران في تخصيب اليورانيوم، «لا يقبل الجدل»، حسب نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الذي يزور طهران حاليا. وقال ريابكوف خلال لقائه في طهران أمس مع كبير المفاوضين النوويين في إيران سعيد جليلي، إن تخصيب اليورانيوم هو حق لطهران «لا يقبل الجدل». وقال إنه يؤيد وجهة نظر إيران في أن الاتفاق النووي هو اتفاق اقتصادي في المقام الأول، وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى مفاوضات اقتصادية أخرى بواسطة خبراء فنيين واقتصاديين، لوضع النقاط على الحروف. وأعرب عن أمله في أن الحوارات سوف تسفر عن نتائج مثمرة. ودعا ريابكوف أيضا إلى توسيع العلاقات بين طهران وموسكو في جميع الفروع. وقال إن «إيران بلد مهم ومؤثر في الساحة الدولية، وتحسين العلاقات بين طهران وموسكو له أهمية كبيرة بالنسبة إلى روسيا».

من جانبه قال جليلي إن إرجاء التوصل إلى اتفاق بشأن الوقود النووي يرجع إلى أسباب اقتصادية لا سياسية. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إسنا» عن كبير المفاوضين النوويين في إيران قوله لريابكوف: «الاتفاق النووي لديه بعض الزوايا الاقتصادية وبالتالي يتعين دراسة آراء الخبراء الفنيين والاقتصاديين بدقة» قبل إبرام الاتفاق. وقال جليلي: «نرحب بإجراء المزيد من المحادثات مع قوى العالم»، مشيرا إلى وجود «مقاربة إيجابية» و«استراتيجية» في المحادثات مع القوى العظمى، لكنه حذر من أن «بعض القوى تحاول فرض تكلفة سلوكها الخاطئ على البلدان الأخرى». وأضاف أن «طهران لا تزال ترحب باستمرار المحادثات على حزمة المقترحات». وفي فيينا أعلن السفير الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن بلاده تريد منح إيران «هامشا صغيرا» في المفاوضات الجارية حول اتفاق تقدمت به الوكالة لتخصيب جزء من اليورانيوم الإيراني في الخارج ولم توافق عليه طهران بعد. وقال السفير غلين ديفيز للصحافيين في مقر الوكالة في فيينا: «نحن في مرحلة تمديد الوقت في هذه المفاوضات». وأضاف: «نريد إعطاء إيران هامشا صغيرا. إنه قرار مهم» يجب اتخاذه. وأضاف ديفيز: «نحن ننتظر لنسمع ما الذي ستقوله إيران»، مؤكدا أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي هو «المسؤول عن الاتفاق» مع طهران. ومن المتوقع أن يصل البرادعي إلى فيينا (أمس) بعدما أمضى 15 يوما في الولايات المتحدة. وأشار ديفيز إلى أن بلاده تدرك حقيقة ما يدور في إيران من أخذ وردّ وما يبدو من صعوبات بسبب اختلافات داخلية في الآراء والمواقف تجاه مسودة الاتفاق التي قدمتها الوكالة بتاريخ 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مبينا أن الأطراف كافة يهمها أن يبقى المفاعل منتجا لما تحتاجه المستشفيات الإيرانية من أدوية حساسة لمعالجة أمراض السرطان، مسترسلا أنهم لتحقيق ذلك الهدف يمنحون إيران متسعا لدراسة مسودة الاقتراح ولترتيب أمورها أملا في رد إيراني رسمي بالموافقة باعتبار أن الاتفاق يمثل فرصة لن يخسر فيها طرف من الأطراف «لكونه اتفاقا متوازنا».