مسؤول عسكري أميركي يشكك بقدرة «العصا السحرية» على كشف المتفجرات

الجهاز الذي باعته شركة بريطانية للقوات العراقية يتحسس العطور والأسنان المعدنية

رجل أمن عراقي يستخدم جهاز «العصا السحرية» لتفتيش سيارة في نقطة تفتيش وسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

قال أحد كبار ضباط الجيش الأميركي إنه لا يثق بجهاز محمول تستخدمه القوات العراقية للكشف عن المتفجرات ومنع المهاجمين الانتحاريين من المرور عبر نقاط التفتيش.

وقال الميجور جنرال روبرت راو للصحافيين في بغداد إنه يختلف مع المسؤولين العراقيين حول فعالية هذا الجهاز الذي يطلق عليه اسم «العصا السحرية». وهو على شكل مسدس فيه هوائي وباعته شركة بريطانية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن راو «لا نوافق على القدرة التقنية للجهاز الذي يستخدم هنا على نطاق واسع من قبل القوات العراقية»، في إشارة إلى تقييم مدير مكافحة المتفجرات اللواء جهاد الجابري لعمل هذا الجهاز.

وتفرض السلطات الأمنية إجراءات مشددة خصوصا غداة التفجيرين اللذين وقعا قرب وزارتي العدل والأشغال المقابلة لها ومحافظة بغداد في 25 أكتوبر (تشرين الأول) واللذين أسفرا عن مقتل 153 شخصا وجرح 500 آخرين. وتبنى تنظيم القاعدة تلك الهجمات.

وتمكن المهاجمون من نقل ما يقرب من طنين من المتفجرات في قلب العاصمة في ما يمثل ضربة قوية للثقة بالقوات الأمنية وسط مخاوف من العنف السياسي في فترة الاستعداد لإجراء انتخابات عامة في أوائل عام 2010.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الأسبوع الماضي عن راو رئيس بعثة تدريبية واستشارية في العراق، قوله «لا أثق بأن هذه الأجهزة تعمل».

لكن الجابري دافع في المقال ذاته عن الجهاز الذي تتراوح أسعار نماذجه المختلفة بين 16 ألف دولار وستين ألف دولار للقطعة الوحدة ويستخدم في مئات من نقاط التفتيش. وقال «سواء كان الجهاز علميا أو سحريا ما يهمني هو أنه يكشف القنابل».

ويستخدم الجهاز الذي يطلق عليه اسم «آي دي آي 651» سلسلة بطاقات قابلة للتبديل. ويقوم رجل الشرطة أو العسكري بالسير بمحاذاة السيارة ويتجه الهوائي نحو الجسم المشتبه به في حال كشف شيئا. لكن مع ذلك يشير الجهاز أيضا إلى وجود مواد متنوعة لا تشكل أي خطورة مثل العطور والطلاء والأسنان المعدنية.وقال راو الذي خدم سابقا في العراق كقائد لواء مشاة إنه يفضل استعمال وسائل أكثر تقليدية للكشف عن المتفجرات. وأوضح «لا علم لي بوجود أجهزة ذات تكنولوجية عالية مضمونة لكشف المتفجرات ولم نتمكن من العثور لقواتنا» على مثل هذه الأجهزة. وقال إن الكلاب البوليسية وآلات فحص الأمتعة والمسح الضوئي ونظام الدوائر التلفزيونية المغلقة يمكن أن تكون أكثر فاعلية. وهناك اعتبار رئيسي للشرطة العراقية هو تحقيق التوازن بين الأمن عند نقاط التفتيش وتدفق حركة المرور بما يسمح لعامة الناس بالوصول إلى أعمالهم بأقل قدر ممكن من التوتر.

ويستغرق فحص المركبات بجهاز «آي دي آي» لحظات قليلة فيما يستغرق الفحص بمساعدة الكلاب عدة دقائق. وقال راو «إنها مسألة صعبة» مضيفا «في جميع أنحاء بغداد والمدن الأخرى هناك أشخاص يحاولون الوصول إلى أماكن عملهم ونقاط التفتيش موجودة لضمان أمنهم».

وأدت التفجيرات الأخيرة التي استهدفت الوزارات ومبنى المحافظة إلى زيادة كبيرة في عدد القتلى في أكتوبر (تشرين الأول) إلى ضعف حصيلة الشهر الذي سبقه. وأفادت إحصاءات جمعتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة أن 343 مدنيا و42 شرطيا و25 جنديا قتلوا الشهر الماضي مقارنة بـ 203 أشخاص في سبتمبر (أيلول). وهي أدنى حصيلة للقتلى منذ مايو (أيار) الماضي.