إعلان استقبال البيت الأبيض لنتنياهو في اللحظة الأخيرة وإيمانيول يمثل أوباما أمام يهود أميركا

الانطباع في تل أبيب: أوباما غاضب مما يقال عنه في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي

TT

بعد عملية مماطلة طويلة، وصفت في تل أبيب بأنها محاولة إذلال علنية، وافق الرئيس الأميركي باراك أوباما، على لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وكان من المرتقب أن يلتقي أوباما بنتنياهو ليل أمس في البيت الأبيض، من دون أي تصريحات إعلامية أو وجود لكاميرات التصوير، التي كان المسؤولون الإسرائيليون يتطلعون أن تنقل اللقاء لنفي وجود فتور بين الطرفين. وقالت مصادر إسرائيلية عليمة، إن أوباما تعمد تأخير تأكيد اللقاء بنتنياهو لعدة أهداف، أهمها أن يشير إلى عدم رضائه عن السياسات الإسرائيلية، وعدم التزام نتنياهو بدفع عملية السلام إلى الأمام، خصوصا بعد أن أقدم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) على الإعلان الدرامي، إنه لن يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة القادمة. كما عللت بعض المصادر عدم رغبة أوباما باستقبال علني لنتنياهو للأنباء التي تتسرب إلى واشنطن عما يقال عنه في أروقة ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بحق أوباما. فقد سمعت في الأسابيع الأخيرة تفوهات إسرائيلية مغيظة له مثل: «انه شاب عديم التجربة وسيتعلم كيف يعامل إسرائيل بما يخدم مصلحته»، و«أميركا ليست الرئيس وحده، فهنالك عناصر تأثير كثيرة أخرى تقيم العلاقات الجيدة مع إسرائيل، ونحن على اتصال فيها»، و«شعبية أوباما تتدهور بينما شعبية نتنياهو ترتفع»، وغيرها. وكانت مصادر إسرائيلية قد كشفت أن نتنياهو ينوي تقديم إثباتات للرئيس أوباما، بأن أبو مازن ليس جادا بتهديداته عدم خوض الانتخابات، إنما هذه أحبولة من طرفه نصحه بها أحد مستشاريه لجعل الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل. ويريد نتنياهو أن يقنع أوباما بأن لا يغير شيئا في سياسته من جراء تهديدات أبو مازن بالتنحي. ووصل نتنياهو مساء أول من أمس، ليشارك في المؤتمر السنوي لـ«المنظمات اليهودية في شمال أميركا» الذي يختتم أعماله اليوم، بعد عمل ثلاثة أيام. وقبل نحو الشهر، لم يكن نتنياهو قد خطط لحضوره، قائلا لمساعديه إنه سيحضره في حالة ترتيب لقاء له مع أوباما خلال الزيارة. وفي أعقاب تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، التي امتدحت فيها نتنياهو على قراره تجميد البناء الاستيطاني في المستقبل لتسعة شهور، وقالت إنه غير مسبوق، قرر نتنياهو إطلاق زيارته إلى واشنطن، بينما تواصلت المشاورات لتأمين اللقاء مع أوباما.

ولكن البيت الأبيض لم يسارع إلى ترتيب هذا اللقاء، كما أن أوباما قرر إلغاء خطاب رئيسي كان يفترض أن يلقيه أمام المؤتمر السنوي الأهم للمنظمات اليهودية. وكان الإسرائيليون يتطلعون لإجراء لقاء بين نتنياهو وأوباما وراء الكواليس في المؤتمر، فطلبوا تغيير موعد خطاب نتنياهو من الأحد إلى الاثنين وهو اليوم الذي كان من المقرر أن يلقي أوباما خطابه فيه. لكن أوباما رد بنقل خطابه إلى اليوم التالي وحرص مساعدوه على القول، إن طريقة فرض نتنياهو على الرئيس غير لائقة دبلوماسيا. وفي نهاية المطاف ألغى أوباما حضوره وأرسل مكانه مدير طاقمه، رام ايمانيويل، وهو يهودي ولديه ارتباطات سابقة بإسرائيل، لكن يعتبره رجال نتنياهو معاديا، ويتهمونه بالتحريض الدائم ضد نتنياهو. وعلل البيت الأبيض هذا التغيير بأنه ناجم عن انشغال الرئيس بالهجوم الذي وقع في القاعدة العسكرية «فورت هود» الأسبوع الماضي. ويلقي ايمانيول خطابا رئيسيا أمام الجمعية اليوم، بحضور ممثلي أكبر الجمعيات اليهودية في البلاد، من المتوقع أن يؤكد فيها التزام واشنطن بأمن إسرائيل واعتبار السلام عنصرا أساسيا لضمان هذا الأمن. وقد نفى المستشار الإعلامي في مكتب نتنياهو، نير حيفتس، وجود أزمة في العلاقات بين البلدين، أو أن إسرائيل راحت ترجو واشنطن أن ترتب لقاء قمة كهذا، وقال: «لدى نتنياهو هدف هو أن يقيم علاقات جيدة مع الرئيس الأميركي، ولهذا طلبنا اللقاء، ومنذ ثلاثة أسابيع ونحن نرتب المسألة بشكل يلائم مواعيد الرئيس».