مقتل 3 وإصابة 5 بتفجير انتحاري جديد في بيشاور

مقتل 17 بينهم 6 من أفراد الأمن في أعمال عنف بالشريط القبلي

TT

أعلنت الشرطة سقوط ما لا يقل عن ثلاثة قتلى أمس في انفجار عبوة استهدفت شرطيين في بيشاور شمال غرب باكستان التي تعاني من سلسلة اعتداءات غير مسبوقة تنفذها حركة طالبان الموالية للقاعدة. وهذا ثاني اعتداء انتحاري في ظرف يومين في بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان المدينة التي تتعرض لأكبر عدد من الاعتداءات التي خلفت ما لا يقل عن 2400 قتيل في كافة أنحاء البلاد في اقل من سنتين، كما أفادت الشرطة. وأفادت تقارير الشرطة الأولية أن انتحاريا نزل من دراجته النارية التي تسير على ثلاث عجلات وتستخدم كسيارة أجرة، وفجر العبوة التي كان يحملها أمام مركز مراقبة للشرطة في ضواحي بيشاور. وقال قائد شرطة المدينة لياقوات علي خان للصحافيين «انه اعتداء انتحاري». مؤكدا مقتل شرطي واثنين من المدنيين. وأكد ضابط الشرطة محمد كريم لوكالة الصحافة الفرنسية أن «ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح خمسة» في الاعتداء الذي استهدف احد مراكز المراقبة العديدة المقامة على محاور الطرق الرئيسية في كبرى المدن الباكستانية منذ أشهر عدة التي تحولت إلى أفضل ما يستهدفه الانتحاريون. وأكد احد مسؤولي اكبر مستشفى «لايدي ريدينغ» في المدينة الطبيب ظفر إقبال تسلم جثتي مدنيين وشرطي قتلوا في الاعتداء. وتسبب انتحاري كان راجلا الأحد في مقتل 14 شخصا بينهم مسؤول محلي كان يستهدفه شخصيا بسوق المواشي في بيشاور. وتبنت حركة طالبان الباكستانية المسؤولة على سلسلة الاعتداءات التي تعصف بالبلاد منذ سنتين، ذلك الاعتداء الذي استهدف رئيس بلدية شكل ميليشيا لمحاربة المقاتلين الإسلاميين. وقال مسؤولون إن 17 شخصا، بينهم خمسة جنود وشرطي واحد، قتلوا أمس عندما استهدف مسلحو حركة طالبان أفراد أمن بتفجير انتحاري وهجوم صاروخي وانفجار بعبوة ناسفة على جانب الطريق في المنطقة الشمالية الغربية المضطربة.

وفجر انتحاري نفسه أمس بالقرب من موقع شرطة بمدينة بيشاور شمال غرب باكستان مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل. وقال قائد شرطة مدينة بيشاور لياقوات علي خان إن رجل شرطة أوقف دراجة نارية «ريكشو» كان المهاجم يستقلها كان من بين القتلى. وأصيب خمسة أشخاص في الانفجار الذي وقع على شارع يقود إلى الطريق الدائري الرئيسي في عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية. ووقع الهجوم بعد يوم من قتل انتحاري رئيس بلدية مناهض لحركة طالبان وزعيم إحدى الميليشيات و12 شخصا آخرين في سوق ماشية على ضواحي المدينة.

وشهدت مدينة بيشاور سلسلة من الهجمات في الأسابيع الأخيرة. وقتل أكثر من 110 أشخاص عندما انفجرت سيارة مفخخة في سوق مكتظ الشهر الماضي. وينظر إلى الهجمات على أنها رد فعل لطالبان على الهجوم الذي تشنه القوات الباكستانية ضد المسلحين في منطقة جنوب وزيرستان القبلية بالقرب من الحدود الأفغانية.

وكانت قوات الأمن نجحت في تعزيز موقعها بعد طرد المتشددين من الكثير من معاقلهم، ويواجهون طالبان التي ما زالت تبدي مقاومة في بعض المناطق. ولقي أربعة جنود حتفهم وأصيب آخر عندما استهدف مسلحون إسلاميون نقطة أمنية من خلال إطلاق صواريخ في منطقة ماكين. وقال بيان للجيش أمس إن ثمانية مسلحين قتلوا في تبادل لإطلاق النار. وبلغ إجمالي القتلى، في ظل حصيلة القتلى الأخيرة، في صفوف طالبان في جنوب وزيرستان إلى 486، فيما لقي 46 جنديا حتفهم في عمليات القتال هناك. ولم يتسن التحقق من أعداد الضحايا بصورة مستقلة لأن منطقة القتال مغلقة أمام الصحافيين. وعلى صعيد منفصل، انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من مركبة عسكرية في منطقة قبلية أخرى في باجاور، ما أسفر عن مقتل اثنين من الجنود. وأصيب جندي آخر في الانفجار الذي وقع في منطقة سالازاي. وغير بعيد عن بيشاور تحولت المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان الى معاقل حركة طالبان التي أتاحت لتنظيم القاعدة وطالبان الأفغانية استعادة قواها في تلك القواعد الخلفية منذ انهيار نظام كابل نهاية 2001.

وقد أعلنت حركة طالبان القتال مع أسامة بن لادن في صيف 2007 على إسلام آباد وقواتها الأمنية آخذة على باكستان تحالفها مع واشنطن في «حربها على الإرهاب» منذ نهاية 2001.

ويشن الجيش الباكستاني الذي خسر أكثر من ألفي جندي منذ بداية 2002 في معارك بالمناطق القبلية، منذ ثلاثة أسابيع هجوما واسع النطاق على مقاطعة وزيرستان الجنوبية القبلية في شمال غرب البلاد معقل طالبان. وتوعدت الحركة بتكثيف عملياتها ضد الجيش والشرطة بشكل خاص.