بارزاني أمام البرلمان الأوروبي: إدارة بغداد للثروات تنقصها الشفافية

رئيس إقليم كردستان: اخترنا البقاء ضمن العراق وإذا أراد الشيعة والسنة غير ذلك فهذه مشكلتهم

مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، لدى لقائه بخافيير سولانا، المنسق الأوروبي للسياسات الأمنية والخارجية بالاتحاد الأوروبي، في بروكسل أمس (أ.ب)
TT

انتقد مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، في تصريحات له ببروكسل أمس، ما وصفه بـ«نقص الشفافية» في إدارة الحكومة المركزية العراقية لملف منتجات الطاقة وثروات البلاد، وقال «استثمرت بغداد مبالغ طائلة لتطوير قطاع إنتاج النفط، ولكن النتائج تبقى غير منظورة حتى الآن، مما يدعو إلى التأكيد على عدم شفافية ما يجري في بغداد»، مضيفا أن الأكراد لديهم إصرار على ضرورة توزيع ثروات البلاد من النفط والغاز بشكل عادل، وفق ما ينص عليه الدستور العراقي.

وأشار بارزاني الذي كان قد بدأ جولة أوروبية، إلى أن إقليم كردستان ينتج حاليا مائة ألف برميل من النفط يوميا، بالإضافة إلى كميات إضافية لا يستهان بها من مشتقات النفط والوقود، وقال «هنا لا بد أن تكون العائدات الإضافية من حصة الإقليم وشعبه، إذ ليس هناك قوانين تنص على عكس ذلك».

وكان بارزاني يتحدث أمام الصحافيين، على هامش زيارته لبروكسل، حيث تحدث أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي أمس. وحول مستقبل العراق في أفق الانتخابات البرلمانية القادمة، أعرب بارزاني عن خشيته من استمرار تدهور الوضع الأمني قبل الانتخابات، واعتبر أنه «ما زال الإرهاب نشطا» في العراق، وأعرب عن ثقته أن النظام الانتخابي لن يضعف قدرة حكومة كردستان، لأن الأحزاب الكردية في البرلمان الفيدرالي سوف تتبنى موقفا موحدا تجاه حكومة بغداد. وشدد بارزاني على خيار الأكراد البقاء ضمن عراق فيدرالي موحد، «إذا اختار السنة أو الشيعة أمرا آخر، فهذه مشكلتهم»، وحول قضية كركوك، رد رئيس إقليم كردستان، بالتركيز على «حق» سكان المحافظة بتقرير مصيرهم، وقال بهذا الصدد «ليس لنا حق اتخاذ القرار بدلا منهم، هناك خارطة طريق لحل مشكلة كركوك تتمثل بتطبيع الوضع وإجراء إحصاء ثم استفتاء على وضع المحافظة». وأشار إلى أن «هناك خارطة الطريق كفيلة بنزع فتيل الأزمة التي تفرضها مشكلة كركوك» على العراق.

وتطرق بارزاني كذلك إلى قضية الأقلية الكردية جنوب شرقي تركيا، مؤكدا دعم إقليم كردستان للمبادرة التركية من أجل حل المسألة الكردية، وقال «نحن ندعم العملية السلمية ومستعدون للمساهمة فيها، ونرى أن العمل العسكري يتناقض تماما مع أفق السلام».

وشدد بارزاني على ضرورة التحلي بالصبر، «فالمسيرة السلمية لا تزال في بدايات الأولى، وهناك عدة مسائل يجب أن تؤخذ في الحسبان، ومنها كيفية عودة مقاتلي حزب العمال الكردستاني وكذلك عودة لاجئي مخيم مخمور (كردستان) إلى تركيا بطرق سلمية». وأعرب بارزاني عن قناعته بأن «تركيا تعمل على معالجة جذور المشكلة الكردية وليس نتائجها»، مجددا رغبة سلطات الإقليم شمالي العراق بـ«المساهمة بما يمكن» لتأمين حل سلمي للمسألة الكردية.

ومن جانبه، أكد نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي فيوريللو بروفيرا، على أهمية الدور الذي تلعبه حكومة كردستان في دعم استقرار وازدهار العراق، مرحبا باسم أعضاء اللجنة بإقرار قانون الانتخابات في العراق. وأوضح النائب الأوروبي أن هذا القانون سيسمح بتنظيم انتخابات «هامة» في العراق، مكررا رغبة البرلمان في رؤية انتخابات «شفافة ونزيهة» تجري في البلاد في «أجواء آمنة».

والتقى بارزاني، أمس، خافيير سولانا المنسق الأوروبي للسياسات الأمنية والخارجية بالاتحاد الأوروبي، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

وقال بيان من بعثة إقليم كردستان العراق لدى الاتحاد الأوروبي، إن هدف الزيارة هو بحث الوضع في إقليم كردستان وفي العراق، وتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإقليم كردستان، وإنه أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي استعرض تطورات السياسية في العراق والتحديات المتوقعة في المستقبل.