اختتام المفاوضات الإسرائيلية ـ الأميركية

باراك وغيتس يلخصانها: نجاح باهر في تثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط

TT

في تلخيص أولي للتدريبات العسكرية الإسرائيلية الأميركية المشتركة «جينيفر كوبرا ـ 10»، التي استهدفت توفير الحماية لإسرائيل من هجوم لدول «محور الشر» بالصواريخ، أعلن وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، ونظيره الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، في واشنطن، أنها كانت تدريبات ناجحة جدا وحققت هدفها الأساسي في التنسيق ما بين الجيشين.

وقال باراك إن الولايات المتحدة بوقوفها إلى جانب إسرائيل عسكريا وأمنيا، إنما تقوي فرص التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط. وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى هذه التدريبات. فشكر القوات الأميركية ورئيسها باراك أوباما، على دعمه الكبير وغير المسبوق في تعزيز قوة إسرائيل وحمايتها في مواجهة العدوان الخارجي.

وكان التحضير لهذه التدريبات قد بدأ قبل عام ونصف العام بين الدولتين، وتقرر في حينه أن تتحول إلى مظاهرة قوة كبيرة تهدد إيران وأذرعها في المنطقة. واختتمت التدريبات بعد ثلاثة أسابيع، أول من أمس، وشارك فيها 1400 جندي أميركي ومقابلهم من الجنود والضباط الإسرائيليون. كما شاركت 17 سفينة حربية أميركية وبطاريات صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ، وأشركت لأول مرة القاعدة العسكرية الأميركية في النقب (جنوب إسرائيل). وأجريت المناورات على ثلاث مراحل، كل منها استغرقت أسبوعا، الأول كرس للقوات الأرضية وكيف ستنقذ المصابين. والثاني لفحص مدى إمكانية التنسيق ما بين القيادات من الطرفين والثالث استغل للتدريب على صد وإسقاط الصواريخ.

وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية تم فحص قدرة الآليات الدفاعية الإسرائيلية والأميركية، في هذه التدريبات، وخصوصا صواريخ «حيتس» (الإسرائيلية ـ الأميركية الصنع) و«باتريوت» و«وتومهوك» (الأميركية)، للتصدي للصواريخ بعيدة المدى التي قد تطلق باتجاهها. وسوف يتم فيها استخدام الذخيرة الحية، لإسقاط تلك الصواريخ. كما اختبرت قدرة الآليات الدفاعية الإسرائيلية في التصدي للصواريخ الباليستية البعيدة المدى، وتمت تجربة افتراضية على سيناريو هجوم صاروخي متزامن ومشترك من إيران وسورية وحزب الله وحماس على إسرائيل. وشملت المناورات أيضا تدريبات عملية لتمكين المنظومات الدفاعية الصاروخية الأميركية والإسرائيلية من العمل بصورة مشتركة، لا سيما الرادار الأميركي (اكس باند، اف بي إكس ـ تي) الموجود في القاعدة العسكرية الأميركية في النقب الذي سيمكن صواريخ «آرو/ السهم» من اعتراض صواريخ تحاكي «شهاب3» الإيرانية ذاتية الدفع. ولهذا الغرض تم استخدام شبكة صواريخ مضادة للصواريخ، ومنها: شبكة الدفاع الصاروخي الأميركية (باتريوت)، وشبكة الدفاع الأميركية الإسرائيلية «حيتس2»، وشبكة الدفاع الصاروخي الأميركية المتنقلة «باتريوت ـ هوك3» وغيرها.

ووفقا لمصادر إسرائيلية فإن الهدف العام من هذه المناورة هو خلق البنية التحتية اللازمة لتمكين المنظومات الدفاعية الأميركية والإسرائيلية الثلاث من العمل بصورة مشتركة إذا قررت الولايات المتحدة نشر منظوماتها الدفاعية في إسرائيل في حال وقوع مواجهة مع إيران على غرار ما فعلته إبان حرب الخليج الأولى 1991.

وعلى الرغم من أن القائدين المباشرين للتدريبات، الأميركي العميد جون ريتشاردسون، والإسرائيلي العميد دورون غبيش، أكدا أن الهدف هو تعزيز القدرات الإسرائيلية على صد الهجمات عليها، فإن الجيشين تدربا على تحويل عملية الدفاع إلى هجوم أيضا. ولكن قائد القوات الأميركية في أوروبا، الأدميرال جيمس ستيواريدوس، الذي قاد التدريبات في إسرائيل، اعتبرها «مناورات لتثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط». وأوضح العميد غبيش أن التدريبات تمت على التنسيق بين الجيشين في حالة تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي إيراني أو هجوم منسق من أربع جهات. وأن التدريبات حققت هدفها وأظهرت قدرات عالية من التنسيق وتحقيق ضربات قاصمة للعدو.