مهاجم «فورت هود» أبدل موضوع محاضرته الطبية بعرض «باوربوينت» عن الانتحاريين

الميجور حسن تواصل مع الإمام اليمني عبر 20 رسالة إلكترونية.. وسيحاكم أمام القضاء العسكري

TT

حذر نضال مالك حسن، الطبيب النفساني بالجيش الأميركي، المتهم بإطلاق النار في فورت هود بتكساس الخميس الماضي، وقتل 13 شخصا، مجموعة من كبار أطباء النفس بالجيش قبل عام ونصف أن يتجنبوا «الأحداث المعادية»، وأكد أنه يجب على الجيش أن يسمح بتسريح الجنود المسلمين الذين لا يرغبون في المشاركة في حروب تتعارض مع قيمهم الأخلاقية أو الدينية، حتى لا يشاركوا في حروب ضد غيرهم من المسلمين. وكطالب بالسنة النهائية ببرنامج إعداد الأطباء النفسانيين بمركز وولتر ريد الطبي التابع للجيش، كان يفترض أن يقدم الميجور نضال حسن عرضا حول قضية طبية من اختياره كنوع من التدريب ضمن برنامج إعداد الأطباء.

لكنه بدلا من ذلك وفي أواخر يونيو (حزيران) 2007، وقف أمام رؤسائه وحوالي 25 آخرين من أعضاء فريق الصحة العقلية، وألقى محاضرة عن الإسلام والانتحاريين والتهديدات التي يمكن أن يواجهها الجيش من المسلمين غير المتكيفين مع محاربة المسلمين في الدول الإسلامية سواء في العراق أو أفغانستان، حسبما أفادت «واشنطن بوست». وذكرت الصحيفة الأميركية أن حسن قال في عرض «الباوربوينت»: «تزداد الصعوبات يوما بعد يوم بالنسبة للمسلمين في الجيش فيما يتعلق بالتبرير الأخلاقي لوجودهم في الجيش ومشاركتهم في حرب ضد إخوانهم من المسلمين».

ويقول أحد العاملين بالبرنامج الذي حضر العرض الذي قدمه حسن وتحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته نظرا لاستمرار التحقيقات المتعلقة بحسن: «كان الأمر غريباً للغاية. فقد بدا الأطباء الكبار منزعجين في نهاية العرض. كانت تلك العروض تقدم مساء كل أربعاء وكان غيره من الطلاب يقدمون محاضرات حول أنواع جديدة من العلاج لأمراض عقلية محددة».

وقال متحدث رسمي باسم الجيش مساء أول من أمس إنه لم يكن يعلم شيئاً حول ذلك العرض، بينما رفض متحدث باسم وولتر ريد التعليق على الموضوع. وما زال من غير الواضح إذا ما كان أحد الحضور قد نقل ملخصا لذلك العرض لسلطات مكافحة التجسس أو سلطات تطبيق القانون التي تقع مهمة رصد المخاطر الكامنة ضمن صفوف الجيش من مهامها.

يذكر أن حسن كان قد قضى ست سنوات في وولتر ريد كطبيب تحت التدريب، ثم كطبيب مقيم، وكزميل بدءا من 2003. ثم تم نقله إلى فورت هود كطبيب ممارس في يوليو (تموز)، وكان من المقرر أن ينتقل في وقت قريب إلى أفغانستان. ووفقا لأحد أقربائه، فإن الميجور حسن كان قد طلب عدم إرساله إلى مناطق الحرب. ولم يكن من المعروف قبل ذلك إذا ما كان الميجور حسن قد حاول أن يتم استثناؤه من السفر إلى مناطق الحروب لتعارضها مع قيمه الدينية والأخلاقية أم لا.

من جهتها، قالت الميجور جنرال غينا إس فاريسي رئيسة شؤون العاملين بالجيش في حوار أجري معها أول من أمس، إنها وغيرها من المسؤولين بالجيش لا يستطيعون مناقشة ما إذا كان حسن قد طلب رسميا الاستقالة من الخدمة، أو ألا يتم إرساله إلى مناطق الحرب نظرا لأن التحقيقات ما زالت جارية. وأضافت وغيرها من المسؤولين بالجيش إنه من غير المعتاد أن يتم السماح للضباط الذين وصلوا لرتبة حسن وتدريبه الطبي بالاستقالة.

ويفحص حاليا المحققون معتقدات حسن الدينية؛ ويدققون فيما إذا كان يعتنق وجهات نظر متطرفة، وإذا ما كان على اتصال بغيره من الذين يشجعون العنف ضد القوات الأميركية.

وقد كان عنوان العرض الذي قدمه حسن: «وجهة النظر القرآنية العالمية بشأن المسلمين في الجيش الأميركي»، وكانت تتكون من 50 شريحة. وفي إحدى تلك الشرائح، وصف حسن أهداف العرض باعتبارها التعرف على «ما يغرسه القرآن في العقول المسلمة وتأثيراته المحتملة على الجيش الأميركي».

وأكد مسؤولون بالحكومة الأميركية أن الميجور حسن سيحاكم أمام محكمة عسكرية، مضيفين انه لا يوجد ما يشير إلى ان العسكري المسلم كان يخطط لهجوم.

واتضح، من ناحية أخرى، أن الميجور حسن تواصل عبر البريد الإلكتروني في أواخر العام الماضي وفي بداية العام الحالي مع متشدد في اليمن كان ينتقد الولايات المتحدة نظرا لشنها حربا ضد المسلمين لكن ذلك التواصل بينهما لم يدفع إلى إجراء تحقيق، وفقا لما أكده مسؤولون أول من أمس. واستطاعت وكالات الاستخبارات الأميركية رصد حوالي 10 إلى 20 رسالة إلكترونية من حسن إلى أنور العولقي، وهو مواطن أميركي كان يعمل كإمام في مسجد فيرجينيا الذي كان يتردد عليه حسن، وفقا لما قاله مسؤول بقوات فرض القانون وتحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته.

ورد العولقي على رسائل حسن على الأقل مرتين وفقا لما قاله النائب بيتر هوكسرا عن ولاية ميتشيغن الجمهوري بلجنة الاستخبارات بمجلس النواب. وقال هوكسترا: «بالنسبة لي، فإن عدد المرات التي حاول فيها الميجور حسن الوصول إلى الإمام كان مهما للغاية. فالقاعدة والجهاديون الراديكاليون يستخدمون شبكة الإنترنت لنشر الجهاد، وبالتالي فإلى أي حد نجم الهجوم الذي شنه حسن عن تواصله مع تلك الرسائل الراديكالية الموجودة على الإنترنت وعلى قدرته على التفاعل؟».

ويضيف هوكسترا: «أعتقد أن استجابات العولقي ربما تكون بريئة للغاية. لكن حقيقة أنه أرسل رسالة إلكترونية إلى هذا الرجل وتلقى استجابات تثير مخاوفي بلا شك».

وقد أكد مكتب المباحث الفيدرالي أن تلك الرسائل الإلكترونية لم تكن تتطلب إجراء تحقيق، وفقا لأحد المسؤولين بقوات فرض القانون. ومن جهة أخرى، يقول المحققون إن رسائل حسن كانت تتوافق مع عنوان بحثه الأكاديمي، كما أنها كانت تحتوي على بعض الدردشة الاجتماعية والمناقشات الدينية. ويثير هوكسترا وغيره الأسئلة حول ما إذا كانت الهيئات الحكومية قد أولت اهتماما كافيا للإشارات التحذيرية المتعلقة بحسن.