أكثر من 25 قتيلا في عملية انتحارية استهدفت سوقاً في باكستان

إسلام آباد تؤكد قدرتها على تأمين أسلحتها النووية

TT

ارتفعت حصيلة العملية الانتحارية التي وقعت أمس في سوق مكتظة شمال غربي باكستان إلى ما لا يقل عن 25 قتيلا وأربعين جريحا، على ما أفادت الشرطة ومسؤولون طبيون.

وقال الطبيب ذو الفقار أحمد لوكالة الصحافة الفرنسية من المستشفى الرئيسي في هذه المدينة الواقعة في ضواحي بيشاور كبرى مدن الولاية الحدودية الشمالية الغربية «تلقينا 18 جثة بينها جثث ثلاثة أطفال، ونعالج ما لا يقل عن 25 جريحا».

وقال قائد شرطة المنطقة، محمد رياض خان، للصحافيين من موقع الحادث «من المؤكد أنه كان اعتداء انتحاريا بالسيارة المفخخة»، مضيفا أن الاعتداء وقع «في السوق الرئيسية في منطقة تشهد ازدحاما كبيرا عند العصر».

وفي نفس الوقت، قال قائد باكستاني كبير، إن بلاده قادرة على تأمين ترسانتها النووية، وإن ما تردد عن تفاوضها للتوصل إلى «تفاهمات» تعزز بموجبها وحدات أميركية سلامة الأسلحة هو «محض هراء».

وسلطت الأضواء على قضية أمن الأسلحة النووية الباكستانية والمنشآت مع تصاعد عمليات العنف التي يقوم بها متمردون إسلاميون، رغم أن الولايات المتحدة كررت مرارا ثقتها في قدرة باكستان على حماية ترسانتها النووية.

وقالت مجلة (ذا نيويوركر) في عددها الأخير، إن باكستان والولايات المتحدة تتفاوضان على «تفاهمات شديدة الحساسية» تسمح لوحدات أميركية مدربة تدريبا خاصا بتعزيز أمن الأسلحة الباكستانية «في حالة حدوث أزمة».

ورفض الجنرال طارق ماجد، رئيس لجنة هيئة الأركان المشتركة الباكستانية، التقارير ووصفها بأنها «محض هراء ومغرضة»، حسب ما ذكرته رويترز.

وقال ماجد في بيان صدر الليلة قبل الماضية «لا وجود على الإطلاق لمسألة المشاركة أو السماح لأي فرد أجنبي أو أي كيان أو دولة بالوصول إلى معلومات حساسة عن ممتلكاتنا النووية».

ونقلت مجلة (ذا نيويوركر) عن مسؤول سابق في المخابرات الأميركية، لم تكشف عن اسمه، قوله إن الباكستانيين سمحوا لواشنطن «بإلقاء نظرة على عدد من الرؤوس الحربية وبعض مواقعهم ونظامهم للقيادة والتحكم».

لكن ماجد، الذي وصف نفسه بأنه «القيم بشكل شامل على تطوير برنامجنا الاستراتيجي»، قال إن الولايات المتحدة تعرف فقط «ما يمكنها أن تخمنه ولا أكثر من ذلك».

ويقول محللون إن المنشآت النووية الباكستانية مؤمنة تأمينا جيدا، وإن المتشددين سيجدون صعوبة بالغة في اقتحامها. وقالت مجلة (ذا نيويوركر) إن المشاورات الأميركية الباكستانية جرت بشكل سري نظرا للمشاعر المناهضة للولايات المتحدة في باكستان، حيث يعتقد كثيرون أن واشنطن تريد حرمانهم من أسلحتهم النووية. ونفت السفيرة الأميركية في باكستان، أن باترسون، أيضا تقرير مجلة (ذا نيويوركر).

وقالت في بيان «هذه المزاعم زائفة تماما. الولايات المتحدة لا تعتزم السيطرة على الأسلحة النووية أو المواد الباكستانية».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة توفر بعض التدريب والمعدات لباكستان لتعزز أمن المنشآت النووية، لكنها نفت أي نية للسيطرة على ترسانتها.

وقال براين ويتمان، المتحدث باسم البنتاغون في واشنطن «الولايات المتحدة واثقة في قدرة الحكومة الباكستانية على حماية برامجها النووية وموادها». «نعمل مع باكستان في إطار مبادرات للمساعدة الأمنية على نطاق واسع تركز على تعزيز قدرات مواجهة التمرد لدعم الاستقرار».