كوريا الشمالية تستبق زيارة أوباما بحادث حدودي أجج التوتر في المنطقة

مواجهة بحرية بين الكوريتين إثر عبور سفينة شمالية للمياه الإقليمية الجنوبية

رئيسة الوزراء الأوكرانية، يوليا تيموشينكو، تضع قناعا على وجهها أثناء زيارتها لمستشفى في منطقة لوتسك (400 كلم غرب كييف) أمس. ونقلت صحيفة محلية عن مسؤول حكومي أن الانتخابات الرئاسية المقررة في يناير (كانون الثاني) المقبل قد تتأجل بسبب إنفلونزا الخنازير (أ.ب)
TT

حصلت مواجهة بحرية بين الكوريتين أمس بعد أن اجتازت سفينة دورية كورية شمالية حدودا بحرية متنازعا عليها في البحر الأصفر، في حادث يؤجج حدة التوتر قبيل زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما لسيول.

ووقعت المواجهة التي أصيبت خلالها السفينة الكورية الشمالية بأضرار بعد ان دخلت سفينة دورية كورية شمالية المياه الإقليمية الجنوبية متجاهلة طلقات تحذيرية. وقال بيان صادر عن رئاسة الأركان الجنوبية ان «السفينة الكورية الشمالية أطلقت النار علينا ورددنا على مصادر النيران ما أرغمها على العودة من حيث أتت». وأضاف البيان «لم نسجل ضحايا في صفوفنا. ونبقى متيقظين تحسبا لأي استفزازات جديدة من كوريا الشمالية». كما قالت مصادر عسكرية كورية جنوبية إن السفينة الكورية الشمالية عبرت الحدود أثناء مطاردتها لزورق صيني كان يصطاد بشكل غير مشروع في هذه المنطقة.

وعلى الفور طالبت السلطات الكورية الشمالية باعتذارات ووصفت الحادث بأنه «استفزاز مسلح خطير». وقالت رئاسة أركان كوريا الشمالية «ان على السلطات العسكرية الكورية الجنوبية أن تقدم اعتذارات للشمال على هذا الاستفزاز العسكري واتخاذ الإجراءات الضرورية لعدم تكرار مثل هذا الحادث». وجاء هذا الحادث الذي وقع قرب جزيرة ديشونغ، قبل ثمانية أيام على زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما لكوريا الجنوبية. واعتادت كوريا الشمالية تصعيد التوتر قبل الأحداث الإقليمية الكبرى وتسعى لإجراء محادثات مباشرة مع إدارة أوباما لكنها أثارت غيظ القوى العالمية عندما قالت الأسبوع الماضي إنها أنتجت المزيد من البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه لصنع أسلحة. وقال مسؤول أميركي أمس ان بلاده ستعلن في الأيام المقبلة قرارها ما إذا كانت ستجري محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية وسط إشارات على أن بيونغ يانغ قد تكون مستعدة للعودة لمفاوضات أوسع نطاقا تهدف لنزع سلاحها النووي. وقال يانج مو جين وهو أستاذ في جامعة دراسات كوريا الشمالية ومقرها كوريا الجنوبية: «تتخذ كوريا الشمالية موقفا عدوانيا لتوضح أنها لا تتراجع في أمر متعلق بأمنها». ويرى المحللون غالبا أن تهديد الشمال بالحرب ليس سوى خدعة لتعزيز موقفها في المفاوضات.

وجاء حادث أمس بعد تدهور للعلاقات بين الكوريتين اشتد منذ وصول الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك الى السلطة في فبراير (شباط) 2008، وهو من أنصار اعتماد نهج متصلب حيال كوريا الشمالية. وازدادت حدة التوتر منذ قيام بيونغ يانغ في 25 مايو (ايار) بتجربتها النووية الثانية التي دانتها الأمم المتحدة، وإعلانها أنها لم تعد ملزمة بهدنة 1953 التي أنهت الحرب بين الكوريتين. وكانت كوريا الشمالية اتهمت سيول الشهر الماضي بانتهاك هذه الحدود البحرية المتنازع عليها من خلال نشر سفن حربية فيها. ولم تعترف كوريا الشمالية أبدا بهذه الحدود البحرية بين البلدين اللذين لا يزالان نظريا في حالة حرب بسبب عدم توقيع معاهدة سلام بينهما تنهي حرب 1950ـ 1953. وأصبحت هذه المنطقة موضع مناوشات بين الكوريتين.