تضارب المعلومات حول زيارة متقي للسعودية قبل موسم الحج

مصدر إيراني لـ«الشرق الأوسط»: كانت مقررة

TT

تضاربت المعلومات أمس، حول ما إذا كانت هناك زيارة محتملة لوزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي إلى السعودية، والتي تمر علاقات بلاده بها بنوع من الفتور السياسي منذ نحو عامين.

وكانت الأوساط السياسية، والمراقبون لشأن العلاقات السعودية - الإيرانية، تترقب عقد لقاء يضم وزيري خارجية الرياض وطهران، راجت معلومات أنه سيتم قبل موسم حج هذا العام.

وفيما أكدت مصادر إيرانية لـ«الشرق الأوسط» نبأ زيارة متقي إلى الرياض لم يتضح أن هناك أي زيارة مجدولة لوزير خارجية طهران.

وأبلغت مصادر إيرانية «الشرق الأوسط»، أن منوشهر متقي كان يفترض أن يصل إلى الرياض قبل أيام من هذا الأسبوع، للقاء نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، غير أن ذلك لم يتم بسبب ارتباط الوزيرين.

وكانت إيران قد صعدت من لهجتها تجاه السعودية، على لسان كل من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ومرشد الثورة علي خامنئي، اللذين طالبا باستغلال موسم الحج لإعلان «البراءة من المشركين»، وذلك بترديد عبارات معادية لأميركا وإسرائيل، بالرغم من معارضة السعودية لمثل هذا النوع من الأعمال.

وتمنع الأنظمة المعمول بها في السعودية، أي نوع من المظاهرات والاحتجاجات، حتى في الشأن العام، وترى أن موسم الحج يجب ألا يستغل استغلالا سياسيا.

وشدد مجلس الوزراء السعودي، الأسبوع الماضي، من لهجته إزاء من يريدون «تسييس الحج»، كما اكدت السعودية أن سياستها لا تسمح لأي كان بتعكير صفو الحج، أو التأثير على أمن الحجيج.

وتمر العلاقات بين السعودية وإيران، بحالة من الفتور، منذ نحو عامين، رافقها انقطاع في الاتصالات والزيارات بين مسؤولي البلدين.

في الوقت ذاته نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قاضي عسكر، نائب رئيس البعثة الإيرانية للحج أمس، أن متقي سيزور السعودية قبل بدء موسم الحج للتأكيد على «درء الفتن» التي يخشى أن تعكر صفو المناسك المقدسة التي يشارك فيها ملايين المسلمين السنة والشيعة.

وتسعى إيران من هذه الخطوة «لطمأنة» السعودية وتأكيد حرصها على تواصل علاقات «طيبة وحميمية» حسبما أفاد قاضي عسكر.

وأضاف عسكر أن متقي «سيزور السعودية قريبا قبل الحج وسيلتقي الأمير سعود الفيصل للتأكيد على تواصل العلاقات السعودية الإيرانية الطيبة ودرء وإنهاء الكثير من الفتن».

وقال «نشعر أن هناك بعض المشاكل وأتصور أن المسؤولين في البلدين سيحلونها بالحوار. إيران والسعودية دولتان كبيرتان وتستطيعان المساهمة في حل مشاكل الدول الإسلامية بالمنطقة».

وأوضح أن «رئيس بعثة الحج الإيرانية التقى مع وزير الحج السعودي وهناك اتصالات بيننا ونحل المشاكل بالحوار فقط».

وتابع قائلا «لا نريد أن ندع من يريدون الفتنة في العلاقات السعودية الإيرانية والتفرقة وتشتيت المسلمين أن ينجحوا في أهدافهم»، مشددا على أنه «لا جديد» في الفعاليات الإيرانية خلال الحج في يوم الوقوف على جبل عرفات.

وأشار إلى أن «ما جاء على لسان مرشد الجمهورية الإيرانية (آية الله علي خامنئي) حول البراءة من الكافرين هو متابعة لمقولة الإمام الأكبر، وهو جزء من ديننا البراءة من الكفار الذين ظلموا المسلمين وقتلوا الأطفال والنساء».

وأضاف «سنقوم بما نقوم به في كل عام بمراسم على جبل عرفات لإعلان البراءة دون أي ضرر للدول الإسلامية والسعودية».

ويطلق حجاج البعثة الإيرانية شعارات وهتافات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل ضمن شعائر التعبير عن «البراءة من المشركين» ومنها «الموت لأميركا والموت لإسرائيل».

وفي الرياض، قال مصدر سعودي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «تدابير صارمة ستتخذ ضد أي شيء يأخذ طابع التظاهرة السياسية». وكانت السعودية دعت إيران إلى «عدم تسييس الحج».

وأكد المسؤول الإيراني أن بعثة إيران هي وحدها التي تطلق شعارات «البراءة من المشركين» أو «الكافرين»، و«لا ندعو أحدا آخر» للقيام بذلك.

وقال عضو إعلامي في البعثة الإيرانية فضل عدم ذكر اسمه «نحن نحترم الأنظمة والقوانين في السعودية ونلتزم بهذه القوانين. جئنا للحج وليس لافتعال أي مشاكل».

وتتخذ البعثة الإيرانية مقرا لها في مبنى قرب البقيع في المدينة المنورة. ويرفع على هذا المبنى علم إيران ويبلغ عدد الحجاج الإيرانيين هذا العام خمسة وستين ألف حاج.