إيران تدعو موسكو لمقاومة النفوذ «الصهيوني».. وتسليمها صواريخ إس 300

وزير الدفاع الإيراني: ليس من الجيد أن تظهر روسيا في العالم كدولة لا تفي بالتزاماتها

TT

دعا وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي روسيا إلى عدم الرضوخ «للضغوط الصهيونية» وتنفيذ العقد الموقع بين البلدين لتسليم إيران صواريخ مضادة للطائرات من طراز إس 300، على ما أفادت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية. وهذه هي من المرات النادرة التي تدعو فيها طهران موسكو علانية لتسليمها صواريخ إس 300 المضادة للطائرات والتي يمكن أن تلعب دورا في حماية المنشآت النووية الإيرانية إذا ما شنت إسرائيل هجوما عليها. وقال وحيدي «لدينا عقد مع روسيا لشراء صواريخ إس 300 وليس من الجيد أن تظهر روسيا في العالم في صورة دولة لا تفي بالتزاماتها التعاقدية». وتابع «على روسيا أن تنفذ العقد ولا تتأثر بالضغوط الصهيونية». وكان مصدر حكومي روسي أعلن في 21 أكتوبر (تشرين الأول) تجميد العقد، في تصريح لوكالة «إنترفاكس». وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه «على الرغم من أن العقد وقع قبل سنوات، فإن روسيا لم تصادق بعد على تطبيقه وبالتالي لم تدفع إيران ثمن الصواريخ».

وأضاف أن «تسليم إيران أنظمة إس 300 جمد لفترة غير محددة بسبب الظروف التي برزت بعد توقيع العقد»، موضحا أن «كل شيء رهن بالظروف السياسية لأن العقد لم يعد مجرد صفقة تجارية». وبدلت موسكو مرارا موقفها بشأن هذه الصفقة التي ستجعل قصف منشآت نووية إيرانية مهمة صعبة أمام إسرائيل في وقت يتزايد فيه الحديث عن احتمال هجوم إسرائيلي إذا فشل الحوار بين إيران والغرب. واحتجت كل من إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا على تسليم إيران هذه الأنظمة في حين لم تعترف روسيا رسميا بأنها وقعت مثل هذا العقد مع طهران مشددة في المقابل على حقها في بيع أسلحة «دفاعية».

يأتي ذلك فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تتفق تماما مع واشنطن بشأن ضرورة تحسين العلاقات المتوترة بين البلدين. يذكر أن هناك خلافات بين موسكو وواشنطن حول التعامل مع الملف الإيراني وسرعة فرض عقوبات على طهران إذا فشل الحوار النووي. وذكر لافروف في مقابلة مع تلفزيون «فيستي ـ 24» أن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف يتفق مع نظيره الأميركي باراك أوباما على ضرورة التغلب على الصعوبات السابقة.

وقال لافروف إن «الرئيسين يتفقان تماما على أن علينا أن نتغلب على الركود في العلاقات بين موسكو وواشنطن الذي ساد في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش». وانتقد لافروف الإدارة الأميركية السابقة وقال إنها «كانت تعيش بعقلية الحرب الباردة». وأضاف «أوباما بلا شك يريد كسر النمطية التي أوجدتها الحقبة السابقة»، مؤكدا أن روسيا ترحب بهذه الجهود. وتجري الولايات المتحدة وروسيا مفاوضات حول استبدال معاهدة نزع الأسلحة النووية التي ينتهي العمل بها الشهر المقبل، فيما تسعى واشنطن كذلك إلى الحصول على مساعدة موسكو بشأن البرنامج النووي الإيراني والحرب في أفغانستان.

وشهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا توترا كبيرا العام الماضي وسط خلافات شديدة بين الكرملين وإدارة بوش بشأن قضايا من بينها الحرب بين روسيا وجورجيا والدفاع الصاروخي.

إلا أن أوباما تعهد بإعادة تحسين العلاقات بين البلدين، ورحبت موسكو بذلك.