إيران: حكم بالسجن والجلد على أحد المحتجزين بعد أزمة الانتخابات الرئاسية

طهران تندد بتخصيص جامعة أكسفورد منحة دراسية باسم ندا أغا سلطاني

TT

نددت إيران بجامعة أكسفورد البريطانية بعدما أنشأت الجامعة العريقة منحة دراسية تكريما للفتاة الإيرانية ندا أغا سلطاني التي قتلت في طهران أثناء مظاهرة احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية. واتهمت طهران جامعة أكسفورد في رسالة بالانضمام إلى حملة «ذات دوافع سياسية ستسيء إلى مصداقيتكم العلمية». وأكدت طهران في الرسالة التي وجهتها السفارة الإيرانية في لندن إلى جامعة أكسفورد: أن أعداء النظام الإسلامي الإيراني دبروا مقتل أغا سلطاني في يونيو (حزيران). واعتبرت طهران أن المنحة التي تم تأسيسها «ستضع أكسفورد في خلاف مع باقي المؤسسات الأكاديمية في العالم». وتقدم المنحة البالغة قيمتها نحو أربعة آلاف جنيه إسترليني (4400 يورو، 6600 دولار) لمدة سنتين لطلاب الفلسفة. يذكر أن ندا سلطاني درست الفلسفة الإسلامية خلال سنوات الجامعة في إيران. وردت الجامعة على الرسالة معلنة أن المنحة مخصصة لكلية كوينز التابعة لجامعة أكسفورد، وقال عمدة الكلية بول مادن إن المنحة «سوف تساعد إيرانيين فقراء على متابعة دروس في أكسفورد». وأضحت أغا سلطان رمزا لموجة الاحتجاجات السياسية في إيران بعدما قتلت أثناء مظاهرة في طهران احتجاجا على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية. وانتشرت مشاهد احتضارها على الإنترنت مثيرة استنكارا واسعا في العالم وظهرت فيه الفتاة طريحة الأرض ووجهها مضرج بالدماء وعيناها مفتوحتان. وقيل إنها أصيبت برصاصة في الصدر في الخامس عشر من يونيو (حزيران). وفي يوليو (تموز)، أعلنت الشرطة الإيرانية أن مقتل ندا كان مخططا من الخارج بينما طلب أحمدي نجاد من القضاء التحقيق في مقتلها متهما «معارضين وأعداء باستخدام (هذه القضية) سياسيا لتلطيخ سمعة الجمهورية الإسلامية».

وبعدما كانت العلاقات الدبلوماسية متوترة بين بريطانيا وإيران، شهدت المزيد من التدهور بعد هذه الانتخابات. إلى ذلك، قال موقع «موجكامب» الإصلاحي الإيراني على الإنترنت أمس إن محكمة أصدرت حكما على رجل ألقي القبض عليه بعد انتخابات إيران المتنازع على نتيجتها بالسجن سبع سنوات مع جلده 74 جلدة. وهذا أول تقرير يفيد بالحكم بالجلد على أحد ممن ألقي القبض عليهم في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت في الشوارع بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية. ووفقا لوسائل الإعلام الإيرانية فقد صدرت أحكام بالسجن على أشخاص آخرين ألقي القبض عليهم بعد الانتخابات كما صدرت أحكام بالإعدام على ثلاثة أشخاص. وقال موقع «موجكامب» إن محكمة ثورية أصدرت حكما بالسجن والجلد على سهيل نويدي يكتا بتهم بينها تهديد الأمن القومي والتحريض ضد المؤسسة الدينية وتعكير الأمن العام. ولم يرد تعليق فوري من المسؤولين الإيرانيين. وذكر الموقع على الإنترنت أن نويدي يكتا ابن «شهيد حرب» وهو تعبير يستخدم في الإشارة للإيرانيين الذين قتلوا خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية التي استمرت من عام 1980 وحتى عام 1988 مضيفا أنه ليس لديه أي سجل جنائي.

وكان ألقي القبض على آلاف الأشخاص بعد الانتخابات وأطلق سراح معظمهم ولكن أكثر من مائة اتهموا بإثارة الاضطرابات التي وقعت في الشارع في أعقاب الانتخابات وبينهم شخصيات إصلاحية بارزة.

ويأتي ذلك التطور فيما عين المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وزير الداخلية مصطفى محمد نجار نائبا للقائد العام للقوات المسلحة لشؤون الأمن الداخلي. وأعربت مصادر إصلاحية عن مخاوفها من أن يؤدي تعيين نجار في المنصب إلى زيادة القبضة الأمنية للسلطات. ومن المعروف أن نجار لعب دورا في إخماد الاحتجاجات القوية بعد الانتخابات بسبب علاقاته مع الحرس الثوري بفضل عمله وزيرا للدفاع قبل تعيينه وزيرا للداخلية. إلى ذلك، دعت إذاعة فرنسا الدولية إلى الإفراج عن مراسلتها في إيران فاريبا باجوه المعتقلة منذ ثلاثة أشهر. وأعربت الإذاعة في بيان عن «قلقها الشديد» لاعتقال مراسلتها في إيران فاريبا باجوه التي تبدأ شهر اعتقالها الثالث. وكان تم توقيف فاريبا في 22 أغسطس (آب) في منزلها وهي تعمل أيضا مترجمة لحساب صحيفة «الموندو» الإسبانية. وقالت إذاعة فرنسا الدولية «حتى اليوم لم يتمكن محاميها من مقابلتها ولا الاطلاع على ملفها رغم إذن النيابة». وقالت الإذاعة إن أسرة المراسلة «التي زارتها الأحد الماضي وجدت فاريبا ضعيفة جدا جسديا ونفسيا».