تدهور الأمن في مقديشو يجبر الوزراء الصوماليين على العمل من الفنادق

حركة الشباب تسيطر على نصف العاصمة.. والقراصنة يختطفون سفينتين

TT

العنف المروع وإراقة الدماء هما الصفتان البارزتان أو المشهد السائد في العاصمة الصومالية مقديشو، حيث تدور معارك عنيفة شبه يومية بين المقاتلين الإسلاميين من حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي من جهة، وبين القوات الحكومية التي تدعمها قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، تلك المعارك التي أجبرت نحو نصف سكان العاصمة على النزوح من ديارهم، وهو ما أدى إلى جعل مناطق كثيرة من العاصمة خالية من السكان.

الأمن المتدهور في العاصمة الصومالية مقديشو لم يؤثر فقط على المدنيين وإنما أثر أيضا على عمل وزراء الحكومة وتنقلات المسؤولين الحكوميين ما بين القصر الرئاسي ومطار مقديشو. فمعظم الوزارات ليس لها مقرات رسمية، واضطر البعض منهم إلى العمل في الفنادق بسبب الأوضاع الأمنية في مقديشو، بينما آخرون ليس لديهم مكاتب عمل، وهناك عدد قليل من الوزراء استطاعوا تدبير مكاتب لهم عبارة عن غرفة، في مبنى حكومي مثلا داخل المقرات الحكومية التي تتمتع بحراسة أمنية مشددة مثل المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي، وعدد الموظفين في معظم الوزارات في الحكومة لا يتجاوزون أصابع اليدين، ذلك بسبب الأمن المتدهور في العاصمة مقديشو. ويبلغ عدد وزراء الحكومة الصومالية 46 وزيرا و6 وزراء دولة، بينما لم يتم بعد تعيين نواب الوزراء، مما يعني أن العدد مرشح للارتفاع. وهذا العدد كبير جدا بالنسبة لدولة مثل الصومال، لكن طبيعة الصومال والتركيبة القبلية للشعب الصومالي هي من بين الأسباب وراء زيادة عدد الوزراء في الحكومة، فعلى رئيس الحكومة عندما يشكل حكومة مثلا أن يراعي التوازن القبلي للصوماليين، ومراعاة قاعدة 4.5 (الأربعة والنصف) التي تعتمد القبائل الصومالية لتقاسم المناصب الإدارية، وتعني أن الصوماليين يتكونون من أربع قبائل كبرى وعدة قبائل صغرى تحصد نصيب القبيلة الكبيرة، وهذا يعني أيضا أن كل قبيلة لا تحصل على منصب وزاري في أي تشكيلة حكومية فإنها ستهدد بالتمرد وسحب الثقة عن تلك الحكومة.

ولا يتمتع وزراء الحكومة الصومالية بحراسة أمنية مشددة، وليس هناك من يحرسهم، وعلى كل وزير أن يعمل حراسة شخصية لحماية نفسه، ولذلك فضل الكثير منهم البقاء في الفنادق وحضور جلسات مجلس الوزراء التي بدورها ليست منتظمة في كل الأحوال، ويجتمع الوزراء غالبا مرة أو مرتين في كل أسبوع، ويجتمعون في مكتب رئيس الوزراء الذي يسكن بدوره داخل منطقة القصر الرئاسي ثم يعودون إلى منازلهم أو الفنادق. على صعيد آخر اختطف القراصنة الصوماليون أمس سفينتين، إحداهما سفينة شحن ترفع علم جزر مارشال وتحمل مواد كيماوية، وأخرى سفينة صيد يمنية، في أحدث هجمات يشنها القراصنة الصوماليون. وهاجم القراصنة السفينة على بعد 513 ميلا بحريا شمال جزر سيشل. وقال أحد القراصنة الموجودين في مدينة حاررديري الساحلية ـ وهي أحد معاقل القراصنة بوسط الصومال ـ إنهم اختطفوا سفينة الشحن التي ترفع علم جزر مارشال بعد معركة بين القرصنة وأفراد طاقم السفينة المكون من 24 بحارة.