نصر الله يدعو الحكومة للتريث في طرح «الملفات الكبرى».. ويتوعد إسرائيل بسحق جيشها في لبنان

دعا إلى مبادرة لتحسين العلاقات السعودية ـ الإيرانية

TT

دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله الحكومة اللبنانية الجديدة إلى «التريث» في طرح الملفات الكبرى، معتبرا أن طرحها من شأنه «إحداث مشاكل»، مشددا على وضع أهداف «يمكننا تحقيقها».

ورأى نصر الله أن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بضرب حزب الله مجرد «حرب نفسية»، لكنه توعد إسرائيل بتدمير جيشها بالكامل إذا أدخلته إلى الأراضي اللبنانية، محذرا من أن الحزب لم يكن في الحرب الأخيرة «بهذه القوة». وقال: «اليوم، تدريبنا أعلى وتشكيلنا أكبر وقيمنا الحرب وعالجنا الكثير من نقاط الضعف وعززنا الكثير من نقاط القوة».

واستغرب نصر الله في كلمة ألقاها في احتفال «يوم الشهيد» الذي يقيمه سنويا أن يطال الأميركيون الحكومة اللبنانية الجديدة «بالتنفيذ الكامل للقرارات الدولية وهو الذي لا يحرك ساكنا في مواجهة الاعتداء والتجاهل والرفض الإسرائيلي لكل القرارات الدولية بل يدافع عنها ويعمل من أجل أن لا يصوت في الأمم المتحدة لمصلحة تقرير غولدستون». ورأى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما هو «عملية خداع انكشفت وانتهت أسرع مما كنا نتوقع ويتوقعون». وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل تدريباته ومناوراته وتسلحه وتجسسه بكل الوسائل ويواصل استغلاله لكل حادثة صغيرة وكبيرة في لبنان والمحيط سواء كانت حادثة وهمية من صنعه ويقوم بتضخيمها في وجه حركات المقاومة ومن يدعمها واستمرار التهديدات العلنية بشن حرب على لبنان، واصفا «التهديدات الإسرائيلية بضرب لبنان إذا شارك حزب الله في الحكومة وهو كان أصلا جزءا منها، أو التسريبات عبر الإعلام عن أن حربا ستشن على لبنان» بأنها «حرب نفسية».

ودعا نصر الله إلى «المزيد من التكامل الإقليمي لمواجهة هذه التحديات»، وحض على «المزيد من التواصل والتعاون الإقليمي»، وقال: «نحن ننظر بإيجابية كبيرة إلى الدور التركي الموجود في المنطقة، البعض يبدأ بمذهبة هذا الدور، بالقول إن تركيا السنية ستأخذ من طريق إيران الشيعية، نحن مع تركيا السنية إذا كانت تريد أن تدافع عن فلسطين وغزة، ونحن مع فنزويلا الشيوعية إذا كانت تقف إلى جانب فلسطين ولبنان». وأضاف: «ننظر بإيجابية للقمة السعودية ـ السورية التي عقدت في دمشق، نحن كنا سعداء وأول ثمرات هذه القمة قطفناها نحن في لبنان، عندما نرى دولنا العربية والإسلامية تقترب أكثر وأكثر من بعضها بعضا هنا تكمن القوة التي تحمي منطقتنا وعالمنا من مزيد من التفتت والذل والهوان، وندعو إلى تقارب سعودي ـ إيراني، فلتكن هناك مبادرة من أي مكان لإيجاد تواصل بين هذين البلدين». ورأى نصر الله أن «الخلاف في اليمن ذو طابع سياسي»، مستغربا «محاولة إعطائها طابعا مذهبيا» مشددا على وجوب «إيقاف الحريق في إشكال اليمن الذي يحاول البعض أن يذهب به إلى حرب طائفية ومذهبية خطيرة جدا بعد أن سقطت بنسبة كبيرة جدا في العراق».

وقلل نصر الله من أهمية التهديدات الإسرائيلية، وقال: «قبل يومين غابي أشكنازي الذي جاء إلى قيادة أركان العدو من زمن الانهزامات الإسرائيلية، تكلم عن عشرات آلاف الصواريخ لا داعي لأن أنفي ولا أؤكد كعادتنا، إذا كان صحيحا لا نزعل وإذا كان خطأ فهو يقوم بحرب نفسية على جيشه وشعبه لكن هو أراد أن يأخذ الأمور باتجاه آخر». وأضاف: «الإسرائيليون يحاولون دائما الحديث عن حرب، وهذا الموضوع يحمل وجهين، احتمال أنه يبحث عن حجة للحرب، وهناك أيضا احتمال أن هذا الكلام مقصود فيه عدم الذهاب إلى الحرب نهائيا، أي أن أشكنازي يقول للمتطرفين كثيرا في الكيان الصهيوني إن الحرب الجديدة ليست كسنة 2000 و2006 وهو يقول بأنه لا يوجد مكان في فلسطين المحتلة كاملة إلا وتطاله صواريخ المقاومة، لأنه عندما يتحدث عن صواريخ 350 كلم فهذا يعني أن التهجير سيكون من كل المدن والمستعمرات الإسرائيلية». مشيرا إلى أنه «إذا أردنا أن نبعد الحرب عن لبنان يجب أن نفهم الجيش الإسرائيلي أن تهديداته لا طائل منها وأن حربه الجديدة على لبنان ستؤدي إلى وقفة لبنانية شاملة وليس انقساما، يجب أن نفهمه أننا جميعا سنكون سويا في الدفاع عن أرضنا ومقاومتنا وشعبنا (...) المرة المقبلة قد تبدأ القصة ليس من حيفا وبعد حيفا، إنما قد تبدأ من ما بعد بعد بعد حيفا». وقال: «هم يتحدثون عن حرب برية شاملة عبر فرقهم، وإذا دخلت هذه الفرق الـ7 التي يتحدثون عنها إلى الجغرافيا الخاصة بنا، فجغرافيا جبل عامل خلقها الله لإذلال وتدمير المحتلين والغاصبين (...) في حرب تموز (يوليو) 2006 أدخلوا 40 ألف ضابط وجندي، والـ200 دبابة التي دمرناها لم تنزل من السماء، ونحن في ذلك الوقت لم نكن بهذه القوة مثل اليوم، تدريبنا أعلى وتشكيلنا أكبر وقيمنا الحرب وعالجنا الكثير من نقاط الضعف وعززنا الكثير من نقاط القوة وأقول نحن جاهزون، وأتعهد أمام أرواح الشهداء وأقول لباراك ونتنياهو أرسلوا ما شئتم من فرق وإن شئتم أرسلوا كل الجيش الإسرائيلي فسندمره ونحطمه».

وسخر نصر الله مما كان يقال عن «ربط الحكومة بالملف النووي الإيراني، والجولان السوري»، وقال: «المسألتان لم تحلا، وتشكلت الحكومة، وقبلنا بهذه الحقائب لأن هاجسنا كان منذ اليوم الأول أن تشكل الحكومة لأننا كنا نعتقد أن هذا لمصلحة البلد» ودعا أن «تكون هذه حكومة تعاون وطني وتماسك وانسجام وطني حقيقي»، وقال: «لا نريدها حكومة متاريس ولا حكومة تسجيل نقاط لأن البلد تلف وتعب من تسجيل النقاط».

ودعا نصر الله إلى «التريث في طرح الملفات الكبرى، كي يرتاح البلد»، وقال: «إذا بدأنا بها فذاهبون إلى المشكل، فلنناقش على طاولة الحوار بهدوء أي ملف ولندع هذه الحكومة تعمل، وأنا أدعو رئيس الحكومة والوزراء خصوصا في البيان الوزاري أن لا ننجز أهدافا كبيرة لا قدرة لنا على إنجازها لأن هذا الإنجاز يعزز الثقة بالحكومة ولا يعود هناك فشل نرمي المسؤولية به على بعضنا».