في احتكاك من «نوع آخر» بين الحكومة والصحافة السودانية، أوقف مجلس الصحافة والمطبوعات السوداني الحكومي اعتماد رئيس تحرير صحيفة «الوفاق» السياسية، كما أوقفت الصحيفة عن الصدور لمدة يوم واحد اليوم، على خلفية رفض الكاتب المثول أمام مجلس الصحافة للتحقيق معه حول مقال كتبه عن المجلس، اعتبره الأخير «غير لائق»، كما أرسل إنذارا نهائيا لرئيس تحرير صحيفة «الانتباهة» السياسية اليومية للسبب ذاته، حيث نشر المقال محل القضية في الصحيفتين بالتزامن. غير أن صحيفة «الوفاق» استأنف القرار في المحكمة أمس وأصدرت الأخيرة قرارا بمواصلة رئيس تحريرها العمل إلى حين البت في الاستئناف، ولكنها تركت قرار إيقاف «الوفاق». ووصف رئيس التحرير الموقوف في حديث لـ«الشرق الأوسط» قرار إيقافه بالـ«شخصي»، كما اتهم مجلس الصحافة بالانحياز للحركة الشعبية لتحرير السودان، التي ظل الكاتب ينتقدها باستمرار. ويرى مراقبون أن مثل هذه الصراعات بين مجلس الصحافة والصحف والصحافيين، ستستمر على أشدها، بعد أن رفعت الرقابة الأمنية عن الصحف في شهر أكتوبر ( تشرين الأول) الماضي، وتركت مسألة محاسبة الصحافة إلى مجلس الصحافة والمحكمة، استنادا إلى قانون جديد لمجلس الصحافة وميثاق شرف صحافي جرى اعتماده في أكتوبر الماضي. وقال مجلس الصحافة في بيان له إن قراراه بإيقاف الصحافي إسحق أحمد فضل الله رئيس تحرير صحيفة «الوفاق» جاء على خلفية رفض فضل الله المثول أمام لجنة الشكاوى على الرغم من استدعائها له مرتين متتاليتين للتحقيق معه في بعض المخالفات التي أوردها في مقال نشره في صحيفتي «الوفاق» و«الانتباهة»، واصفا فيه المجلس وصفا لا يليق به ويتجاوز حدود النقد وآداب النشر الصحافي بحسب البيان. وقال البيان إن الغرض من الاستدعاء هو الاستماع إلى وجهة نظره ومنحه فرصة الدفاع عن موقفه، ولكنه رفض ذلك كتابة، الأمر الذي يجعل التعاون معه كرئيس تحرير صادق المجلس على رئاسته للصحيفة مسألة مستحيلة. وقال المجلس في بيانه إنه وجه إنذارا نهائيا لرئيس تحرير صحيفة «الانتباهة» الصحافي الصادق الرزيقي لعدم مثوله أمام لجنة الشكاوى في المقال ذاته، وأبلغ مجلس إدارة الصحيفة أنه يتوجب عليه ترشيح رئيس تحرير آخر في حال تكرار مخالفة عدم المثول أمام اللجنة. ونوه البيان بأن المجلس استند في قراره إلى المواد الخاصة بسلطاته واختصاصاته وواجبات وحقوق الصحافي ومسؤولية رئيس التحرير في قانون الصحافة والمطبوعات الصحافية لسنة 2009م.