محامي نضال حسن: واع ويتكلم ولم يبدأ التحقيق معه

إمام يمني مطلوب يصف قاتل الأميركيين في «فورت هود» بـ«البطل» .. ووالده يؤكد أنه لم ير إبنه منذ 8 شهور

TT

قال جون غاليغان، محامي الميجور نضال حسن المتورط في مذبحة قاعدة «فورت هود»، ان حسن «واع، ويتكلم، لكنه لا يقول كثيرا». وأضاف المحامي أن حسن يعود إلى الوعي تدريجيا في مستشفى سان انتونيو. وقال المحامي، في مقابلة مع تلفزيون «فوكس»، انه تحدث مع حسن في غرفته في المستشفى لمدة نصف ساعة، لكن كان الحديث متقطعا. وأضاف المحامي انه لم يبدأ نشاطاته القانونية كممثل لحسن بسبب حالة حسن الصحية، لكنه سيفعل ذلك متى سيقدر. وانتقد المحامي الأخبار والتعليقات المثيرة عن الموضوع، وقال إنها ربما تعرقل توفير جو محايد لمحاكمة حسن، عندما يحين موعد ذلك. وقال: «يجب علينا أن نرجع قليلا. ان نضع فرامل أمام التعليقات المثيرة عن كل الأشياء» التي، في المستقبل، سنتأكد بأنها غير صحيحة. وكانت عائلة حسن هي التي اختارت غاليغان. وكان أول شيء فعله هو انه طلب من المحققين ألا يحققوا مع حسن من دون حضوره هو. يمارس غليغان المحاماة بعد أن تقاعد من القوات المسلحة، وكان يعمل في القضاء العسكري. ويشتهر بأنه دافع عن جنود اتهموا بجرائم خطيرة، مثل القتل.

إلى ذلك كشفت معلومات أن إمام أميركي راديكالي سبق له الاتصال بالمشتبه فيه وراء حادث إطلاق النار في قاعدة «فورت هود» ووصفه بالبطل، وسبق أن ألقي القبض عليه في اليمن للاشتباه في منحه مباركة دينية لمسلحين للقيام بعمليات اختطاف. والآن، تسعى السلطات اليمنية لإلقاء القبض على أنور العولقي لتحديد ما إذا كان على صلة بتنظيم «القاعدة». كان العولقي قد استغل موقعه الشخصي على شبكة الانترنت في تحريض المسلمين بمختلف أرجاء العالم على قتل الجنود الأميركيين في العراق. وقد اختفى في اليمن منذ ثمانية شهور، طبقا لما ذكره والده. من جهتهم، أعرب مسؤولون أمنيون يمنيون عن اعتقادهم بأنه يختبئ في مكان ما داخل اليمن، المتميزة بطبيعتها الجبلية التي تحولت إلى ملاذ للمسلحين الإسلاميين. بعد إلقاء القبض عليه عام 2006، كان المحققون عاجزين عن إثبات أي صلات بينه وبين «القاعدة»، وجرى إطلاق سراحه في أواخر عام 2007، طبقا لما أوضحه اثنان من المسؤولين اليمنيين المعنيين بمكافحة الإرهاب ومسؤول آخر بوزارة الداخلية. وقد اشترط المسؤولون عدم الإفصاح عن هويتهم نظرا لأنه غير مخول لهم التحدث لوسائل الإعلام. في يناير (كانون الثاني)، نشر العولقي مقالا بعنوان «44 سبيل لدعم الجهاد»، قال فيه إن الانضمام إلى أو مساعدة «المجاهدين» في قتال الولايات المتحدة وحلفائها يعد «فرض عين على كل مسلم». وحث المقال المسلمين على التبرع وجمع الأموال لصالح المجاهدين وتشجيع الأفراد على الانضمام إليهم. يذكر أن العولقي، 38 عاما، مواطن أميركي ولد في نيو مكسيكو لأبوين يمنيين، يعمل واعظا في مسجد في فيرجينيا كانت ترتاده أسرة حسن. الملاحظ أن العولقي التقى عددا من أعضاء «القاعدة»، ففي عام 2000، التقى اثنين من المختطفين المتورطين في هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، خالد الميضار ونواف الحازمي، في مسجد في سان دييغو، حيث كان يعمل العولقي واعظا. يذكر أن تقرير اللجنة التي شكلتها الحكومة الأميركية للتحقيق في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) ذكر أن الشخصين المتورطين في الهجوم «كانا يبجلان العولقي كشخصية دينية وأقاما علاقة وثيقة معه». كان هذان الرجلين على متن الطائرة التي اصطدمت بمبنى البنتاغون. من جانبه، أجرى مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقا مع العولقي عامي 1999 و2000 بعد تلقي معلومات حول أن «وكيل توريدات» محتملا يعمل لصالح أسامة بن لادن اتصل به. كما عثرت الشرطة على رقم هاتفه عندما أغارت على شقة في هامبرغ بألمانيا يقطن بها رمزي بن الشيبة، عضو «القاعدة» اليمني المعتقد أنه قام بدور حيوي في تيسير هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، طبقا لما ورد في تقرير اللجنة. بعد عودته إلى اليمن عام 2002، تولى العولقي التدريس في جامعة الإمام في صنعاء، وهي ذات الجامعة التي اعتاد الأميركي جون والكر ليند، الذي ألقي القبض عليه في صفوف «طالبان»، زيارتها أثناء إقامته في اليمن. يذكر أن الجامعة يترأسها عبد المجيد الزنداني، رجل دين يمني بارز غالبا ما يجري وصفه باعتباره مرشدا دينيا لبن لادن. ألقي القبض على العولقي عام 2006 مع مجموعة من خمسة يمنيين متهمين باختطاف مراهق شيعي مقابل فدية، حسبما أشار مسؤولون يمنيون بمجال مكافحة الإرهاب ووزارة الداخلية. كان العولقي الزعيم الروحي للمجموعة وأصدر فتوى تبيح للمجموعة اختطاف الأجانب واليمنيين الأثرياء، طبقا لما قاله المسؤولون. كما خططت المجموعة لاختطاف الملحق العسكري الأميركي في اليمن واستأجرت فيلا بالقرب من منزل الملحق واستخدم أعضاؤها أوراق هوية مزيفة، حسب قول المسؤولين. من ناحيتهم، لم يصدر المسؤولون الأميركيون تأكيدا فوريا على وجود مخطط. إلا أن المحققين عجزوا عن التوصل إلى أي دليل على وجود صلات بين العولقي و«القاعدة». وتدخل زعماء قبليون ـ الذين يتمتعون بنفوذ هائل في اليمن، حيث تتسم الحكومة المركزية بالضعف ـ ومارسوا ضغوطا لإطلاق سراح أعضاء المجموعة، حسبما ذكر أحد مسؤولي وزارة الداخلية. أطلق سراح أعضاء المجموعة بالفعل في ديسمبر (كانون الأول) 2007 بعد توقيعهم وثائق تعهدوا خلالها بالبقاء في اليمن وتجنب أي اتصالات بعناصر مسلحة. لكن شكوك السلطات إزاء العولقي تصاعدت مجددا بعد عدة شهور من إطلاق سراحه بسبب توقفه عن الاتصال على نحو منتظم بمسؤولين أمنيين حسبما يستلزم اتفاق إطلاق سراحه، طبقا لما قاله المسؤولون. أيضا، بعد شهور، غادر عضو آخر من المجموعة التي سبق إلقاء القبض عليها مع العولقي اليمن وألقي القبض عليه في سورية، ووجهت إليه اتهامات على صلة بالإرهاب.