محافظ النجف: نأمل أن يكون لإيران دور في الاستثمار وليس التدخل في شؤوننا

الزرفي لـ«الشرق الأوسط»: ضعف كبير في الدوائر الحكومية بسبب الأحزاب

TT

طالب عدنان الزرفي، محافظ النجف، إيران بعدم التدخل بالشأن السياسي والأمني في المحافظة، مرحبا في الوقت ذاته بأي تعاون يبنى على مصالح اقتصادية. وبين أن هنالك ضعفا كبيرا في الدوائر الحكومية، نتيجة إبراز الدور الحزبي على حساب الدور المهني في الفترة السابقة. وأكد أنه تمت الموافقة على تنفيذ 19 مشروعا استثماريا وبقيمة تجاوزت ملياري دولار، إضافة إلى 120 مشروعا حاليا قيد الدراسة في هيئة الاستثمار. وأصبح الزرفي محافظا للنجف في أعقاب انتخابات مجالس المحافظات، التي أجريت في بداية العام الحالي. وشغل الزرفي المنصب إبان وزارة رئيس الحكومة الأسبق إياد علاوي عام 2004.

وعرف الزرفي آنذاك بالحزم لا سيما إبان العمليات الأمنية التي نفذتها القوات الأميركية والعراقية، التي استهدفت ميليشيا جيش المهدي بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر. وقال الزرفي في حوار مع «الشرق الأوسط» في مبنى المحافظة، «لن نسمح لأي دولة أن يكون لها نفوذ سلبي في العراق عامة والنجف خاصة، وسوف نحارب هذا النفوذ بشدة حيث يوجد لدينا دستور يمنع التدخل في شؤون الدول المجاورة، وعلى الدول المجاورة عدم التدخل في شؤوننا»، وأضاف إننا «نرحب بالحضور العربي والإقليمي الإيجابي حيث توجد لدينا علاقات جيدة مع الدول العربية».

وقال الزرفي «نطمح أن يكون حضور الجانب الإيراني (في المدينة) عبر السياحة أو الاستثمار، وعدم التدخل في الشؤون الأمنية والسياسية». ولمدينة النجف خصوصية لأنها تضم مرقد الإمام علي، ويؤمها الزوار الشيعة من أنحاء العالم كافة، ومن إيران خاصة. كما تستقر فيها المراجع الشيعة الأربعة الكبار، وعلى رأسهم آية الله علي السيستاني. وحول هيمنة منظمة الحج والزيارة الإيرانية على أصحاب الفنادق في المدينة، كما شكوا في وقت سابق، قال الزرفي «نتيجة الضغط الكبير من قبل محافظتي النجف وكربلاء على المنظمة تم الاتفاق على زيادة أسعار أجور الفنادق عدا الدرجة الأولى والثانية»، مضيفا إننا «جادون في النهوض بواقع السياحة بشكل عام ورفع كل المعوقات التي تعترض ذلك».

وفيما يخص توقف عجلة الإعمار في النجف، قال الزرفي إن «هنالك عجزا كبيرا في موازنة المحافظة وصل إلى 153 مليار دينار، وهذا العجز سبب لنا مشكلات كثيرة في مجال الإعمار وغيره»، مضيفا «شرعنا في وضع خطة خمسية للنهوض بواقع المدينة، ارتكزت على إكمال جميع المشاريع الخدمية التي تصب في خدمة المواطن»، واستطرد قائلا «نحن نركز على قطاعين أساسيين هما التربية والتعليم كونهما أهم قطاعين في حياة المواطن».

وحول المشاريع الاستثمارية، قال الزرفي، إن «المحافظة منحت إلى الآن 19 مشروعا استثماريا بقيمة تجاوزت ملياري دولار، شملت جميع القطاعات»، مضيفا أن «هنالك إقبالا كبيرا جدا تشهده المحافظة من قبل الشركات الاستثمارية، حيث يوجد لدينا 120 مشروعا حاليا قيد الدراسة وسيتم قريبا التوقيع على عدد كبير من هذه المشاريع».

وأكد الزرفي أن «شركات أميركية زارت النجف حول استثمار مشاريع في مجال الفندقة والشقق السكنية إضافة إلى مشروع التأمين الصحي». وبين أن «حقل غرب الكفل (النفطي) وضعته وزارة النفط ضمن جولة التراخيص الأخيرة وهذا سيرفع اقتصاد المحافظة بشكل كبير».

وأشار الزرفي إلى أن ميزانية عام 2009 صرفت لتغطية العجز الذي خلفته الحكومة المحلية السابقة في ميزانية المحافظة، وقال «إضافة إلى العجز هنالك ضعف كبير في عمل الدوائر الحكومية في المحافظة، وهذا الضعف جاء بسبب إبراز الدور الحزبي على الدور المهني خلال فترة الحكومة المحلية السابقة، وحاليا نسعى جاهدين إلى إبراز الدور المهني في الدوائر».