أوباما يبدأ جولة آسيوية يبحث فيها الملفين النووي والاقتصادي

الرئيس الأميركي يحضر قمة «ايبك».. وواشنطن تعلن استعدادها إرسال مبعوثها إلى بيونغ يانغ

TT

يصل الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم إلى طوكيو في جولة آسيوية تتصدرها الاهتمامات الاقتصادية والأمنية مع منطقة تشهد الكثير من التغييرات. وأفاد مسؤولون في البيت الأبيض أن الملف النووي الكوري الشمالي سيكون في مقدمة المواضيع التي يبحثها اوباما، بالإضافة إلى بحث الملف النووي الإيراني مع القادة الذين يلتقيهم وخاصة الرئيسين الصيني هو جينتاو والروسي ديميتري ميدفيديف. وأعلنت الولايات المتحدة استعدادها لإرسال مندوبها للملف النووي الكوري الشمالي، السفير ستيفن بوسورث، إلى بيونغ يانغ في القريب العاجل، مما كان بمثابة ضربة استباقية لنيل تأييد الصين لسياسات الولايات المتحدة على أمل أن ينعكس ذلك على جهود واشنطن في معالجة الملف النووي الإيراني أيضا.

لكن هناك أيضاً جانب اقتصادي مهم في جولة أوباما، إذ إن الدول الآسيوية تشكل الآن منطقة النمو الاقتصادي الأسرع في العالم في وقت تبحث الإدارة الأميركية عن فرص لتنمية اقتصادها وخلق فرص عمل جديدة في سوقها الذي يواجه نسبة بطالة وصلت إلى 10.2 في المائة.

واستبقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون جولة اوباما بالتوجه إلى سنغافورة يوم أمس لإجراء اجتماعات مع وزراء دول مجموعة «ايبك» (رابطة دول آسيا والمحيط الهادئ للتعاون الاقتصادي)، حيث تصدر الملف النووي الكوري الشمالي الاجتماعات. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي أمس: «البرنامج النووي الكوري الشمالي يثير القلق الأكبر والولايات المتحدة ملتزمة بإحراز تقدم في هذه القضية». وأضافت: «مندوبنا الخاص لسياسة كوريا الشمالية، السفير ستيفن بوسورث، سيزور بيونغ يانغ في المستقبل القريب، وقد توصلنا إلى قرار إرساله بعد محادثات مكثفة مع أصدقائنا في عملية المحادثات السداسية»، وهم الصين وروسيا وكوريا الجنوبية واليابان وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة. وسيحمل اوباما الرسالة نفسها، وهي الالتزام بالمحادثات السداسية والاتفاق الذي أحرز في سبتمبر (أيلول) 2005 حول إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية والعمل على استئناف المحادثات السداسية. وشرحت كلينتون أن «هدف وحدود الزيارة واضحة»، وهي أن «هذه ليست مفاوضات، بل جهود لتحديد الطريق تجاه عودة كوريا الشمالية إلى عملية المفاوضات السداسية»، مؤكدة أن «توقعات» الولايات المتحدة من بيونغ يانغ لم تتغير وهي التخلي الكامل عن الأسلحة النووية. وأكد مسؤولون في واشنطن أن هناك تطلعاً لاتخاذ كوريا الشمالية خطوات ملموسة في الملف النووي وليس فقط العودة إلى المحادثات السداسية كحد أدنى لإحراز التقدم. ويشدد البيت الأبيض على أن خلفية اوباما الشخصية، وإقامته السابقة في هاواي واندونيسيا، تجعله يتفهم العلاقات الآسيوية ـ الأميركية على المحيط الهادئ، وهذه ستكون رسالة شخصية له خلال جولته، ليؤكد التزام بلاده بالعلاقات مع دول تلك المنطقة.

وتشمل جولة أوباما اليابان كأول محطة قبل التوجه إلى سنغافورة يوم السبت حيث يحضر قمة «ايبك» الأحد، ليلتقي في اليوم ذاته مع الرئيسين الروسي والاندونيسي على هامش القمة. وشرح نائب مستشار الأمن الوطني للاتصالات الاستراتيجية بين رودز في لقاء مع مجموعة من الصحافيين في واشنطن أن الإطار الأوسع لجولة اوباما هو «المحاولة لتجديد تحالفات الولايات المتحدة في المنطقة ومواصلة بناء الشراكات الجديدة والتقدم في قضايا دعم من أجندة الانتعاش الاقتصادي إلى جهودنا في أفغانستان التي يدعمها عدد من الدول الشريكة في آسيا وجهودنا في وقف انتشار الأسلحة النووية، بما في ذلك جهودنا المتواصلة في ما يخص كوريا الشمالية وإيران بالإضافة إلى جهودنا للتقدم في الطاقة النظيفة ومواجهة التغيير المناخي». وقد تكون المحطة الأبرز في جولة اوباما، الصين التي يتوجه إليها يوم الاثنين. ويسعى أوباما إلى توثيق العلاقات مع قطاعات من المجتمع الصيني من خلال لقاء مع مجموعة من الشباب الصينيين في شنغهاي في لقاء أصبح من العلامات المميزة لزيارات الرئيس الأميركي الخارجية. وفي بكين، سيلتقي أوباما بالرئيس هو ثلاث مرات في عشاء عمل ليلة وصوله واجتماعات ثنائية لبحث العلاقات المشتركة والاقتصاد والتطورات في كوريا الشمالية وأفغانستان وباكستان وإيران، بالإضافة إلى مكافحة التغيير المناخي وبعدها في حفل عشاء توديعي لاوباما قبل توجهه إلى كوريا الجنوبية. وشرح المسؤول الأعلى لشؤون شرق آسيا في مجلس الأمن الوطني جيفري بادر أن الإدارة الأميركية تأمل الخروج بنتائج ملموسة حول «تحديد الطريق إلى الأمام في كوريا الشمالية وإيران ونحاول بناء أسلوب مشترك حول أفغانستان وباكستان، بالإضافة إلى سعينا لتكثيف التواصل والفعاليات بين الشعبين».

وفي ما يخص الشق الاقتصادي، أفاد البيت الأبيض بأن اوباما سيحث الدول الآسيوية على فتح أسواقها لاستقبال الصادرات الأميركية من اجل تنشيط الصناعة الأميركية وخلق فرص عمل. وقال نائب مستشار الأمن القومي للقضايا الاقتصادية الدولية مايكل فرومان إن «هذه المنطقة الأكثر سرعة في النمو في العالم، ونتوقع لها أن تنمو بنسبة 7 في المائة، حاليا تستورد المنطقة ربع صادراتنا ونتوقع أن تصعد هذه النسبة»، مشيرا إلى أن «1.6 مليون وظيفة في الولايات المتحدة مرتبطة بالصادرات إلى آسيا ومع نمو منطقة آسيا قد نرى خلق المئات من الآلاف من الوظائف الجديدة». وبينما يناقش أوباما عدة ملفات في جولته التي تنتهي الخميس المقبل، ستكون المهمة الأولى تحسين العلاقات مع الحكومة اليابانية الجديدة، خاصة بعد خروج «الحزب الليبرالي الديمقراطي» القريب تقليديا من واشنطن، من الحكم بعد 50 سنة تقريبا، في الآونة الأخيرة. وقال بادر إن اوباما «يعمل على بناء علاقته وارتباطاته الشخصية مع الحكومة الجديدة. هذه الحكومة تبحث عن شراكة أكثر مساواة مع الولايات المتحدة ونحن على استعداد للتحرك بهذا الاتجاه». وسيلتقي اوباما مع رئيس الوزراء الياباني هوتوياما قبل لقاء إمبراطور وإمبراطورة اليابان.