أوروبا تحدد 19 نوفمبر تاريخا لاختيار رئيسها ووزير خارجيتها.. الفخريين

انقسامات حادة.. ورئيس وزراء بلجيكا الأوفر حظاً لمنصب أول رئيس للاتحاد

TT

حدد الاتحاد الأوروبي 19 من الشهر الجاري تاريخاً للبت في منصبي رئيس الاتحاد ووزير خارجيته، ما يتيح لهم بعض الوقت لاختيار الشخصيتين اللتين ستشغلان هذين المنصبين الرمزيين اللذين استحدثتهما معاهدة لشبونة.وقال فريديريك راينفلت، رئيس الوزراء السويدي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في بيان «أن الاجتماع سيكون على شكل عشاء عمل في بروكسل». من جهتها أعلنت روبرتا الينيوس، المتحدثة باسم رئاسة الوزراء السويدية، أن راينفلت اختتم سلسلة أولى من المشاورات حول هذا الموضوع من دون أن يتم التوصل «حتى الآن إلى توافق» على مرشحين للمنصبين، بعدما طرحت أسماء عدة.

ويرى مراقبون سياسيون في بروكسل أن الاتصالات التي تشرف عليها الرئاسة السويدية للاتحاد صعبة وتواجه معضلة الانقسامات، خاصة في ظل تمسك لندن بمرشحها لمنصب الرئيس، توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، بينما ترى عواصم أوروبية مختلفة أن حظوظه أصبحت قليلة، فيما يعتبر رئيس الوزراء البلجيكي، هيرمان فان ريمبوي، الأوفر حظا. ومن الأسماء المرشحة أيضا جان كلود يونكر، رئيس وزراء لوكسمبورغ، وبيتر بالكينيند، رئيس وزراء هولندا. وتبين لاستوكهولم أن التوافق على رئيس للاتحاد الأوروبي ووزير للخارجية، أصعب بكثير مما كانت تتوقعه. وقال راينفلت في مقابلة مع صحيفة «داغينس نيهتر» السويدية «إن التوازن بين اليسار واليمين أمر بالغ الأهمية لكثيرين، لكن كذلك أيضا هي الحال بالنسبة للتوازن بين الدول الكبيرة والدول الصغيرة، بين الشمال والجنوب، وبين الرجال والنساء». ويطالب اليسار في أوروبا بمنصب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، لأن منصب الرئيس معقود لواؤه لليمين. ويبدو راينفلت ممتعضا مما يعتبره ضغوطا فرنسية ألمانية تمارس لصالح تولي رئيس الوزراء البلجيكي، هيرمان فان رومبوي، منصب رئاسة الاتحاد.

وتبدو عملية اختيار شخصية وزير الخارجية أكثر غموضاً. وبدا في طليعة المرشحين للمنصب، وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، الذي لطالما اعتبر الأوفر حظا، لكنه تخلى على ما يبدو عن هذا الطموح، إلا أنه من غير المستبعد أن يثنيه عن عدوله هذا تحول ما في اللحظة الأخيرة. وهناك بريطاني آخر هو وزير التجارة، بيتر مانديلسون، الذي أعلن متحدث باسمه لصحيفة «التايمز» أنه تم الحديث معه في هذا الشأن، نافيا في الوقت نفسه أن يكون في هذه المرحلة مرشحا للمنصب. وهناك أيضا رئيس الوزراء الإيطالي السابق اليساري، ماسيمو داليما، المطروح اسمه كبديل محتمل، لكن بسبب ماضيه الشيوعي، فإن اسمه قد يواجه رفضا من جانب دول أوروبا الشرقية التي ظلت تحت السطوة السوفياتية حتى سقوط الستار الحديدي. وفي الوقت الذي تؤكد فيه دول مثل فرنسا على أهمية أن يكون رئيس الاتحاد شخصية قوية قادرة على قيادة سفينة الاتحاد الأوروبي، تطالب بعض الدول الأعضاء أن يكون المنصب فخرياً. وقبل أيام قليلة صدر بيان مشترك موقع من قبل قادة الدنمارك وفنلندا وآيرلندا، يؤكد على أن رئيس الاتحاد سيكون رئيسا فخريا.