خبير عسكري سعودي: المتسللون ارتكبوا خطأً مميتاً والقوات المسلحة تجنبت حرب عصابات

قال: الإجراءات العسكرية المتخذة كانت ضرورية لصد محاولات التسلل

TT

أكد خبير إستراتيجي سعودي أن المتسللين ارتكبوا «خطأً مميتاً» باقتحامهم الأراضي السعودية، مشيراً إلى أنهم فضحوا بهذا العمل أجندتهم السياسية والمذهبية، وقال العميد ركن متقاعد عمرو العامري الخبير الإستراتيجي السعودي لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانت لهذه الجماعة مطالب ثقافية وتنموية مع صنعاء، فإن الطريق إليها لا يمر عبر جبل دخان، ولا عبر شعارات «الموت لأميركا.. شعار الموت لأميركا نعرف جيداً من هي الجهات التي ترفعه في العلن، وتغازل أميركا في الخفاء».

وأوضح العميد الركن العامري أن حرب العصابات التي يخوضها هؤلاء المتمردون ضد الجيش اليمني منذ سنوات وأخيراً بعد محاولتهم التسلل إلى داخل الأراضي السعودية، تعد واحدة من أصعب أنواع الحروب التي تواجهها الجيوش الحديثة.

وأشار إلى أن حروب العصابات تختلف باختلاف طبيعة المكان.. ومنها حروب المدن، وحروب الغابات، إضافة إلى حروب الجبال، غير أنها تتفق في مجملها في أن أفرادها مسلحون غير نظاميين، يتسلحون بأسلحة خفيفة ويجيدون التخفي والذوبان وسط المحيط، ويجيدون عمليات نصب الشراك الخداعية وزرع الألغام، والاستفادة من طبيعة المكان.

ولفت العميد الركن العامري إلى أن صعوبة مواجهة هذه المجموعات تكمن في عدم وجود مراكز ثقل لها يمكن استهدافها، إذ لا توجد لها قيادات واضحة، أو مراكز إمداد أو شبكة اتصالات يسهل استهدافها، وهو ما يصعب عمل الجيوش النظامية التي تنتهج خططاً ومبادئ عسكرية محددة. مضيفاً «غير أن حرب العصابات لا يمكن لها أن تنجح إلا إذا وجدت حاضنات تساعدها على البقاء والتخفي، وإمدادها لوجستياً ومعرفياً، لأنها حرب تعتمد سياسة النفس الطويل».

واعتبر أن المواجهة التي تخوضها القوات السعودية ضد المتسللين إلى أراضيها تندرج تحت مفهوم حرب العصابات. يساعدها في ذلك طبيعة المكان الجغرافية، وما تحتويه من جبال وكهوف وقرى مهجورة. ومن وجود بعض التعاطف والقناعات الشعبية داخل مناطق وجودها. إذ لولا هذا التعاطف لما بقيت تقاتل الجيش اليمني منذ ست سنوات، وتحرز تقدماً وانتصارات عليه.

وقال العامري «إن القوات السعودية اليوم تتفهم هذا التحدي جيداً، وتعرف أبعاده، وهي على دراية كاملة بهذه المشكلة وبكيفية التعامل معها». وأضاف «تلخص هذا الإدراك في طبيعة الإجراءات التي اتخذتها هذه القوات، والتي شملت إخلاء القرى الحدودية حتى لا تتخذ منها هذه الجماعات أماكن للتخفي والاندماج وسط المواطنين، أو وسط المتسللين غير الشرعيين، وهم للأسف كثر في هذه المنطقة واعتادوا التسلل على مدار السنوات الماضية، إضافة إلى منع تعرض المواطنين السعوديين إلى الأذى والاختطاف».

وأشار العميد الركن العامري إلى أن الإجراءات الاحترازية السعودية شملت أيضاً إنشاء العديد من نقاط التفتيش الإضافية على طول الشريط الحدودي، لكشف وسد الثغرات التي يحاول هؤلاء المتسللون دخول الأراضي السعودية عبرها.

وأكد أن الإجراء الأهم من بين جميع الإجراءات التي اتخذتها القوات السعودية تمثل في تكثيف الضربات الجوية والمدفعية على معاقل هؤلاء المتسللين، لصدهم بعيداً عن حدود المملكة، وعدم إعطائهم الفرصة التي يريدونها للدخول معهم في حرب عصابات يجيدونها كثيراً بحكم معرفتهم بطبيعة المكان، وخبرتهم في ذلك على مدار السنوات السابقة، ولأنه لا يوجد لديهم ما يخسرونه.

وقال «سعدت بالأمس كمواطن سعودي وأنا أسمع الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية، وهو يعلن رسمياً أن الضربات الجوية ستسمر حتى تعود هذه الجماعات المعتدية عشرات الكيلومترات إلى الوراء، وهذا هو الحل الوحيد والناجع لدحرهم وإبقائهم بعيداً عن حدودنا».