المعارضة البحرينية لـ «الشرق الأوسط»: نرفض اعتداءات الحوثيين على السعودية

نائب وفاقي: نواب سنة يهاجمون السعودية في السر ويدافعون عنها في العلن

TT

ردت المعارضة البحرينية، ممثلة بجمعية الوفاق الوطني الإسلامي، كبرى الجمعيات السياسية، أمس، بقوة على اتهامات نيابية متعددة لها، بأنها وقفت ضد بيان أصدره البرلمان لدعم السعودية ضد هجمات المتسللين الحوثيين، مؤكدة أنها ضد الهجمات التي قام بها الحوثيون المتسللون على الحدود السعودية اليمنية؛ ومتهمة بعض النواب السنة بأنهم يدافعون عن السعودية في العلن ويهاجمونها في السر. وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» اتهم النائب الوفاقي محمد المزعل النواب في برلمان بلاده بأنهم قاموا بعمل «كيدي»، ضد الوفاق، مشيرا إلى أن البيان «المزعوم» لم يعرض على كتلة الوفاق «بل إن رئيس الكتلة الشيخ علي سلمان نفسه لم يطلع على البيان»، مضيفا «لم يكن هناك بيان أصلا لنرفضه، وما حدث لا يعدو مزايدات انتخابية أريد أن تكون الوفاق ضحية لها». وأكد النائب المزعل أن الموقف البحريني الرسمي من السعودية تمثله وزارة الخارجية. وأن موقف الوفاق لا يختلف عنها.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول موقف الوفاق من هجمات المتسللين الحوثيين. على الحدود السعودية، قال النائب المزعل «نحن ضد التطرف بجميع أنواعه، سنياً كان أو شيعياً، وما حدث من الحوثيين ضد السعودية نرفضه بكل تأكيد، فالسعودية نعتبرها الشقيقة الكبرى، ولا يجب أن يخضع لمثل هذه المزايدات غير المقبولة». وقال النائب محمد المزعل إن موقف الوفاق «يتمثل في أن أمن المملكة العربية السعودية هو أمننا والعكس صحيح، وأن كل ما يهدد أمن المملكة العربية السعودية يهدد أمن مملكة البحرين». وأكد المزعل أن هذا الموضوع ليس مجالا للمزايدات السياسية، «وأن موقفنا هو نفس الموقف المعلن من قبل وزارة الخارجية البحرينية التي هي جهة الاختصاص بهندسة المواقف والسياسات الخارجية للمملكة بما يتفق ومصالحنا الوطنية العليا وامتدادنا وعمقنا العربي والإسلامي».

ولعل اللافت في حديث المسؤول الوفاقي هو اتهامه لبعض النواب السنة ممن وقعوا على البيان، والذين سماهم بـ«المزايدين»، بأنهم يدافعون عن السعودية في العلن بينما يهاجمونها في السر وفي ردهات المجلس النيابي، وقال «لو أردنا معاملة المتطفلين بالمثل والتصيد في المياه الصافية فضلا عن العكرة كما يحلو للبعض أن يفعل معنا، لكشفنا بالأسماء ما يتفوه به بعض هؤلاء المزايدين من إساءات لبعض الأشقاء ومنها المملكة العربية السعودية، في حين أن بعضهم كان من الموقعين على ذلك البيان».

ويأتي الرد الوفاقي القوي في لهجته، بعد اتهامات شديدة ساقها نواب سنة ضد الجمعية التي تمثل غالبية الشارع الشيعي في البحرين، بأنها رفضت الموافقة على بيان كان البرلمان قد أصدره يوم الثلاثاء الماضي لدعم السعودية أمام المتسللين، بل وصلت الاتهامات ضد الوفاق حدا بلغ بالنائب السلفي الشيخ جاسم السعيدي أنه أكد على وجود صلات بين الحوثيين في اليمن والجمعية البحرينية، وهو ما نفته الوفاق جملة وتفصيلا. وفي معرض اتهامه لبعض النواب السنة بالازدواجية في تعاطيهم مع السعودية، قال المزعل «يصل الأمر أحيانا إلى درجة أن بعضهم يسيء للسعودية أو ينكر مسمى مجلس التعاون الخليجي ويستنكر وصف المملكة العربية السعودية بالشقيقة الكبرى، مرة بسبب قضية جزئية مثل إشكالية تصدير الرمال السعودية للبحرين ومرة بسبب وجود موقوف بحريني في السعودية ومرات بدون سبب» وذلك على حد قوله. وشدد على أن الوفاق تؤكد على انتهاج الأساليب السلمية في العمل السياسي وترفض في المقابل كل أشكال العنف والتطرف وكل ما يرمي لتهديد استقرار وأمن جميع الدول العربية وشعوبها من أي جهة كانت وأيا كان انتماء من يتبنى تلك الأساليب المرفوضة، شيعياً كان أو سنياً أو غيرها من المذاهب والانتماءات «فالتطرف والإرهاب لا مذهب لهما ولا دين»، وتابع المزعل «لا أعتقد أن وزارة الخارجية تسيء فهمنا وموقفنا الوطني والخليجي لأنها تعرف موقف الوفاق وهو أمر لا يقبل المزايدات».

وأشار المزعل إلى أن «البيان الذي وقع عليه مجلس النواب البحريني اتفق عليه بقية النواب بصورة سرية ولم يطلعونا عليه وكأنه وسيلة التعبير الوحيدة والآية المنزلة من السماء التي من لم يصدقها ويصادق عليها فقد كفر، وهذا الأمر مرفوض، لأننا نملك طرق التعبير عن رأينا بكل شفافية وبدون مزايدات أو مساومات».

واعتبر المزعل أن «جزءا كبيرا من التعليقات والهجوم على الوفاق، بعد امتناعها عن التصويت البيان، هو انتخابي عند بعض النواب ويعتمد على إثارات ومغالطات يحاول أن يضعها في قالب طائفي وهي غير قابلة لذلك، وجزء منها هو جهل وغباء سياسي لأنهم بذلك إنما يسيئون للوطن حينما يريدون الإيحاء بانقسام بحريني حول طبيعة علاقة الأخوة الحميمة بين المملكتين والشعبين السعودي والبحريني، فالإيحاء بانقسام بحريني في هذا الشأن إساءة للبحرين والسعودية معاً، فالوفاق ليست جسما غريبا أو شاذا في الكيان الوطني البحريني لكي يحاول البعض تحجيمه بل هي تيار شعبي واسع وعريض يعترف به من يختلف مع الوفاق قبل من يتفق معها، ولأننا نعتقد أننا مهما اختلفنا داخليا على ملفات سياسية أو غيرها فإن موقفنا من أشقائنا العرب بشكل عام ومن أشقائنا الخليجيين بشكل خاص ومن الشقيقة المملكة العربية السعودية تحديدا هي من المواقف الثابتة التي لا تنحدر إلى المزايدات الانتخابية أو السياسية».