سليمان يلتقي الأسد في دمشق.. تمهيداً لزيارة الحريري

مصادر دبلوماسية عربية قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه تم البحث في «الإخراج اللائق»

الرئيس بشار الأسد خلال استقباله الرئيس ميشال سليمان في القصر الرئاسي في دمشق أمس في صورة وزعتها وكالة «سانا» الرسمية السورية (أ.ف.ب)
TT

قام الرئيس اللبناني ميشال سليمان صباح أمس بزيارة مفاجئة لدمشق وعقد «قمة عمل» مع نظيره السوري بشار الأسد انتهت بعيد الظهر، فعاد الأول إلى بيروت، فيما غادر الثاني إلى فرنسا.

ولم تستبعد مصادر دبلوماسية عربية أن تكون الزيارة قد تضمنت «تمهيدا» لزيارة أخرى سيقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري للعاصمة السورية بعد نيل حكومته الثقة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن سليمان سعى لترطيب الأجواء بين المسؤولين السوريين والرئيس المكلف، وبحث في «الإخراج الملائم» لهذه الخطوة، انطلاقا من معرفته بضرورة «انطلاق عجلة عمل الحكومة اللبنانية، وضرورة التنسيق بين حكومتي البلدين، لما في هذا التنسيق من ضرورة وحتمية بين بلدين جارين يمتلكان الكثير من القضايا المشتركة».

إلى ذلك، قالت مصادر القصر الجمهوري لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة سليمان لدمشق «هدفت إلى مراجعة البيان المشترك الذي صدر عن القمة السورية ـ اللبنانية السابقة، ووضع ما لم ينفذ بعد من هذه المقررات موضع التنفيذ»، مشيرة إلى أن البحث بين الرئيسين تطرق إلى الوضع الإقليمي وضرورة التنسيق بين البلدين في القضايا التي تواجهها المنطقة، وسبل مقاربة المواقف الإسرائيلية الأخيرة، وما يمكن لبنان القيام به لدعم المواقف العربية باعتباره عضوا غير دائم في مجلس الأمن حاليا.

وكان سليمان قد وصل فجأة إلى دمشق قبل ظهر أمس، في الطوافة الرئاسية التي حطت في مهبط قصر الشعب السوري. وكان في استقباله الأسد الذي رحب به واصطحبه في موكب رئاسي إلى داخل القصر حيث عقدت القمة. وقرابة الساعة الواحدة إلا ربعا، عاد الرئيس سليمان إلى بيروت متمنيا للأسد الذي سافر لاحقاً إلى فرنسا «التوفيق في زيارته». وأكد الرئيسان اللبناني والسوري في بيان مشترك «تطابق وجهات النظر بينهما حيال التحديات والملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى استمرار التنسيق والتعاون بين البلدين على كل المستويات وفي كل المجالات». وقال البيان إنه جرى «عرض بنود البيان المشترك الصادر عن القمة الثنائية التي عقدت بينهما العام الفائت، وكيفية تفعيل ما لم يكتمل تنفيذه بعد ووسائل هذا التفعيل بين الجانبين». وجدد الأسد دعمه الشخصي لسليمان ولموقع رئاسة الجمهورية وتأييده للخطوات التي يقوم بها نظيره اللبناني «من أجل تحقيق الوفاق والاستقرار السياسي والأمني في لبنان». وكرر تهنئته سليمان بتأليف الحكومة الجديدة، آملا في أن تنجز البيان الوزاري قريبا وتنال ثقة المجلس النيابي لتبدأ ورشة العمل. وشدد على «أهمية أن تقوم المؤسسات اللبنانية بمهماتها الوطنية»، مؤكدا حرص سورية على «استمرار التنسيق والتعاون لتفعيل العلاقات الثنائية بعد تشكيل الحكومة الجديدة، على قاعدة ما تم البحث فيه سابقا بينهما».

من جهته، شكر سليمان لنظيره السوري دعمه ومواقفه الثابتة، مؤكدا «أن التعاون وتعزيز العلاقات هو ثابتة من ثوابت السياسة اللبنانية»، ومشيرا إلى «أن لبنان، من خلال انتخابه عضوا غير دائم في مجلس الأمن، سيكون صوت المجموعة العربية والمدافع الأول عن قضايا العرب والقضايا الإنسانية، ولن يألو جهدا في هذا السبيل». واتفق الرئيسان على «استمرار الاتصال والتواصل بين المسؤولين في البلدين لتعزيز العلاقات بينهما». من جهته، أكد النائب ميشال المر أن «القمة التي عقدت اليوم (أمس) في دمشق بين الرئيسين اللبناني والسوري هي خطوة مهمة تأتي في طريق دعم لبنان واستقراره، وسوف يتبعها لقاء لرئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس بشار الأسد خلال الفترة المقبلة، أي بعد عودة الرئيس الأسد من فرنسا».