السفير الأميركي في كابل يعارض إرسال مزيد من القوات

أوباما يدرس خياراته بشأن أفغانستان ويضغط على كرزاي

صبية افغان يتحدثون الى جندي من الكتيبة الفرنسية في منطقة سروبي خارج العاصمة كابل امس (ا.ب)
TT

بحث الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس مختلف الخيارات لإرسال تعزيزات إلى أفغانستان مطالبا الرئيس حميد كرزاي بانجاز تقدم في مهلة «معقولة» لمكافحة الفساد الذي ينخر البلاد حسب الولايات المتحدة. وتناول اوباما خلال مجلس حربي جديد استمر أكثر من ساعتين مختلف الاستراتيجيات وتحدث عما تتطلبه من قوات مع نائب الرئيس جو بايدن وابرز وزرائه وجنرالاته ومستشاريه. وأعلن مسؤول طلب عدم كشف هويته ان اوباما لم يتخذ بعد أي قرار. لكن اوباما بحث في قاعة الأزمات التي تقع تحت البيت الأبيض، مع مساعديه في المدة التي سيستغرقها التدخل الأميركي، كما قال المتحدث مضيفا أن اوباما «يرى انه يجب القول صراحة للحكومة الأفغانية إن التزامنا ليس بلا نهاية». وقال المسؤول «بعد سنوات التزم خلالها الأميركيون بشكل كبير، يجب أن يتحسن الحكم في أفغانستان في مهلة معقولة لنتمكن من نقل المسؤوليات إلى شركائنا الأفغان». لكنه لم يقل ما إذا كان اوباما سيشترط في قراره انجاز تقدم في مكافحة الفساد في مهلة «معقولة». إلا أن تصريحاته تؤكد نفاد صبر الإدارة الأميركية من نقص التزام كرزاي في مكافحة الفساد وتهريب المخدرات وتحفظها على التعامل مع رجل شابت إعادة انتخابه عملية تزوير مكثفة. وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن السفير الأميركي في كابل كارل ايكنبيري أرسل قبل مشاركته في اجتماع الأربعاء رسائل عبر فيها عن تحفظاته حول نشر تعزيزات دون دليل يثبت أن الحكومة الأفغانية قادرة على احتواء الفساد. ويزيد تفشي الفساد في صعوبة مهمة اوباما. وأعلن المتحدث روبرت غيبس أن القرار قد يصدر بعد أسابيع. إلا أن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أعلن في لندن انه يتوقع قرارا «بعد بضعة أيام» وذلك بعد التحدث إلى اوباما الذي يعد من شركائه الأساسيين في أفغانستان. ويدرس اوباما الخميس جولة تستمر أسبوعا في آسيا. وليس محتملا أن يبت قبل تلك الجولة. وكان يفترض أن يدرس اوباما خلال اجتماع مجلس الحرب أول من أمس أربعة خيارات دقيقة حول التعزيزات. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن إحدى الفرضيات تتمثل في الاستجابة لتوصية القائد الأميركي الميداني الجنرال ستانلي ماكريستال الذي يطالب بتعزيزات تقدر بنحو أربعين ألف جندي لتنضم إلى أكثر من 68 ألفا المنتشرين هناك. ويدعو خيار آخر إلى إرسال ثلاثين ألف جندي إضافي، وثالث ما بين 20 و25 ألف جندي إضافي على ما ذكرت الصحيفة. وثمة اقتراح رابع غير مرقم طرح حديثا. وقد وافقت شخصيات نافذة مثل وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على إرسال ثلاثين ألف جندي إضافي حسب الصحيفة.

وأبدى آخرون مثل نائب الرئيس جو بايدن تحفظات على إرسال تعزيزات. ومما زاد في تعقيد مهمة اوباما تنامي معارضة الأميركيين للحرب التي يعتبرها رئيسهم ضرورية لكنها كلفت حياة أكثر من 800 جندي أميركي وتزداد شراسة بعد ثماني سنوات دون أي مؤشر على نهايتها. إلى ذلك بعث السفير الأميركي في كابل كارل ايكينبيري رسائل دبلوماسية إلى واشنطن أعرب فيها عن قلقه العميق حيال إمكانية إرسال آلاف الجنود الأميركيين الإضافيين إلى أفغانستان، حسب ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أول من أمس. وأوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أميركيين كبار، أن رسائل السفير تكشف عن تحفظه العميق حيال إرسال تعزيزات طالما لم تظهر حكومة الرئيس حميد كرزاي أنها قادرة على التخلص من الفساد المستشري في البلاد والذي ساهم في تمرد طالبان مجددا. وقد أرسلت هذه الرسائل الدبلوماسية التي تتحدث أيضا عن القلق حيال التصرفات غير المتوقعة من قبل الرئيس كرزاي، إلى واشنطن قبل انعقاد مجلس الحرب أول من أمس الذي ضم الرئيس باراك اوباما ومستشاريه لبحث إرسال هذه التعزيزات. وقال مسؤول أميركي بعد الاجتماع الذي استمر لحوالي ساعتين وعشرين دقيقة إن اوباما ربط قراره إرسال تعزيزات إلى أفغانستان بتحقيق تقدم خلال فترة «معقولة» من قبل الحكومة الأفغانية في مجال إدارة شؤون البلاد.

وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن اوباما لم يتخذ أي قرار بعد. وأضاف «لكن الرئيس وفريقه بحثا الوقت اللازم من اجل تطبيق الخيارات المعروضة عليه». وأوضح أن «الرئيس يعتقد بأنه يجب إبلاغ الحكومة الأفغانية بوضوح أن التزامانا ليس مفتوحا وغير محدود. بعد سنوات من عمل الأميركيين بشكل جوهري، يجب أن تتحسن الحكومة في أفغانستان خلال مهلة معقولة كي ننجح في نقل المسؤوليات إلى شريكنا الأفغاني».