اغتيال مسؤول العلاقات العامة بالقنصلية الإيرانية في بيشاور

بعد عام من خطف دبلوماسي إيراني في المدينة لا يزال مفقودا

أبو الحسن جعفري (أ. ف. ب)
TT

قالت الشرطة الباكستانية أمس إن مسلحا قتل بالرصاص باكستانيا يعمل في القنصلية الإيرانية بمدينة بيشاور وذلك في هجوم من المرجح أن يزيد من تأزم العلاقات بين الجارتين المسلمتين.

وامتنعت الشرطة عن التكهن بالدافع وراء قتل أبو الحسن جعفري مسؤول العلاقات العامة في القنصلية. ويأتي الهجوم بعد عام بالضبط من خطف دبلوماسي إيراني في المدينة نفسها. ولا يزال الدبلوماسي مفقودا. وقال رئيس الشرطة في بيشاور لياقت علي خان لـ«رويترز»: «كان جعفري يخرج من الشارع الضيق حيث يوجد منزله عندما فتح مهاجم يسير على قدميه النار عليه ثم جرى بعيدا». وتوفي جعفري متأثرا بجروحه في طريقه للمستشفى. وأضاف خان لم يشاهد أحد المهاجم. وجدنا فقط بقايا رصاص مسدس في المكان. وأدان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي «الجريمة الشنعاء», وقال إن مرتكبيها يجب أن يمثلوا أمام العدالة.

وكانت العلاقات بين باكستان ذات الأغلبية السنية وإيران ذات الأغلبية الشيعية قد تأزمت الشهر الماضي بسبب تفجير انتحاري في جنوب شرقي إيران أسفر عن مقتل 42 شخصا. وأعلنت جماعة سنية متمردة هي جند الله مسؤوليتها عن الهجوم الذي قتل فيه 15 من حرس الثورة الإيرانية بينهم ستة قادة بارزين بجانب 27 شخصا آخرين. وتقول إيران إن المتشددين ينشطون من الجانب الباكستاني للحدود وطالبت باكستان بتسليم عبد الملك ريجي زعيم جماعة جند الله.

وأدانت باكستان التفجير وتعهدت بمساعدة إيران على تعقب المسؤولين عنه لكنها تقول إن ريجي موجود في أفغانستان. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية «ايريب» عن متحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله إن بلاده ترى أن قتل جعفري عمل إرهابي وغير إنساني وتحث باكستان على اتخاذ خطوات جادة لضمان حماية السفارات وأطقم العمل فيها. وأدانت السفارة الأميركية في إسلام آباد القتل أيضا وقالت انه أسلوب جديد يتبعه المتشددون الذين يتمنون عزل باكستان.

وقالت السفارة في بيان لن تنجح محاولتهم. المجتمع الدولي مصمم على دعم الشعب الباكستاني وحكومته الديمقراطية. وقال علي عباس عبد الله القنصل العام الإيراني في بيشاور إن مقتل جعفري مؤامرة دبرها أعداء مشتركون لإيران وباكستان. ونقلت «ايريب» عن عبد الله قوله «يهدف الهجوم لإثارة توتر في العلاقة بين البلدين». وقال عبد الله إن شخصين يركبان دراجة نارية قتلا جعفري بالرصاص. وكان مسلحون خطفوا في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي دبلوماسيا إيرانيا في بيشاور بعدما قتلوا أحد حراسه الباكستانيين. وبيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي الباكستاني الذي يقع على الحدود مع معاقل لحركة طالبان في مناطق مضطربة على طول الحدود مع أفغانستان. وأدانت إيران مقتل موظف باكستاني يعمل في قنصلية إيران في بيشاور شمال غربي باكستان بنيران مسلحين مجهولين أمس. وقتل أبو الحسن جعفري مدير البروتوكول والعلاقات العامة في القنصلية في إطلاق نار على سيارته أثناء توجهه إلى عمله صباح أمس. وقال رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «ندين بشدة هذا العمل الإرهابي وغير الإنساني ونؤكد على ضرورة التعرف على القتلة» حسبما نقل عنه التلفزيون الإيراني الرسمي. وأضاف مهمان «ندعو كذلك إلى حماية كافة المكاتب الدبلوماسية بشكل أفضل». والعلاقات بين إيران وباكستان جيدة إلا أن التوتر تصاعد عندما حملت طهران مسلحين يتمركزون في باكستان مسؤولية هجوم انتحاري أدى إلى مقتل 42 شخصا من بينهم 15 من عناصر الحرس الثوري الإيراني في 18 أكتوبر (تشرين الأول) في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية السنية الحدودية مع باكستان.