أصدرت محكمة في مدينة لاهاي حكما مخففا في حق متهمين اثنين بالانتماء لمنظمة إرهابية. فقد حكمت المحكمة على شابين اعتبرا مساعدين للمتهمين الرئيسيين في مجموعة العاصمة (هوف ستات) بالسجن 104 و 74 يوما. وبما أن المتهمين قضيا هذه المدة في الاعتقال، فقد أطلق سراحهما. واعتبرت المحكمة أن هذين المتهمين كانا تحت تأثير زعيم المجموعة سمير أ. ولذلك جاء الحكم مخففا. وعرفت هولندا خلال الأعوام القليلة الماضية حملات اعتقال، شملت إسلاميين من جنسيات مختلفة، وقالت السلطات إنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية، إلا أن القضاء الهولندي اصدر أحكاما ببراءة عدد غير قليل منهم، بسبب ضعف الأدلة التي تثبت علاقتهم بالإرهاب. كما شهدت هولندا، صدور أحكام قضائية ضد اقل من ربع عدد الأشخاص الذين جرى اعتقالهم على خلفية الصلة بالإرهاب، وذلك منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأميركية وحتى الآن ، وحسب ما ذكرت الأرقام الصادرة عن النيابة العامة الهولندية، وبالتزامن مع دراسة أجرتها وسائل إعلام هولندية، تضاءلت القضايا ذات الصلة بالإرهاب مقارنة بالقضايا الأخرى، وتقول الأرقام إن هناك 260 ألف قضية اعتادت النيابة العامة تقديمها سنويا للقضاء، شهدت السنوات الأخيرة تراجعا في عدد القضايا إلى اقل من النصف، وأصدر القضاء أحكاما في 90 % من القضايا المعروضة عليه، وخاصة انه منذ عام 2004 أصبح التعامل مع قضايا تتعلق بالإرهاب يجري بشكل منفصل، ووفقا لقوانين تتعامل بشكل خاص مع الجرائم ذات الصلة بالإرهاب. وحتى نهاية عام 2008 قامت النيابة العامة بالتعامل مع 113 قضية لها صلة بالإرهاب، ولكن 27 قضية فقط صدر فيها أحكام لإدانة المشتبه بهم بالتورط في أنشطة ذات صلة بالإرهاب، وفي جلسات الاستئناف جرى إصدار أحكام بالبراءة لعدد كبير من القضايا ذات الصلة بالإرهاب، لعل أبرزها ما يتعلق بما يعرف باسم «خلية العاصمة» حيث لم تصدر أحكام على سبعة أشخاص من بين تسعة جرى محاكمتهم. ولا تشمل الأرقام عدد الأشخاص الذين أطلق سراحهم بعد ساعات من اعتقالهم، كما أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص، جرى اعتقالهم أكثر من مرة، وتشير الأرقام إلى انه منذ عام 2001، في الأقل هناك 156 شخصا اعتقلوا لعلاقتهم بما يطلق عليه الإرهاب الإسلامي، وصدرت أحكام نهائية على 22 شخصا فقط، وجرى تبرئة 22 اخزين، وأطلق سراح 88 شخصا قبل إحالتهم للقضاء.