الجيش الأميركي سعى إلى ترشيد اهتمام الميجور نضال حسن بالإسلام

عمته قالت إنه حاول على مدار عدة أعوام الحصول على إعفاء من الخدمة

TT

حاول أطباء نفسيون بالمركز الطبي العسكري في والتر ريد، ممن كانوا يشرفون على عمل الرائد نضال حسن كطبيب نفسي، أن يحولوا اهتمامه المتنامي بالدين والحرب إلى شيء بنّاء، ولذا طلبوا منه حضور سلسلة محاضرات جامعية عن الإسلام والشرق الأوسط والإرهاب، حسب ما أفاد به عضو في طاقم والتر ريد على اطلاع بالتدريب الطبي الذي اجتازه حسن. وأضاف العضو أن الفريق النفسي في والتر ريد لم يناقش فكرة طرد حسن من الخدمة. وفي الواقع نُظر إلى حسن في بادئ الأمر على أنه مرشح جيد للكلية الطبّية حيث إنه كان قد قضى فترة كجندي ولأنه كان يرعى أشقاءه بعد وفاة والديه، ورأى المشرفون أن هذه السمات تظهر أخلاقه الحميدة. وقال مسؤول في الجيش إن حسن، الذي يُعتقد بأنه قتل 13 شخصا الأسبوع الماضي في فورت هوود بولاية تكساس، لم يطلب رسميا ترك الخدمة في الجيش لأي سبب من الأسباب. ومن غير الواضح ما إذا كان حسن، الذي تقول عمته إنه كان يريد ترك الجيش، قد قام بمحاولات غير رسمية لتحقيق ذلك عن طريق اتصالات مع مسؤوليه المباشرين، ولا كيف كان رد القادة في المستويات الأقل على هذه المساعي حال وجودها. ويضيف المسؤول، الذي قرأ ملف حسن وتحدث المسؤول شريطة عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول لمناقشة القضية علنا، أن أي طلب رسمي من حسن لترك الخدمة مبكرا كان سوف يتم تقديمه إلى وزارة العدل. وظهرت فكرة حضور حسن في هذه المحاضرات، وهو ما قام به العام الماضي أو مطلع العام الحالي، خلال نقاشات بين طاقمي الطب النفسي بالمستشفى والجامعة الطبية التابعة للجيش حول ما كان ينظر إليه بأنه ضعف في الإنتاج من جانب حسن واهتمامه المستمر بالمسلمين الذين تتناقض معتقداتهم الدينية مع واجباتهم العسكرية. وخلال هذه النقاشات علّق الأطباء النفسيون حول هل يمكن أن يكون حسن مخادعا وهل يمكن أن يؤذي زملاءه من الجنود، ولكنهم أعربوا عن عدم اعتقادهم بأن حسن يمثل خطرا ولم يأخذوا خطوات لتقييمه سواء للتأكد من الصحة العقلية أو كتهديد أمني. وعلى العكس، كان ينظر لتصرفاته على أنها تدلل على شخص لطيف ومؤدب، ودائما ما كان يرد على التساؤلات حول صحته بأن يقول: «بخير، والحمد لله». وأضاف عضو الطاقم «كانت لديه صراعاته، وقد اعتنق دينه بحماس شديد لدرجة أنني أتساءل» هل يمكن أنه يعاني من نوع من «التضليل». وساق على سبيل المثال، دون الحديث عن حسن تحديدا، الاعتقاد بأن الحربين الأميركيتين في العراق وأفغانستان ضد المسلمين وليس ضد «القاعدة» وحركة طالبان في أفغانستان وحكومة صدام حسين وبعدها المتمردين في العراق. واسترعى حسن انتباه قوتي مهام مشتركة لمكافحة الإرهاب في ديسمبر (كانون الأول) عندما أرسل رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى الإمام أنور العلاقي، وهو مواطن أميركي وزعيم روحي إسلامي يقيم في اليمن طلب من أتباعه تبني الجهاد المسلح. وأشار محلل بوزارة الدفاع إلى أن المحادثة كانت بريئة وأنها كان ضمن اهتمامات حسن البحثية. وفي عام 2007، وفي حديثه مع أطباء آخرين داخل والتر ريد قال حسن إنه لتجنب «أحداث معاكسة» يجب على الجيش أن يسمح للجنود المسلمين بعدم المشاركة في الخدمة العسكرية بدلا من القتال في حربين ضد مسلمين آخرين. ويقول مسؤولون إنه عندما وقع حادث إطلاق النيران كان حسن على وشك أن يسافر إلى أفغانستان. وبعد الحادث، قالت عمته نوال حسن إنه سعى على مدار عدة أعوام إلى الحصول على إعفاء من الخدمة. وقالت إنه استشار محاميا بخصوص ذلك. وفي مقابلة أجريت معه يوم الثلاثاء، رفض المحامي الجنائي الذي يدافع عن حسن الكولونيل جون غاليغان مناقشة ما إذا كان موكله سعى لعدم المشاركة في عمل عسكري لأسباب دينية أو أنه طلب ترك الخدمة بالكلية. ويقول مسؤولون بارزون في الجيش إنه حتى لو كان حسن سعى لترك الجيش على خلفية اعتراضه على الحربين داخل العراق وأفغانستان فإن الجيش كان سوف يرفض قطعا مثل هذا المطلب. وفي إشارة أخرى على أن حسن لم يكن يسعى بجدية إلى ترك الخدمة رسميا، يُذكر أن مجلس ترقية عسكريا وصفه في ربيع 2008 بعد أن أقر أداءه بأنه شخص وطني، وتم ترقيته من رتبة نقيب إلى رتبة رائد في مايو 2009، حسب ما أفاد به المصدر المسؤول. ويعاني الجيش من نقص شديد في عدد الضباط الذين يحملون رتبة رائد، مثل حسن، ويعانون من نقص أشد في ذلك في بعض الأفرع الطبية. ويحتاج الجيش إلى نحو 2000 ضابط برتبة رائد لسد الأماكن الشاغرة حيث إن العمل قد زاد خلال الأعوام الأخيرة، حسب ما تفيد به بيانات للجيش. وفي مجال الأطباء العلاجيين، يعاني الجيش من عجز نسبته 15 في المائة من الضباط الذين يحملون رتبة رائد، حسب ما تظهره البيانات. وللتعامل مع هذا النقص، يتم ترقية جميع الضباط الذين يحملون رتبة نقيب إلى رائد. وقد كان معدل الترقية من رتبة نقيب إلى رتبة رائد أكثر من 90 في المائة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. وكان حسن قد انضم إلى الجيش عام 1997، وحضر تدريبا طبيا عسكريا وبعد ذلك عمل كطبيب تحت التدريب وطبيب تحت الاختبار في والتر ريد من 2003 حتى يوليو (تموز) من العام الحالي وهو الوقت الذي نقل فيه إلى المركز الطبي العسكري كارل دارنال في فورت هوود. وكان آخر تقييم لأداء حسن في يونيو (حزيران) من العام الحالي، حسب ما يفيد به ملخص عسكري عن حياته المهنية. وقالت جينا فاريسي، رئيس الأفراد بالجيش، في مقابلة أجريت معها يوم الاثنين إنه بسبب التحقيق الجاري لا يمكنها وضباط آخرون مناقشة وضعية حسن بالتحديد. ولكن قالت فاريسي إنه يجب أن تكون هناك ظروف استثنائية – مثل الإصابة بمرض موهن أو وفاة القريب – قبل أن يسمح لطبيب في مثل رتبة حسن وقد حصل على تدريب طبي بأن يستقيل قبل أن يكمل التزاماته من ناحية الخدمة. ويقول بول أسويل، وهو مسؤول أفراد بالجيش، إن ذلك كان سيكون «غريبا جدا جدا. ولا أعتقد بأن ذلك يمكن أن يحدث في الأعوام الأخيرة».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»