خامنئي يعيد تشكيل أجهزة الاستخبارات.. وينشئ مخابرات جديدة تضم وحدة أمن للإنترنت

يرأسه قائد سابق لقوات الباسيج.. ووصف بأوسع تغيير في بنية الاستخبارات منذ وفاة الخميني

TT

قالت مصادر إيرانية مطلعة إن المرشد الأعلى لإيران آية الله على خامنئي أعاد تشكيل أجهزة الاستخبارات الإيرانية وأنشأ استخبارات جديدة تتبع له وللحرس الثوري مباشرة تضم 7 أجهزة مخابرات وقوات أمنية معا، ومن بينها قوة المخابرات التابعة لخامنئي نفسه والمعروفة باسم القسم 101 ووحدة ضبط أمني للإنترنت، وعملاء مدنيين وقوة متطوعي الباسيج وقوات أمن. ويأتي ذلك فيما قال موقع «ساباه نيوز» الإيراني الذي يتبع للحرس الثوري انه تم تعيين قائد أمني جديد لمنطقة طهران الكبرى. ولم يوضح موقع «ساباه نيوز» الأسباب وراء تغيير القائد السابق لمنطقة طهران الكبرى الجنرال عبد الله اراغي، إلا أن قوات الحرس الثوري الإيراني سيطرت على منطقة طهران الكبرى منذ أزمة الانتخابات الإيرانية في يونيو (حزيران) الماضي ومنذ ذلك الوقت تجري الكثير من التغييرات في المناصب الأمنية بها. وحول التغييرات الجديدة في أجهزة الاستخبارات، قالت جماعة إيرانية معارضة إن المرشد الأعلى لإيران أنشأ وكالة قوية جديدة للاستخبارات لمحاولة إخماد أي اضطرابات شعبية أخرى كتلك التي اندلعت في أعقاب انتخابات يونيو.

وقالت منظمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن الوكالة الجديدة المسؤولة عن المخابرات والأمن منبثقة من الحرس الثوري وإنها سوف تقدم تقاريرها مباشرة إلى مكتب القائد الأعلى. ويعتقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن تكون هذه الخطوة أوسع عملية تغيير لبنية المخابرات في إيران منذ عام 1989 عندما توفي القائد الأعلى الأول آية الله روح الله الخميني وهو ما يعكس قلق القيادة الإيرانية تجاه الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الماضية.

وقالت مريم رجوي زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في مؤتمر صحافي عقد في بروكسل أمس «بالرغم من إعلان النظام عن المنظمة الجديدة، إلا أنهم أخفوا أبعادها وطبيعتها الحقيقية».

وأوضحت أن المعلومات جاءت عبر تقارير ومصادر في إيران وأضافت «بنية قيادتها مرتبطة مباشرة بخامنئي. ويشير تشكيلها إلى تحول غير مسبوق لجهاز المخابرات والقمع التابع للنظام». ولم يعلق المسؤولون الإيرانيون بعد على تقارير تتعلق بجهاز مخابرات تم تجديده. وأعلنت وسائل إعلام إيرانية الشهر الماضي أن الرئيس السابق لميليشيا الباسيج حسين طيب قد نقل إلى الحرس الثوري. وقالت صحيفة «ابتكار» الإيرانية انه يملك خبرة سابقة في المخابرات لكنها لم تكشف عن منصبه الجديد على رأس جهاز الاستخبارات الذي استحدثه خامنئي.

وتشكلت الوكالة الجديدة التي تحمل اسم «منظمة مخابرات فيلق الحرس الثوري الإسلامي» بعد الأزمة الداخلية في إيران اثر إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

وأوضحت رجوي أن العمل في إعداد المنظمة الجديدة اكتمل الشهر الماضي.

وقال علي رضا نادر محلل الشؤون الدولية في «مؤسسة راند» المتخصصة في إيران انه يعتقد أن التقرير عن وحدة مخابرات جديدة حقيقية، لكنه تساءل عما إذا كان خامنئي وراء ذلك. وأضاف «الحرس الثوري وقوات الأمن يجري إعادة تنظيمهما ليس فقط من أجل توفير السيطرة النهائية لخامنئي ولكن للحرس الثوري على وجه التحديد».

وقالت رجوي أن المنظمة الجديدة تجمع سبعة أجهزة مخابرات وقوات أمنية معا ومن بينها قوة المخابرات التابعة لخامنئي نفسه والمعروفة باسم القسم 101 ووحدة ضبط أمني للانترنت، وعملاء مدنيين وقوة متطوعي الباسيج وقوات أمن.

وأوضحت رجوي أن إنشاء الوكالة الجديدة يكشف عن أن خامنئي يشعر بالحاجة إلى السيطرة من القمة على الأمن والمخابرات من أجل ضمان فاعليتها. وأضافت «هذه التغييرات تحدث في إطار نظام ضعيف وتعصف به الأزمات.. وهذه التغييرات ستساهم في إضفاء مزيد من الصبغة العسكرية تحت هيمنة خامنئي».

ولم تعلق السلطات الإيرانية على التقارير حول التغييرات في أجهزة الاستخبارات، كما أن السفير الإيراني في بروكسل رفض التعليق. وقال فار زاد فارهانجيان، المتحدث باسم السفارة الإيرانية في بروكسل، لوكالة أنباء «الاسوشيتدبرس» إنه من إضاعة الوقت التعليق على «مزاعم كاذبة من جماعة صغيرة إرهابية». ويأتي ذلك فيما أعلن الحرس الثوري الإيراني عن تعيين قائد أمني جديد لمنطقة طهران الكبرى. ولم يوضح موقع «ساباه نيوز» التابع للحرس الثوري والذي نقل الخبر الأسباب وراء تغيير القائد السابق لمنطقة طهران الكبرى الجنرال عبد الله اراغي. وقال الموقع إن القائد الجديد الذي تم تعيينه لهذه المنطقة الحساسة من إيران هو حسين همداني، موضحا أن همداني قبل تعيينه في هذا المنصب شغل مناصب أخرى مهمة من بينها نائب قائد قوات الباسيج وأن الذي عينه في ذلك المنصب هو القائد العام لقوات الحرس الثوري محمد علي جعفري.

وفيما لم يتضح فورا السبب وراء التغيير إلا أن الحرس الثوري الإيراني عمد منذ تولي الرئيس الإيراني السلطة عام 2005 إلى زيادة سلطته في كل مجالات الحياة في إيران من الاقتصاد إلى السياسية إلى الحياة الأكاديمية والثقافية حيث أن الكثير من الجامعات الإيرانية الآن يدرس فيها شخصيات عملت سابقا أو لها ارتباطات بالحرس الثوري. وتدين قوات الحرس الثوري أو غالبيتها بالولاء للمرشد الأعلى لإيران والكثير منها أيضا يدين بالولاء لأحمدي نجاد بسبب المزايا الكبيرة التي باتوا يتمتعون بها منذ تولي السلطة. كما أن قوات الباسيج قريبة من الحكومة الإيرانية الحالية، والكثير من أعضائها صوتوا لأحمدي نجاد بسبب المزايا التي منحت لهم خلال السنوات الماضية.

إلى ذلك، وفي تطور آخر، قال دبلوماسي غربي على دراية بعمليات تفتيش وكالة الطاقة الذرية في إيران إن مفتشي وكالة الطاقة الذين زاروا طهران في الأيام الماضية لتفتيش «منشأة قم» توصلوا إلى أن المنشأة لم يبدأ بناؤها عام 2006 كما كان يعتقد سابقا، بل عام 2002 وأنها تبدو كمنشأة عسكرية أكثر منها مدنية نووية. وأوضح الدبلوماسي الغربي لوكالة «أسوشييتدبرس» الأميركية أن المنشأة أصغر من أن تضم برنامجا نوويا مدنيا، لكنها كبيرة بما يكفي لبرنامج عسكري. ويأتي ذلك بينما يستعد مدير وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي إلى الإعلان عن نتائج زيارة مفتشي وكالة الطاقة لـ«منشاة قم».