السعودية: الجيش يضبط متسللين في حوزتهم خرائط لمواقع وأجهزة تسلل وفك شيفرة

بعد أن رصدت تشويشاً على أجهزة اتصالات موقع عسكري * مقتل اثنين من القوات المسلحة وإصابة 5 في هجوم للمتسللين

أفراد في الجيش السعودي مدعومين بآليات برية خلال مسيرة تمشيط على الشريط الحدودي (تصوير: خالد الخميس).
TT

أكد مصدر عسكري سعودي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن القوات السعودية اكتشفت خلال تنفيذها عمليات التطهير المستمرة على الشريط الحدودي مواقع مخابئ ومخازن لمتسللين وأجهزة وأسلحة جديدة. وأوضح المصدر أن أحد المواقع العسكرية السعودية الواقعة على الشريط الحدودي رصد تشويشاً على اتصالاته، ما دفع ضباطه وأفراده إلى تنفيذ عمليات تمشيط على الشريط الحدودي، أسفرت عن ضبط مجموعة من المتسللين في حوزتهم خرائط لمواقع سعودية، وأجهزة تصنت وفك شيفرة، وجهاز كومبيوتر محمول، إضافة إلى أسلحة من أنواع مختلفة.

وعلى الصعيد الميداني، واصل الطيران الحربي السعودي قصفه لمواقع يستخدمها المتسللون في جبال رازح والقلعة وشدا الواقعة على الشريط الحدودي. كما واصلت وحدات الجيش انتشارها في المنطقة الحدودية لرصد حركات المتسللين، والذين يلجأون إلى السكون نهاراً ويعاودن محاولات التسلل ليلا، وهي الفترة التي ينجح الجنود السعوديون في القبض على متسللين خلالها. ويركز الطيران الحربي السعودي قصفه الجوي على قرى الشريط الحدودي، بعدما رصدت القوات السعودية مجموعة من البؤر الصغيرة الموزعة في عدد من المواقع في تلك القرى ومحاولة الاستفادة من منازلها الخالية في تنفيذ عمليات قنص ليلية ضد الجنود السعوديين.

وفي السياق نفسه، صدرت أوامر من قيادة القوات المسلحة لبقية السكان المتواجدين في قرى الراحة، والقومة، وأم الدرق، وسلعة، والقصيبات، وأم القبور، وعدد من القرى الأخرى القريبة للحدود اليمنية بضرورة إخلائها بشكل كامل، حفاظاً على حياتهم، ولأن المنطقة سبق أن أعلنت منطقة عسكرية، غير أن عددا قليلا من سكان تلك القرى كانوا قد امتنعوا عن الخروج ولزموا منازلهم، إلا أن الأوامر الأخيرة ألزمتهم بذلك، وبدأ هؤلاء السكان في الخروج من قراهم، والتنسيق مع أقربائهم ومعارفهم والجهات الرسمية للحصول على شقق سكنية قريبة من قراهم.

وكان عدد من القرى الحدودية قد أخليت مع بداية العمليات العسكرية على الشريط الحدودي، ما سبب ضغطاً كبيراً على مراكز الإيواء والشقق المفروشة والفنادق، فيما تسعى الجهات الحكومية لتوفير جميع سبل الراحة والاطمئنان للمواطنين.

إلى ذلك، أمر الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير رئيس جمعية البر في أبها، بتوفير مساعدات سريعة لمراكز الإيواء في منطقتي جازان وعسير، لتوزيعها على الأسر النازحة من القرى الحدودية مع الجمهورية اليمنية، جراء الاعتداء الغادر من المتسللين على حدود المملكة مع اليمن.

وسيعلن أمير عسير اليوم انطلاق قافلة (حب الوطن) من أمام مبنى الإمارة، لتتجه محملة بالمواد الغذائية إلى مراكز إيواء الأسر النازحة من القرى الحدودية مع الجمهورية اليمنية في منطقة جازان، وكذلك مراكز الإيواء التي أعدت لمواجه أي طارئ بمحافظة ظهران الجنوب. وأوضح محمد بن سعيد الاسمري مدير جمعية البر بأبها المشرف العام على الحملة، أن الحملة مكونة من المواد الغذائية المتكاملة بجميع الأصناف الضرورية والملابس والتجهيزات المختلفة، والتي تكفي لأكثر من خمسة آلاف أسرة من الأسر النازحة.

ولفت إلى انه تم تشكيل فريق عمل مرافق للحملة منذ انطلاقتها من ساحة البحار صباح السبت حتى وصولها إلى مراكز الإيواء بمنطقة جازان ومنطقة عسير في محافظة ظهران الجنوب، والإشراف على توزيعها على الأسر المقيمة في مراكز الإيواء بالتنسيق مع إمارتي جازان وعسير.

إلى ذلك، كشفت مصادر طبية موثوقة لـ«الشرق الأوسط»، أن مستشفى صامطة العام بمنطقة جازان استقبل فجر أمس الجمعة جثث اثنين من أفراد القوات المسلحة، إضافة إلى خمس إصابات، حالة واحدة منها حرجة وجرى تحويلها إلى مستشفى الملك فهد المركزي. وأوضحت المصادر أن المتوفيين هما: أحمد بن سعيد العمري وعبد الله كلندار العبدلي، فيما أكدت مصادر عسكرية أن هذه الإصابات والوفيات نجمت عن هجوم نفذته عناصر متسللة في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة في منطقة جبل دخان، حيث تنفذ القوات المسلحة عمليات تمشيط مستمرة للشريط الحدودي لمنع دخول المتسللين من الجانب اليمني إلى الأراضي السعودية.