إمام الحرم المكي يحذر من تحويل الحج منابر سياسية

قال إن البراءة من المشركين ليست انتقائية لدولة أو جهة بعينها

TT

حذر إمام الحرم المكي من تحويل الحج إلى منابر سياسية تتصارع فيها الأحزاب والطوائف والأنظمة.

وأكد الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة، أن من أخوّة الدين وتأكيد رابطة الإسلام إبعاد الحج عن أي مشوش على مظهر وحدته ومعكر على غاياته السامية. وقال إن من حق أخوّة الإسلام اجتناب أي صورة من صور الفوضى والبلبلة تحت أي دعوى واستنكار أي محاولات للتشويش والمهاترات، والذي سيقود إلى الانشقاق والفرقة بين المسلمين. ونبه بن حميد من خطورة تسييس الحج، وقال: «لا يمكن أن يحول الحج إلى منابر سياسية تتصارع فيها الأفكار والأحزاب والطوائف والمذاهب وأنظمة الحكم مما يعني الإنحراف الخطير والانجراف المدمر عن أهداف الحج وغايته».

وأضاف أن «الحج والديار المقدسة ليست ديدنا لنقل الخلافات وتصفية الخصومات، إنها فوق الخلافات السياسية والعصبيات المذهبية وأن الإقدام على مثل هذا يقود إلى الفتنة والعبث بأمن الحج والحجيج وشق لصف المسلمين وفتح لساحات الجدل العظيم».

وأوضح أن «البراءة من الشرك وأهله هي عقيدة كل مسلم عقيدة لا ترتبط بزمان ولا مكان بل هي عقيدة ثابتة راسخة في قلب كل مؤمن لا تغادره لحظة واحدة وهي عقيدة الولاء والبراء بل هي تحقيق معنى شهادة أن لا اله إلا الله وهي ملة الخليلين محمد وإبراهيم عليهما وعلى جميع أنبياء الله الصلاة والسلام. وهي براءة من جميع المشركين وليست براءة انتقائية من دولة أو جهة أو فئة، وهي براءة عند أهل الإسلام لا تتعارض مع تقديم البر والتعامل بالقسط».

وأكد أن المسيرات والمظاهرات والحشود والتجمعات والنداءات من أجل ذلك فليس من الدين في شيء ولم يقُل فيه أحد ولم يفعله أحد من أهل الإسلام لا سلفا ولا خلفا وإن ذلك ابتداع في الدين مما لم يأذن به الله والمسلمون يحجون طوال تاريخهم من شتى مذاهبهم وطوائفهم لم يتكلم أحد منهم بمثل هذا وإن استغلال جمع الحجيج وتجمعه لمثل هذه الأغراض لا صلة له بالإسلام بل هو عبث بمشاعر العبادة ومناسك الحج.

واستذكر بن حميد ما قامت به «فئة ضالة وشرذمة معتدية، حاولت النيل من أهل حرم الله بالاعتداء على ديارهم فردهم الله على أعقابهم خاسرين خاسئين بفضل الله ونعمته وحفظه وتوفيقه لقيادة هذه البلاد في قوتها وعزمها وحكمتها، حيث تم ردع المعتدي ودحضه».

وأكد أن بلاده «لديها من القوة والقدرة ما تردع به الأعداء وما تحفظ به أمنها وتحمي مقدساتها وشعبها والمقيمين على أراضيها وقاصدي الحرمين الشريفين، وهي لا تتوانى أو تتردد في ردع العدوان وحماية المقدسات بحزم وقوة، فحيّا الله جنودنا ورجالنا وإخواننا وأبناءنا، فهم بعد الله الدرع المنيع والسياج الرفيع ضد سهام الغدر ذوو عزم شداد وهمم عالية وقوة ضاربة»ذ.

وأشار إلى أن منهج بلاده السعودية، يقوم على حب الخير وبذل العون والعدل مع عزة لسان وترفع عن سفاسف الأمور وتجنب عن المهاترات والمزايدات.

بدوره، حذر إمام المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ، من أن يراد بالحج السوء أو أن يقصد به في الأذية. ونبه من إيذاء ضيوف الرحمن والإضرار بهم بقول أو بفعل في بدن أو مال أو عِرض.