استطلاع للرأي: اليمين يزداد قوة في إسرائيل لكن الغالبية تؤيد التفاوض مع حماس

أشكنازي يمتدح جهود الحكومة المقالة بغزة بوقف الصواريخ لكنه لا يستبعد تكرار الحرب

TT

أشار استطلاع رأي في إسرائيل أمس، إلى أنه رغم الانعطاف الحاد نحو اليمين واليمين المتطرف في الخريطة الحزبية واستمرار التأييد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزيري الخارجية، أفيغدور ليبرمان، والدفاع، إيهود باراك، فإن الغالبية الساحقة من الجمهور، 57%، يؤيدون التفاوض مع حركة حماس، في حالة تخليها عن الإرهاب واعترافها بإسرائيل.

ففي رد على سؤال في الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إذا ما كان المستطلع يؤيد التفاوض مع حماس حول تسوية سياسية، كما طرح وزير الدفاع السابق، شاؤول موفاز، في خطته السياسية هذا الأسبوع، قال 57% إنهم يؤيدون، فيما رفض الفكرة 39%.

وعزز هذا الموقف، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، أمس، عندما أشاد بالدور الذي تقوم به حماس في قطاع غزة، حيث إنها تمتنع عن إطلاق صواريخ وقذائف على إسرائيل وتعمل بإخلاص وصرامة على منع التنظيمات الفلسطينية الأخرى من إطلاقها. ولكن أشكنازي أشار إلى أن حماس تواصل تعزيز قوتها العسكرية وترفع من مستوى تسلحها. وقال إنه لا يستبعد أن يؤدي هذا التسلح إلى تدهور أمني في المنطقة وإعادة الكرّة بحرب أخرى على غزة. وقال إن حربا قادمة كهذه لن تجري على الأراضي الإسرائيلية، إنما ستكون ساحتها مرة أخرى قطاع غزة وأحياءها السكنية المزدحمة. وأضاف أن هذه المسألة تتعلق بقادة حماس. فسنضربهم أينما يختارون وضع مدافعهم وقياداتهم العسكرية.

وكان موفاز، قد تحدث في خطته عن إقامة دولة فلسطينية مؤقتة على قطاع غزة و60% من الضفة الغربية فورا، مع تعهد إسرائيلي بالانسحاب من 92% على الأقل من الضفة في التسوية النهائية للصراع. وقال إنه في حالة انتخاب رئيس فلسطيني من حماس في الانتخابات القادمة، فإنه لا يرى غضاضة في التفاوض معه حول التسوية. وعندما سئل عن سبب هذا الموقف، وهو الذي عرف بدعوته لتدمير حكم حماس في غزة، قال: «حماس التي ستقبل مفاوضة إسرائيل لن تكون حماس التي نعرفها اليوم».

وسئل المستطلعة آراؤهم حول شكل تصويتهم، في ما لو جرت الانتخابات العامة اليوم في إسرائيل. فجاءت النتائج مثيرة، حيث اتضح أن تمثيل تكتل أحزاب اليمين واليمين المتطرف في الكنيست سيرتفع من 65 نائبا في الوقت الحاضر، إلى 72 نائبا، في ما يهبط معسكر اليسار والوسط الليبرالي والعرب، من 55 إلى 48 نائبا. ويأتي هذا الارتفاع بالأساس لصالح حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، الذي سيرتفع ـ حسب هذا الاستطلاع ـ من 27 مقعدا إلى 33، وحزب الاتحاد القومي، وهو حزب يميني متطرف يجلس اليوم في صفوف المعارضة لنتنياهو، سيرتفع من 3 إلى 7 نواب. وتحافظ قوى اليمين الأخرى على مقاعدها تقريبا.

أما في المعسكر المقابل، فإن حزب «كاديما» المعارض برئاسة تسيبي ليفني، سيحافظ على قوته (28 نائبا والاستطلاعان الأخيران يمنحانه زيادة مقعدا واحدا)، بينما حزب العمل بزعامة إيهود باراك، الذي يعتبر مؤسسا للحركة الصهيونية وقائدا لها معظم سنوات القرن الماضي ومؤسسا للدولة العبرية، فإنه سيتحطم ويهبط من 13 مقعدا اليوم إلى 6 مقاعد فقط. والحزب الوحيد الذي ترتفع أسهمه في معسكر الوسط واليسار والعرب هو الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بقيادة محمد بركة، الممثل اليوم بأربعة مقاعد (ثلاثة نواب عرب ونائب يهودي من الحزب الشيوعي)، فيصبح ممثلا بخمسة نواب.

ويحظى نتنياهو، وفقا للاستطلاع، بتأييد واسع أيضا بشكل شخصي، حيث قال 50% من الإسرائيليين إنهم راضون عن أدائه. وحصل على التقدير نفسه أيضا وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان. وهبطت نسبة الرضا عن وزير الدفاع إيهود باراك من 50% في الاستطلاع السابق إلى 44%. لكن 56% من مؤيدي اليمين في إسرائيل قالوا في هذا الاستطلاع إنهم يريدون أن يروا نتنياهو وباراك وليبرمان معا أيضا في الانتخابات القادمة. وعندما سئل ممثلو الجمهور الإسرائيلي عمن يرونه مسؤولا عن الجمود في المسيرة السياسية ومفاوضات السلام مع الفلسطينيين، قال 50% منهم إنه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، بينما اتهم 15% نتنياهو بذلك، بينما حمل 27% الزعيمين المسؤولية.

وسئل الإسرائيليون عن رأيهم في نتائج لقاء نتنياهو مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، فجر الأربعاء الماضي، الذي اعتبرته الصحافة الإسرائيلية مهينا لرئيس حكومتهم، فقال 42% إنه لقاء معقول، وقال 25% إنه لقاء مهين وقال 12% إنه لقاء محترم.