الجيش الإسرائيلي يغير الكثير من أنظمته الحربية

بعد الكشف عن اطلاع حزب الله عليها

TT

قررت قيادة الجيش الإسرائيلي في اللواء الشمالي إجراء تغييرات جذرية في أنظمة الجيش الداخلية وأساليبه الحربية ونظام دورياته على الحدود اللبنانية، وذلك في أعقاب الكشف عن وثيقة داخلية في حزب الله تظهر معرفة دقيقة بالأنظمة السابقة.

ويحقق الجيش فيما إذا كان هناك عملاء لحزب الله داخل صفوفه، حيث يعتقد أن قسما من المعلومات في التقرير المذكور يدل على معرفة مذهلة بداخليات الجيش الإسرائيلي، وقسم منها لا يمكن أن يعرف إلا من مصدر عليم داخل الجيش وربما في قيادته أيضا.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد نشرت، أمس، تقريرا مطولا على خمس صفحات لمراسلها العسكري رونين بيرغمان، يبين أن حزب الله يعرف أسرارا دقيقة. وقد عقب أحد القادة السابقين للجيش الإسرائيلي في اللواء الشمالي على هذا النشر بقوله: «استنتاجاتي مخيفة. لقد غطى السواد على عيني وأنا أقرأ هذا التقرير. فحزب الله نجح بشكل مذهل في الحصول على معلومات». وقال إنه خلال السنوات التسع الماضية، منذ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، يحصل حزب الله على معلومات رهيبة من المخابرات الإيرانية والسورية. ولكنه لم يكتف بهذه المعلومات، ونجح في تجنيد عناصر من الجيش الإسرائيلي إلى صفوفه. وقال إنه ليس لديه شك في أن هناك عملاء لحزب الله في إسرائيل. بعضهم من المواطنين العرب في إسرائيل وبعضهم من المواطنين السوريين سكان قرية الغجر الواقعة على مثلث الحدود السورية اللبنانية الإسرائيلية، ونصف سكانها يعيشون في الجزء اللبناني من القرية، وبعضهم من تجار المخدرات الإسرائيليين، يهودا وعربا، الذين يحصلون على مخدرات من حزب الله مقابل منحه معلومات قيمة. ولكن التقرير المذكور يشير إلى مصادر أكثر جدية وخطورة.

لكن الإسرائيليين يشيرون أيضا إلى أن وقوع هذا التقرير بأيد إسرائيلية، هو إنجاز إسرائيلي يشير إلى اختراق لصفوف حزب الله أيضا، حيث إن التقرير سري للغاية داخل الحزب، ومن يحتمل أن يقع بأيديهم هم من رجال الحزب الأمينين على أدق الأسرار. والتقرير الداخلي في حزب الله، الذي وقع بأيدي الصحيفة، مؤلف من 150 صفحة، أربع صفحات منها فهرس.. يتضمن صورا حقيقية ونصوصا لتقارير إسرائيلية في غاية السرية. وهو مكتوب بطريقة شبيهة وفي بعض الأحيان بطريقة أكثر مهنية من تقارير الجيش الإسرائيلي. ويشتمل التقرير على وصف دقيق للشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل والإجراءات المتبعة فيه، ووصف لا يقل دقة عن دوريات الجيش الإسرائيلي البرية والبحرية وكيفية تنظيمها، ولغة الشيفرة العسكرية التي يستخدمها. ويتضمن وصفا للخطط الإسرائيلية التي يستخدمها الجيش في حالة اقتحام خلية من لبنان إلى تخوم إسرائيل، وما هي استراتيجية إسرائيل في مطاردة المسلحين الذين يخترقون هذه الحدود، وما هو دور الطائرات بلا طيار التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في حربه مع حزب الله، مؤكدا أنها لا تستخدم فقط للمراقبة بل أيضا لتصفية عناصر من حزب الله. ويضع خططا للتملص من هذه الوسائل.