أوباما في طوكيو يأمل تسوية مسألة القواعد العسكرية الأميركية في اوكيناوا

الرئيس الأميركي يعد بيونغ يانغ بالأمن والازدهار إذا تخلت عن برنامجها النووي

الرئيس الأميركي أوباما لدى لقائه أعضاء الحكومة اليابانية في طوكيو أمس (رويترز)
TT

وعد الرئيس الأميركي باراك اوباما بيونغ يانغ بالأمن والازدهار إذا وفت بوعودها وتخلت عن برنامجها النووي. وقال أوباما في مقابلة نشرتها وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» أمس ان «مفاوضات الدول الست الرامية إلى نزع القدرات النووية في شبه الجزيرة الكورية سلميا، من شأنها ان تجلب الأمن والازدهار إلى كوريا الشمالية والمنطقة». مشددا في الوقت عينه على الخطر الذي تشكله الطموحات النووية للنظام الكوري الشمالي.

وأضاف اوباما في المقابلة التي أجريت معه عشية جولته في المنطقة التي تستمر ثمانية أيام وتشمل كوريا الجنوبية «نحن منفتحون على المحادثات الثنائية في إطار المفاوضات السداسية لكن (بشرط) ان يقود هذا الأمر الى استئناف سريع للمفاوضات».

ووافقت واشنطن على طلب بيونغ يانغ هذا، بإعلانها ان المبعوث الأميركي ستيفن بوسوورث سيتوجه إلى كوريا الشمالية قبل نهاية العام على الأرجح لاستئناف الحوار حول نزع القدرات النووية لهذا البلد.

وفي طوكيو أعلن اوباما انه يأمل في تسوية مسألة القواعد العسكرية الأميركية في اوكيناوا (جنوب اليابان) «سريعا». وقال «نأمل في استكمال هذا الأمر بسرعة.. ويبقى هدفنا كما هوـ وهو المساهمة في دفاع اليابان بأقل مقدار من التطفل على حياة الناس الذين يشتركون معنا في نفس المكان».

ويتمركز حوالي 47 ألف جندي من الجيش الأميركي في اليابان بموجب الاتفاقية الأمنية الأميركية اليابانية الموقعة في 1951، ينتشر أكثر من نصفهم في أرخبيل اوكيناوا (جنوب)، حيث يرى السكان في وجودهم مصدرا لعدم الاستقرار والضرر. وتعهدت حكومة يسار الوسط الجديدة التي يترأسها يوكيو هاتوياما مراجعة وضع القوات الأميركية وإعادة انتشارها. ويشير الموقع الرسمي للقوات الأميركية في اليابان الى وجود 86 منشأة تتراوح مساحتها بين 100 متر مربع وعشرات الهكتارات، يستخدمها الجيش الأميركي حصريا، وعلى الأخص في محيط طوكيو وعلى جزيرة اوكيناوا التي تمثل «القاعدة اللوجستية الأميركية الرئيسية في غرب المحيط الهادئ».

وفي مايو (أيار) 2006، تبنت طوكيو وواشنطن «خارطة طريق» لتنظيم إعادة انتشار شاملة للجنود الأميركيين في اليابان، ولا سيما لنقل ثمانية آلاف من مشاة البحرية (المارينز) وعائلاتهم من اوكيناوا إلى جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ. لكن قسما من سكان الأرخبيل يرون ان الاتفاق منقوص، ويطالبون بإغلاق القواعد نهائيا.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أمس ان بيونغ يانغ ستلجأ إلى «جميع الوسائل العسكرية» لحماية حدودها البحرية المتنازع عليها في البحر الأصفر حيث وقع هذا الأسبوع حادث بحري مع جارتها الجنوبية.

وأوضحت الوكالة أن مسؤولا عسكريا كوريا شماليا وجه إلى نظيره الجنوبي رسالة جاء فيها «نذكركم مجددا بأن هناك حدودا بحرية واحدة رسمناها في البحر الأصفر، وبالتالي سنلجأ الى جميع الوسائل العسكرية لحمايتها».

وأضافت الرسالة أن «كوريا الجنوبية ستتحمل مسؤولية أعمال ترمي الى نسف المصالحة الوطنية والوحدة وتقويض السلام والوحدة، وستدفع ثمن ذلك غاليا جدا». ووقع حادث بحري الثلاثاء بين الكوريتين في البحر الأصفر، في أول اشتباك من نوعه منذ سبعة أعوام، وذلك عشية زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى سيول. وأكدت السلطات الكورية الجنوبية أنها ألحقت بسفينة كورية شمالية أضرارا جسيمة بعدما اجتازت الأخيرة الحدود البحرية بين البلدين وتجاهلت الطلقات التحذيرية، ما اضطر البحرية الجنوبية إلى إطلاق النار عليها.

وتبادلت الدولتان الاتهامات بتحمل مسؤولية إطلاق النار الذي أدى لمقتل احد أعضاء الطاقم الكوري الشمالي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، وفق ما نقلت الصحف عن مصادر عسكرية كورية جنوبية. ولم تعترف كوريا الشمالية أبدا بهذه الحدود البحرية بين البلدين اللذين لا يزالان نظريا في حالة حرب بسبب عدم توقيع معاهدة سلام بينهما تنهي حرب 1950-1953. وأصبحت هذه المنطقة موضع مناوشات بين الكوريتين.