وزير الخارجية التركي يبحث مع البرادعي إرسال اليورانيوم الإيراني لتركيا

قائد هيئة أركان الجيش الإيراني يقول إنه لا يمانع تبادل اليورانيوم مقابل الوقود النووي

TT

قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز، أمس، إن بلاده ستكون مستعدة لتخزين يورانيوم مخصب لإيران ردا على اقتراح للأمم المتحدة يقضي بأن ترسل إيران اليوارنيوم منخفض التخصيب لدولة ثالثة.

وناقش مسؤولون من تركيا وإيران تربطهما علاقات ودية، فكرة إرسال طهران اليورانيوم إلى تركيا مقابل الحصول على وقود لتشغيل منشأة نووية تستخدم في أغراض طبية.

وقال يلدز للصحافيين «لا توجد مشكلة لدى الجانب التركي في أن تخزن إيران اليوارنيوم منخفض التخصيب في تركيا. لا نستطيع الرفض». ونظرا لمخاوف إيران من إرسال مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج قبل أن تحصل على وقود المفاعل في المقابل اقترحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أن تضع إيران اليورانيوم منخفض التخصيب لدى دولة صديقة مثل تركيا، إلى حين وصول الوقود. وأجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، حديثا هاتفيا مع محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أول من أمس، لمناقشة الأمر. لكن مسؤولا إيرانيا رفض فكرة وضع اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب لدى دولة ثالثة.

ولا زالت طهران لم تعط ردها الرسمي الكامل على المسودة التي اقترحها البرادعي قبل ثلاثة أسابيع بعد تشاوره مع إيران وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وكانت تركيا التي استضافت الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في قمة اقتصادية إسلامية في وقت سابق من الأسبوع، قد أعلنت من قبل استعدادها للتوسط بين إيران والغرب في نزاعهما النووي.

ويأتي ذلك فيما أعرب قائد هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز أبادي أمس، عن تأييده لتبادل اليورانيوم المخصب بنسبة 5.3 في المائة الذي تملكه إيران، مقابل وقود لمفاعلها للأبحاث في طهران. وقال الجنرال فيروز أبادي بحسب ما نقلت وكالة مهر للأنباء «لن نعاني من عملية تبادل (...)، بل على العكس، فإن مليونا من مواطنينا سيستفيدون، بحصولنا على وقود بنسبة 20 في المائة لمفاعل طهران، من العناية الطبية، وسنثبت في الوقت نفسه صحة أنشطتنا النووية السلمية». وأضاف هذا المسؤول الذي عينه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي والمقرب جدا أيضا من الرئيس محمود أحمدي نجاد «أن كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 5.3 في المائة، التي ستسلم للحصول على وقود ليست كبيرة إلى حد أنها تسيء» إلى مصالحنا.

وينص مشروع الاتفاق الذي طرحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أن تصدر إيران أكثر من 70 في المائة من اليورانيوم الإيراني قليل التخصيب إلى روسيا، حيث يتم تخصيبه بنسبة تقارب 20 في المائة قبل إرسال هذه المادة إلى فرنسا لتحويلها إلى وقود.

وستسمح هذه الصيغة بتوفير نقل الوقود النووي إلى مفاعل طهران للأبحاث، مع ضمان أكبر عملية مراقبة لمخزون اليورانيوم المخصب الإيراني، بهدف تهدئة المخاوف الدولية. وترفض طهران تسليم مثل هذه الكمية من اليورانيوم. وتتحدث وسائل الإعلام الإيرانية عن خيار إرسال نحو 800 كيلوغرام من اليورانيوم قليل التخصيب على دفعتين مقابل نحو 120 كيلوغراما من الوقود. ويعتقد على نطاق واسع أن هناك تباينات في وجهات النظر داخل المؤسسة الإيرانية الحاكمة، إذ إن تيار الرئيس الإيراني يميل الى دعم مسودة الاتفاق النووي من أجل فك الحصار الاقتصادي على إيران، فيما يميل تيار آخر مقرب من المرشد والحرس الثوري إلى التصعيد مع الغرب لجذب تعاطف الإيرانيين العاديين.