باريس: مستشار الرئيس السوداني يطلع كوشنير على نتائج زيارته إلى تشاد

الترابي: نرفض قيام انتخابات جزئية

TT

أجرى الدكتور غازي صلاح الدين، مستشار الرئيس السوداني، سلسلة لقاءات في باريس مع مسؤولين، شملت الوضع في السودان واتفاقية نيفاشا ودارفور وملف العلاقات مع تشاد والتحضير للانتخابات القادمة، وكذلك موضوع الاستفتاء الذي سيحسم مصير الجنوب داخل الدولة السودانية أو خارجها.

والتقى المستشار الرئاسي وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، ومستشار الرئيس ساركوزي للشؤون الأفريقية أندريه باران، وأمين عام قصر الإليزيه كلود غيان. وقالت مصادر سودانية، إن غازي صلاح الدين قدم للمسؤولين الفرنسيين الذين التقاهم، عرضا وافيا للوضع في السودان اليوم، مركزا على التطورات «الإيجابية» الحاصلة ميدانيا، كما عرض محصلة زيارته إلى نجامينا، ومبرزا عزم السودان على تطبيق التفاهمات التي توصل إليها مع تشاد، التي تنص على منع استخدام الأراضي السودانية لضرب استقرار تشاد، ومنع استخدام أراضي تشاد لتهديد أمن السودان. وأبدى الجانب الفرنسي ترحيبه بهذا التطور الإيجابي واستعداده لتقديم أي مساعدة لتسهيل العلاقات بين الخرطوم ونجامينا، أو لمساعدة السودان على إتمام انتخابات العام القادم ثم الاستفتاء في أفضل الظروف.

وشددت باريس على دعمها لمفاوضات الدوحة بين الحكومة السودانية والحركات الدارفورية، علما أن عبد الواحد نور، أحد زعماء التمرد، لا يشارك في هذه المفاوضات ولم يستجب حتى الآن لطلب باريس بالانضمام إليها. وفي باريس أيضا، ينشط زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان الدكتور حسن الترابي، الذي وصلها منذ يومين قادما إليها من العاصمة القطرية الدوحة. وفي مؤتمر صحافي رفض الترابي أي اتجاه لتأجيل الانتخابات التشريعية، واعتبرها محاولة لتخفيف الضغط على الحكومة. وقال الترابي، الذي ذكر أن زيارته لباريس من أجل إجراء فحوص طبية، إن اقتراح تأجيل الانتخابات التشريعية طرح من قبل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكذلك الدول الغربية الأخرى. وأضاف أن حزبه يرفض هذه الفكرة لأنها تهدف إلى تخفيف الضغوط التي تواجهها الحكومة والرئاسة، ورأى أن إجراء انتخابات جزئية، كما تسعى بعض أطراف المجتمع الدولي، وسيلة لتوفير المال لأنهم يخشون أن يضطروا لدفع تكاليف باهظة لضمان تنظيم الانتخابات، ومن ثم تمويل إجراء الاستفتاء على تقرير المصير بعد أقل من عام.

وحذر الترابي أنه في حال انفصال الجنوب، فإن كل هذه الأموال ستذهب هباء. وانتقد الترابي ما اعتبره تركيز المجتمع الدولي على حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والمتمردين في دارفور، وتجاهل الأحزاب السياسية المعارضة. كما أعرب عن أسفه لمواصلة نهج المبعوثين الخاصين الدوليين، الذين يتعاملون في عملهم اليومي فقط مع قضية دارفور، وقال «إنهم يتعاملون مع الصراع في دارفور بشكل منفصل ويتجاهلون بقية الحالة السياسية الوطنية». وإلى باريس، توجه الوسيط الدولي الأفريقي للسلام في دارفور «جبريل باسولي»، وقالت مصادر مطلعة، إنه سيلتقي خلال الزيارة برئيس حركة تحرير السودان المسلحة في إقليم دارفور عبد الواحد نور، المقيم هناك، «في محاولة لإقناعه بالاشتراك في الجولة المرتقبة لمفاوضات الدوحة لسلام دارفور، ويرفض نور الدخول في أي مفاوضات سلام ما لم يستجب إلى جملة شروط ظل يكررها، من بينها: توفير الأمن للنازحين في المخيمات في دارفور، ونزع سلاح الجنجويد، وترحيل من يسميهم المستقدمين الأجانب من أراضي السكان في دارفور.