سارة بالين تحاول استعادة زخم حياتها السياسية من خلال كتابها الجديد

«التحول إلى الشر: حياة أميركية».. محاولة لتصفية الحسابات تثير الجدل

TT

بالنسبة لسارة بالين، التي سرعان ما أعقبت البداية المثيرة لصعود نجمها على الساحة الوطنية خلال المؤتمر السنوي للحزب الجمهوري العام القادم أخطاء واضحة وتغطية إعلامية سلبية، مما أثار في نفسها شعوراً بالتعرض للظلم والهجوم، يأتي كتاب «التحول إلى الشر: حياة أميركية» (Going Rogue: An American Life) كمحاولة لبناء حياتها السياسية مجددا وكذلك الانتقام لنفسها. ومثلما كان الحال مع جميع الخطوات تقريبا التي اتخذتها بالين على الصعيد المعلن منذ تركز الأضواء عليها كمرشحة لمنصب نائب الرئيس مع المرشح للرئاسة جون ماكين، جاء دخول بالين عالم الكتابة مثيرا للجدل. وتعد جولتها الممتدة لثلاثة أسابيع تزور خلالها 14 ولاية وتبدأ بظهورها في برنامج «أوبرا» الشهير فرصة لمعاودة الحديث عن حياتها السياسية والإبقاء على الخيارات السياسية مفتوحة أمامها، إضافة إلى جني كثير من المال. في أعقاب استقالتها المفاجئة هذا الصيف من منصب حاكمة ولاية ألاسكا وابتعادها عن الأضواء لبضعة أشهر بهدف التفرغ لكتابة مذكراتها، عاودت بالين اجتذاب الأضواء بقوة إليها هذا الأسبوع بإصدارها كتاباً تصدر قائمة الكتب الأكثر رواجا حتى قبل طرحه رسميا، الثلاثاء. من ناحيتها، أعلنت وكالة «أسوشييتد برس»، الخميس، نجاحها في شراء نسخة، مشيرة على أن كتاب بالين، الذي جرت كتابته بالتعاون مع الصحافي لين فنسنت، يحوي سردا بسيطا لحياتها يكشف النقاب عن عدة أمور، بينها الكرب الذي أصابها جراء حمل ابنتها المراهقة غير المتزوجة وتناول وسائل الإعلام للقضية. بيد أنه في الوقت ذاته، يشكل الكتاب، حسبما ذكرت «أشوشييتد برس»، محاولة لتصفية الحسابات. الواضح أن بالين تشعر بغضب شديد إزاء تصويرها خلال فترة الحملة الانتخابية الرئاسية كشخص ينصب اهتمامه الرئيس على الملبس، وإزاء تكبدها 50.000 دولار كرسوم قانونية عن عملية تفحص اختيار نائب الرئيس، والتقييد البالغ الذي فرضه عليها فريق العاملين المعاون لماكين في تعاملاتها مع الصحافة، وتعرضها لما تعتبره معاملة قاسية من قبل وسائل الإعلام، مثلما حدث من جانب المذيعة البارزة في قناة «سي.بي.إس»، كيتي كوريك، التي اتهمتها بالين بالافتقار إلى الموضوعية. جدير بالذكر أن أداء بالين في سلسلة اللقاءات التي شاركت بها مع كوريك تعرض لانتقادات واسعة، حتى من جانب أعضاء في حزبها باعتبار أنها لم تكن على المستوى الملائم من الاستعداد والمعرفة. (جدير بالذكر أن محامي حملة ماكين الانتخابية، تريفور بوتر، ذكر عبر رسالة بريد إلكتروني أن مسؤولي الحملة لم يحملوا بالين قط أي رسوم عن عملية التفحص الانتخابي. أما كوريك، فقالت عبر متحدث رسمي باسمها إن مقابلاتها «تتحدث عن نفسها»). طبقا للتحليل الذي قدمته «أسوشييتد برس»، لا يزال الضيق يساور بالين حول عدم السماح لها بإلقاء خطاب تنازل ليلة الانتخابات. من ناحيتها، استغلت بالين صفحتها على موقع «فيس بوك» لاتهام «أسوشييتد برس» وجهات إعلامية أخرى بـ«التناول المعيب لمحتويات الكتاب». من ناحية أخرى، يأتي صدور كتاب بالين الجديد بمثابة مصدر إلهام ومسكن لآلام مؤيديها الذين انتابهم شعور بخيبة الأمل إزاء التخبط الواضح الذي أصاب الحزب الجمهوري منذ انتخاب باراك أوباما رئيسا للبلاد. في هذا السياق، قالت ماجوري دانينفيلسر، رئيسة منظمة «سوزان بي. أنتوني ليست»، التي تدعم المرشحات المناهضات للإجهاض: «إنها تمثل جزءاً من حركة جديدة ترتبط بحفلات الشاي. لقد رفعت إصبعها الصغير فحسب وألهمت بذلك حركة بأكملها». وأضافت دانينفيلسر أن بالين أثبتت وقوفها إلى صف الجناح المتمرد داخل الحزب الجمهوري عندما شاركت هذا الشهر في حملة في نيويورك من أجل الدفع بمرشح محافظ للكونغرس، الأمر الذي أجبر المرشح الجمهوري المعتدل على الانسحاب. ورغم خسارة المرشح المحافظ دوغ هوفمان، فإن بالين أثبتت بذلك نفوذها القوي داخل الحزب. من جانبهم، انقسم المحللون السياسيون التابعون للحزب الجمهوري حول ما إذا كان كتاب بالين الجديد من شأنه تعزيز إمكاناتها السياسية، لكن الجميع اتفقوا على أنه يعد خطوة كبرى على الصعيد المالي. والتزاما منها بمتطلبات الكشف المالي التي تمليها الولاية، كشفت بالين تقاضيها 1.25 مليون دولار. ويسود اعتقاد بأن قيمة عقد كتابها تتجاوز هذا الرقم بكثير.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»