الهولندي فيلدرز يعتزم زيارة تركيا.. ضمن وفد برلماني

يريد القيام بأول زيارة لدولة مسلمة منذ إنتاج فيلمه المسيء للإسلام

TT

أعلن البرلماني الهولندي المتشدد خيرت فيلدرز، عزمه زيارة تركيا ضمن وفد برلماني، في يناير (كانون الثاني) المقبل، لكن لم يتضح على الفور رد فعل السلطات التركية. وقالت وسائل الإعلام الهولندية أمس، إن فيلدرز سيبلغ الأتراك خلال الزيارة، أنه لا مكان لبلدهم في الاتحاد الأوروبي، وأنه على قناعة تامة بأن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يضم دولا إسلامية. وفي حال تحققت، ستكون تلك أول زيارة لفيلدرز إلى دولة مسلمة بعد أن بث فيلمه المسيء للقرآن «فتنة» في مارس (آذار) من العام الماضي. وسبق أن زار فيلدرز تركيا في عام 1983.

وكان زيارات فيلدرز الخارجية قد أثارت الكثير من الجدل بسبب تصريحاته التي يستهدف بها الإسلام والمسلمين، وآخرها زيارته الأخيرة إلى لندن إثر لجوئه للقضاء بعد منعه أثناء محاولة سابقة. وكان زار أيضا الولايات المتحدة الأميركية، وإسرائيل، والدنمارك، وعادة ما تجد زياراته الخارجية والداخلية، أيضا اهتماما إعلاميا واضحا. وزار فيلدرز لندن في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد أن حكمت محكمة في لندن، أن وزارة الداخلية البريطانية كانت مخطئة عندما رفضت السماح له بدخول إلى البلد في فبراير (شباط) من هذا العام. وكان فيلدرز قد دعي من قبل لحضور عرض لفيلمه «فتنة» في مجلس اللوردات بالبرلمان البريطاني، لكن قبل يومين من موعد سفره إلى لندن، أعلنت وزارة الداخلية هناك أن زيارة فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني تهدد أمن المجتمع، وبالتالي الأمن العام. ومع ذلك غادر فيلدرز إلى المملكة المتحدة رغم الحظر، لكنه اعتقل ووضع على متن طائرة عادت به إلى هولندا.

وقامت مؤسسة بريطانية محافظة، مهتمة بالدفاع عن حرية الرأي، برفع دعوى لصالح فيلدرز. وكان اللورد بيرسون، وهو عضو حزب الاستقلال المحافظ بالمملكة المتحدة وصاحب آراء مناهضة لتقوية الاتحاد الأوروبي، قد وجه الدعوة لفيلدرز في فبراير الماضي.

وكان الأخير طالب بضريبة تفرض على ارتداء الحجاب، وبرغم مواجهته دعاوى قضائية، في المحاكم الهولندية، بسبب مقارنته بين القرآن وكتاب كفاحي لهتلر، إلا أن حزبه الذي يحمل اسم «حزب الحرية، الذي يحوز تسعة مقاعد في برلمان المملكة الهولندية، حاز أربعة مقاعد في البرلمان الأوروبي، من مجموع المقاعد الـ 25 المخصصة لهولندا، مما جعل المراقبين يتوقعون أن يصبح القوة الأولى أو الثانية في السياسة الهولندية مع الانتخابات العامة في السنة القادمة 2010. ويصف البعض حزب فيلدرز بـ «الفاشي» و«القومي المتطرف» كما تتجنب الأحزاب الهولندية حزب الحرية، ويعامل كمنبوذ. ومع ذلك، دفع صعوده السياسي، بعض سياسيي الوسط إلى عدم استبعاد التحالف معه، ما أطلق جدلا ساخنا داخل تلك الأحزاب.

وفي نفس السياق، أعلن فيلدرز، عزمه إنتاج فيلم جديد معاد للقرآن الكريم العام المقبل. وقال فيلدرز، 45 عاما، في تصريحات لمجلة «فوكوس» الألمانية نشرتها على موقعها الإلكتروني، إن الفيلم الجديد الذي سيتم الانتهاء منه العام المقبل سيكون أكثر إثارة من فيلم السابق «فتنة». وذكر فيلدرز أن «الإسلام يعد آيديولوجية فاشية أكثر من كونه دينا»، وأن أيديولوجيته لا تدور حول «الاندماج واستيعاب الآخر، ولكن حول الهيمنة والسيطرة»، وأضاف: «كلما انتشر الإسلام كلما قلت الحرية».