الولايات المتحدة لا تريد البقاء في أفغانستان «على المدى الطويل»

كلينتون: يتعين على الرئيس كرزاي أن يعمل بطريقة أفضل

طيار أميركي في كابينة قيادة طائرة نقل عسكرية من طراز طراز «سي ـ 27 ايه» حيث أعلن الجيش الأميركي أمس تزويد أفغانستان بعشرين طائرة نقل من هذا النوع على مدى العامين المقبلين مما يضاعف حجم أسطولها الجوي (إ.ب.أ)
TT

قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إن الولايات المتحدة لا تريد البقاء في أفغانستان على المدى الطويل، ولفتت إلى أن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي «يمكنه القيام بما هو أفضل» لحكم البلاد، وذلك في مقابلة بثتها شبكة «إيه بي سي». وأضافت أن واشنطن طالبت كرزاي بإنشاء محكمة للجرائم الكبرى ولجنة لمكافحة الفساد. وأضافت كلينتون في مقابلة مع برنامج تذيعه قناة «إيه بي سي» التلفزيونية «لقد أبلغنا هذه الرسالة. الآن بعد أن انتهت الانتخابات مؤخرا نتطلع لنرى دليلا ملموسا على أن الحكومة التي يقودها الرئيس ستكون أكثر تلبية لحاجات الشعب». إلى ذلك، أكدت مصادر في وزارة الدفاع الألمانية لوكالة الأنباء الألمانية أمس التقارير حول تعرض ثلاث مروحيات تابعة للجيش الألماني، بينها مروحية كانت تقل وزير الدفاع الألماني ورئيس الأركان لإطلاق نار خلال زيارة الوزير يوم الجمعة الماضي. وذكرت مصادر وزارة الدفاع في برلين للوكالة أن الحادث وقع عندما كان الوزير كارل تيودور تسو غوتنبرغ في طريق العودة من قندز شمال أفغانستان إلى أوزبكستان، في أعقاب انتهاء زيارته لأفغانستان، وأن المروحيات الثلاث تعرضت لإطلاق نار بأسلحة مشاة أوتوماتيكية على يد مجموعة من المتمردين. وكانت تقارير صحافية أفادت أول من أمس بأن المروحيات الثلاث من طراز (سي إتش 53) واصلت الرحلة من دون ورود أخبار عن حدوث أضرار جراء إطلاق النار. وأضافت التقارير أن الوزير غوتنبرغ ومفتش عام الجيش رئيس الأركان فولفغانغ شنايدر هان أحيطا علما بمحاولة استهداف المروحيات خلال الرحلة. وكان الوزير الألماني أعلن خلال زيارته اعتزام بلاده إرسال وحدة قتالية إضافية مؤلفة من 120 جنديا إلى قندز منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، وذلك لتعزيز قوات التدخل السريع الألمانية المتمركزة في قندز والبالغ قوامها 450 جنديا.

في هذه الأثناء تبنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعبير «ظروف مشابهة للحرب» الذي اشتقه وزير دفاعها غوتنبرغ عند حديثه عن الوضع الحالي في أفغانستان. وفي الوقت نفسه دعت ميركل لعقد مؤتمر جديد خاص بأفغانستان مطلع عام 2010 من أجل تحديد الوقت الذي ستصبح فيه الحكومة الأفغانية قادرة على تحمل المسؤولية الأمنية عن بلادها بنفسها. ويبلغ عدد القوات الألمانية في أفغانستان إجمالا نحو 4500 جندي. وكان غوتنبرغ قد وصل صباح الجمعة لأفغانستان في زيارة لم يعلن عنها مسبقا لأسباب أمنية. وأراد غوتنبرغ من وراء زيارته تكوين تصور خاص عن المنطقة التي قصفت فيها شاحنتا وقود في الرابع من سبتمبر أيلول الماضي من قبل مقاتلتين أميركيتين تابعتين لقوات حلف شمال الأطلسي «ناتو» بأمر من ضابط ألماني، بعد أن اختطفتا على أيدي مقاتلي طالبان. وقتل جراء هذا القصف ما يصل إلى 142 شخصا ما بين مقاتلين ومدنيين حسب بيانات الحلف. من جهة أخرى قال مسؤولون أميركيون وأفغان أمس إن الجيش الأميركي سيزود أفغانستان بعشرين طائرة نقل على مدى العامين المقبلين، مما يضاعف حجم أسطولها الجوي. وقال رئيس أركان سلاح الجو الأفغاني الجنرال عبد الوهاب وردك لـ«رويترز» إن طائرتي نقل عسكريتين متوسطتي الحجم من طراز «سي ـ 27 إيه» من صنع شركة «إلينيا إيرونوتيكا» الإيطالية جرى تسليمهما بالفعل. وقال الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، إن بقية الطائرات ستسلم بحلول عام 2011. وقال ماكريستال في احتفال عسكري في كابول بتسليم الطائرتين «سي ـ 27» يكتسب الطيارون الشجعان والمهرة في السلاح الجوي قدرة إجراء كثير من مهمات النقل الجوي مثل التي تقوم بها قوات التحالف دفاعا عن بلادها. وخلال الاحتلال السوفياتي خلال الثمانينات وحتى عام 1992 كان سلاح الجو الأفغاني يفتخر بأنه لديه ما يصل إلى 500 طائرة، منها 200 طائرة هليكوبتر و100 مقاتلة، وما يصل إلى سبعة آلاف جندي. وقال وردك إن سلاح الجو تردى سريعا إلى حالة سيئة عندما أتت حركة طالبان إلى السلطة، وإن كثيرا من العتاد الذي لم يكن قد وقع بالفعل في أيدي زعماء الميليشيات دمر عندما أطاحت القوات الأفغانية التي تدعهما الولايات المتحدة بحركة طالبان من السلطة بنهاية عام 2001. وقال وردك «بوصول الطائرتين الجديدتين سيكون لدى قواتنا الجوية 40 طائرة بينها تسع طائرات هليكوبتر. وبحلول عام 2016 سيكون لدى سلاح الجو الأفغاني 150 طائرة ونحو ثمانية آلاف جندي». وتعني وعورة تضاريس أفغانستان وطبيعة البلاد الجبلية صعوبة الوصول إلى كثير من مناطق البلاد عبر الطرق، مما يزيد من أهمية النقل الجوي.