تحقيقات مومباي: مشتبه أميركي قام بعمليات استطلاع قبل الهجمات بـ 3 أسابيع

من أصل باكستاني اعتقلته المباحث الأميركية أكتوبر الماضي

TT

خلال قيام المحققين الهنود بوضع تصور للأماكن التي نزل بها نشطاء جماعة عسكر طيبة، وهم ديفيد كولمن هيدلي المواطن الأميركي ذو الأصل الباكستاني والمحتجز حاليا في الولايات المتحدة المشتبه فيه وزميله الكندي طهاور حسين رانا، في الهند، وجدت التحقيقات أن رانا كان متواجدا في الهند في مومباي قبل أيام من هجمات 26/11. وتشير سجلات الهجرة إلى أن رانا كان متواجدا في مومباي قبل ثلاثة أسابيع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 وترك البلاد قبل بضعة أيام من الهجمات المتسلسلة التي قتل فيها أكثر من 170 شخصا كان العديد منهم شخصيات غربية.

وقد قدمت أجهزة التحقيقات الهندية دلائل قوية على قيام هيدلي بعمليات استطلاع في مومباي لصالح منفذي هجمات 26/11 وفي نيودلهي ومدن أخرى، حيث خططت جماعة عسكر طيبة لارتكاب مذابح أخرى.

وقد وجدت هيئة التحقيقات الوطنية الهندية التي أقامت قضية بموجب قانون منع الأنشطة غير القانونية للتآمر لشن حرب على الدولة ضد ديفيد كولمان هيدلي وطهاور حسين رانا وأربعة لم يكشف عن أسمائهم بالتآمر لشن هجمات لصالح جماعة عسكر طيبة، أن هيدلي سافر إلى مدن مومباي ودلهي وبوني وكوتشي ولوكناو وأحمد آباد، وأن العديد من هذه المدن زارها طهاور خلال رحلته إلى الهند عام 2008. وتزعم الوكالة أن هيدلي استخدم خلال زياراته التسع للهند بين عامي 2006 و2009 هويات مزيفة، وقدم أوراق سفر وهويات مزيفة للسلطات ليحصل على تأشيرة عمل للهند لمدة خمس سنوات بدءا من 18 يوليو (تموز) 2007 إلى 17 يوليو (تموز) 2012، وقد سمحت له تلك الميزة بالدخول والخروج دون المرور بإجراءات التثبت من الهوية. وذكرت الوثائق أنه تخلى عن اسمه الحقيقي داوود جيلاني عام 2006 ليحصل على اسم ديفيد كولمان هيدلي وقام بزيارة دلهي في مارس (آذار) من العام الحالي، حيث قام بعملية استطلاع لكلية الدفاع الوطني التي تعد الهدف الرئيس لجماعة عسكر طيبة.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الداخلية الهندية، إن المحققين عثروا على أدلة كافية تظهر ارتباط هيدلي بعسكر طيبة وإن الحكومة تعد لتقديم الوثائق إلى المحكمة الفيدرالية في يناير (كانون الثاني) القادم، وستحاول الضغط من أجل تسليمه إلى الهند. كما وجدت التحقيقات أيضا أن هيدلي كان يخضع لمراقبة من المحققين الأميركيين قبل شهر من هجمات 26/11. المثير للدهشة أن الولايات المتحدة حذرت الهند بشأن احتمالية وقوع هجمات ضد كلية الدفاع الوطني قبل شهرين ولم تحدد مصدر المعلومات، لكن اتضح الآن أن ذلك كان نتيجة لإجراءات المراقبة للإرهابيين المشتبه فيهما. ويجري محققون هنود تحقيقات لمعرفة ما إذا كان ديفيد كولمان هيدلي المواطن الأميركي ذو الأصل الباكستاني والمحتجز حاليا في الولايات المتحدة لديه أي صلات بالهجمات التي ضربت مدينة مومباي الهندية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. وكان هيدلي وشريكه المزعوم في الهجمات رنا المواطن الكندي من أصل باكستاني، اعتقلا بواسطة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «إف بي آي» في تشرين الأول (أكتوبر) على خلفية تهم التآمر للقيام بأعمال إرهابية. ويشتبه في قيام الرجلين بالتخطيط لتنفيذ هجمات في الهند، حيث شملت الأهداف مدرسة للضباط العسكريين وصحيفة دنماركية نشرت رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) عام 2005.

وذكرت وكالة الأنباء الهندية الآسيوية نقلا عن مصادر استخباراتية، أنه وفقا لمعلومات تبادلها مكتب التحقيقات الفيدرالي مع وكالات استخبارات هندية، فقد كشف جواز سفر هيدلي أنه أدار وكالة لمنح التأشيرات في مومباي لمدة عامين تقريبا حتى تموز (يوليو) 2008 وسافر إلى الهند بتأشيرة رجل أعمال تسع مرات بين 2006 و2009.

وزار هيدلي الهند آخر مرة في آذار )مارس) 2009 ويعتقد أنه جمع تفاصيل شاملة عن كلية الدفاع الوطني في نيودلهي، أحد الأهداف المزعومة لمؤامرة العنف في رحلته لمدة ثلاثة أيام.