أبو ريشة: نتوقع الحصول على 160 مقعدا بالبرلمان.. وقد نتحالف مع المالكي أو علاوي

رئيس صحوات العراق: 6 ملايين بعثي يجب كسبهم.. ونريد إعادة المهجرين منهم .. والأكراد استفادوا من الصراع السني الشيعي

TT

أكد أحمد أبو ريشة، رئيس الصحوات في العراق، أن تشكيل ائتلاف «وحدة العراق» مع وزير الداخلية العراقي جواد البولاني لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، جاء بعد دراسة مستفيضة، وأن الائتلاف عازم على تشكيل الحكومة المقبلة. وقال إن «من بين أهم أهدافه هو إعادة البعثيين المهجرين للعراق وإصلاحهم بدلا من «إبقائهم أعداء للعراق الجديد». كما أعرب عن رفضه إقصاء ضباط الجيش العراقي السابق.

والصحوة هي تنظيمات عشائرية شكلها أواخر عام 2006 في محافظة الأنبار غرب العراق الشيخ ستار أبو ريشة، بمساعدة القوات الأميركية لمحاربة تنظيمات القاعدة في المحافظة. ونجحت تلك القوات في بسط الأمن في مدن محافظة الأنبار التي كانت تعد الأشد سخونة من حيث تدهور الوضع الأمني. غير أنه تم اغتيال ستار أبو ريشة في سبتمبر (أيلول) 2007 من قبل عناصر «القاعدة» بعد أيام فقط من زيارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بمقره في مدينة الرمادي. ومنذ ذلك الحين أصبح أحمد أبو ريشة خلفا لشقيقه في قيادة الصحوات. وقال أبو ريشة، في حوار مع مجموعة من الصحافيين بينهم مراسل «الشرق الأوسط» في منزله بمحافظة الأنبار، إن «الكتل الكبيرة والحاكمة تصارعت لأن نكون معها (في الانتخابات)، بحكم الإنجاز الذي قدمناه للعراق، وقمنا بدراسة جميع الخيارات ووجدنا الائتلاف الوطني العراقي (بقيادة المجلس الأعلى الإسلامي)، وائتلاف آخر يرأسه إياد علاوي (رئيس الوزراء العراقي الأسبق) والثالث كردي والرابع لرئيس الوزراء (نوري المالكي)، ونظرنا إلى من هي الكتلة صاحبة الإنجاز فلم نجد ما يرضينا، ففضلنا خوض الانتخابات بمفردنا وتشكيل ائتلاف نتزعمه ليكون منافسا قويا للكتل للأخرى الكبيرة، واتصلنا بجواد البولاني، وشكلنا ائتلاف وحدة العراق ليدخل في عموم العراق وليس في محافظة أو اثنتين».

وكانت مشاورات قد تمت بين ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وقيادة صحوة العراق للانضمام في كتلة واحدة، في الوقت نفسه الذي أعلن فيه البولاني عن ائتلافه الذي ضم إليه أبو ريشة ووزير الدفاع السابق سعدون الدليمي وزعامات عشائرية أخرى. ويعتقد أن تحالف البولاني وأبو ريشة قد عمق الخلافات بين المالكي ووزير داخليته.

وأكد ابو ريشة أن «انضمامنا للبولاني ليس له علاقة بكوننا قادة للصحوات التي انضمت عناصرها للأجهزة الأمنية مؤخرا على اعتبار أن البولاني وزير للداخلية، بل نظرنا إليه من حيث الإنجاز، كما لم نعمل على مجرد ملء القائمة (بالشخصيات) بل وفق دراسة، ولا يدار هذا الائتلاف بزعيم واحد بل هيئة رئاسة مكونة من سبعة أشخاص، وسنعمل على تشكيل الحكومة المقبلة».

وبشأن تصدع قيادات الصحوة وتشظيها لتنضم إلى ائتلافات متعددة مثل جهة يقودها حميد الهايس، زعيم مجلس إنقاذ الأنبار، الذي انضم إلى الائتلاف الوطني العراقي بقيادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، بزعامة عمار الحكيم، قال أبو ريشة «لا علاقة لنا بالشخوص فالقيادات العليا للصحوة هي التي فازت في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، وكان لها وقع في الساحة، وأنا هنا أتكلم عن الأنبار، أما الانتخابات الحالية فتشمل العراق ككل»، واستطرد قائلا: «كانت الصحوة بقيادة الشهيد عبد الستار أبو ريشة، وأنا من بعده، وكان معنا حميد الهايس، وآخرون، لكنهم خرجوا وكونوا تنظيمات سياسية على انفراد ولم يحصلوا على أي مقعد في مجالس المحافظات، بينما نحن حصلنا على ثمانية مقاعد، هؤلاء لهم إنجاز معنا لكن يفتقرون للسياسة، وأصحاب الإنجاز وأصحاب المشروع هم الشهيد عبد الستار أبو ريشة وبعض شيوخ الأنبار». وحول استمرار الهجمات الإرهابية في الأنبار مؤخرا التي تبنى أغلبها تنظيم القاعدة، قال أبو ريشة، إن «تنظيم القاعدة لم يعد له وجود على الأقل في محافظة الأنبار، وحتى فكر «القاعدة» تم القضاء عليه ولا يمكن أن يعود، وهنا لجأوا للانتحار فلم يعد لـ«القاعدة» كمجموعة أو فرد غير الانتحار فقط».

وعن استهداف بعض عناصر وقيادات الصحوات والاعتقالات التي نفذتها القوات الأمنية بحقهم، قال أبو ريشة، إن «الحكومة أرادت أن تسيس هذا الأمر لصالحها والسيطرة عليه وضم المشروع (الصحوة) لحزب من الأحزاب، لكننا رفضنا ولم نعطهم إنجازنا، ودخلنا بكيان سياسي وفرضنا أنفسنا على الحكومة بإنجازنا وليس عبر توزيع أغطية ومدافئ أو مبالغ من المال ولا حتى مفوضية الانتخابات التي كانت ضدنا ومسكنا التزوير بأيدينا وأخذنا حقوقنا منهم». أما عن نوايا الحكومة في استجواب وزير الداخلية وإن كان ذلك على خلفية التوترات السياسية بين المالكي والبولاني، قال أبو ريشة «هذا أمر سياسي وفق قاعدة إما أن تكون معي أو أنت ضدي، وإما أن تاتي لحزبي ومع كياني أو أقيلك، هذا الأمر لم يعد ممكنا حاليا، نحن نريد الآن كسب 160 مقعدا في البرلمان بعدها نأتلف، ومن الممكن الائتلاف مع المالكي أو علاوي لتشكيل الحكومة لأن الحكومة القادمة لن تكون لحزب واحد بل لعدة ائتلافات، والكتل السابقة لا أتوقع أن تفوز بمقاعد كالتي فازت بها مؤخرا». وحول عودة حزب البعث المنحل إلى العملية السياسية في العراق، قال أبو ريشة إن «البعثيين هم عراقيون ونحن حريصون على أن يعيشوا ببلدهم بسلام والاستفادة من خبرات أصحاب الشهادات ونحن نعلم أنهم أنفسهم مؤمنين بعدم عودة فكر البعث للعمل في العراق، وهذا منظم بدستور أيضا»، وأضاف أبو ريشة متسائلا «هل إن أعضاء البرلمان الحالي ليس من بين أقاربهم بعثيون ومن الكادر المتقدم أيضا؟ الجواب إن البعثيين هم عراقيون، ونحن نريد أن نناقش مسألة إنسانية، لماذا نهجر البعثيين خارج العراق؟ ربما لا ندخلهم في العملية السياسية، ولكن لا نحرمهم في الوقت نفسه من بلدهم ونخلق عدوا داخل وخارج العراق، فلماذا لا نصالحهم؟ ولماذا لا نجعلهم يندمون على انضمامهم للبعث؟ هناك ستة ملايين بعثي يجب كسبهم».

وبشان اتهامات بعض الكتل السياسية أخيرا لكتل سياسية أخرى باحتواء قوائمها على عناصر بعثية لخوض الانتخابات المقبلة، قال أبو ريشة إن «تحالفنا لا يضم أي عنصر بعثي، وهذه الأقاويل التي يطلقها البعض من تخوفات بصعود أو استحواذ البعث على هذا العدد من المقاعد هي أقاويل تستخدم في الدعايات الانتخابية، ولن نستخدم أساليب التشهير والتسقيط كما يفعل البعض فهي ليست ضمن سياساتنا». وكان المالكي قد حذر من وصول البعث إلى البرلمان العراقي المقبل، وتوعد باستخدام حقه الدستوري لمنعهم من الترشيح للانتخابات. وحول إعادة ضباط الجيش العراقي السابق، قال أبو ريشة إن «إذا أردت بناء دولة قوية عليك بناء جيش قوي، والجيش العراقي جيش عقائدي باسل وطني دافع عن العراق، الذي سعى في هدم هذه المؤسسة التاريخية هو أولى بأان يحاكم بدلا من سلطان هاشم أحمد، وزير الدفاع في زمن النظام السابق لأنه إنسان عراقي وطني خدم العراق بكل صدق وكذلك بقية الضباط».

وعن الاتهامات بتدخل دول الجوار، وخاصة إيران، في الشأن العراقي، قال أبو ريشة «نتمنى، كوننا بلد عربي، أن يكون هناك دور عربي داخل العراق يضاهي الدور الإيراني وتدخلاتهم التي باتت واضحة وهي تدخلات سافرة في شؤوننا، وسندافع عن حقوقنا تجاه أي دولة تريد التجاوز علينا، وادعاءات إيران مؤخرا بميناء خور العمية باطلة وليس لهم أي حقوق لدينا والحكومة الحالية ترفض التنازل لهم عن ارض أو غيرها». وكان مستشار الأمن الوطني السابق موفق الربيعي قد كشف في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» بأن إيران طلبت من العراق وقف استخدام الميناء العراقي خور العمية بزعم أنه يقع ضمن مياهها الإقليمية. وحول قضية مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والأكراد والتركمان، قال أبو ريشة إن «الأكراد استفادوا من الصراع السني الشيعي لصالحهم، فمنذ الستينات وهم ضد العراق الموحد، ولهذا قاتلهم النظام السابق، الذي أضطر للتنازل عن جزء من أرض العراق لإيران مقابل إيقاف الدعم للأكراد (ضمن اتفاقية الجزائر عام (1975)، ثم ألغى النظام السابق الاتفاقية مع إيران ودخلنا حربا معها، والأكراد لم يكونوا معنا بالحرب وأنا كنت ضابطا في الجيش العراقي حينها».

وأضاف أبو ريشة أن «الأكراد يطالبوننا اليوم بكركوك، وهم لهم إقليم وحكومة وميزانية تبلغ 17 في المائة من مجمل التخصيص العام، وهذا ناتج عن الخلاف ما بين الشيعة والسنة، هذه لا تسمى سياسة بل هي مهزلة واستغلال ظرف صعب نمر به». وأضاف «نحن نقول لهم إذا لا ترغبوا بنا خذوا محافظاتكم الثلاث واذهبوا ولا تشجعوا الخلاف بيننا، يمكن أن نعمل تحالفا قويا بين الشيعة والسنة ونشكل الحكومة ونخرج الأكراد ويبقى العراق إما 18 محافظة أو 15». ويتألف أقليم كردستان العراق من ثلاث محافظات هي أربيل والسليمانية ودهوك.

وقال أبو ريشة إن «رئيس الوزراء نوري المالكي لم يتفاوض مع الأكراد نهائيا، ويمكن القول إنه كان الأشد عليهم من غيره، وقال لهم أما انتم مع العراق الواحد أو لا»، واستطرد قائلا «لم يعد هناك الآن شيء اسمه أقاليم فهذه الفكرة تبناها الائتلاف العراقي الموحد (يتألف من القوى الشيعية)، وألان هو أول من شكل تحالف وطني الآن وهكذا بقية الكتل كلها شكلت تحالفات وطنية، كما أن أهل الجنوب رفضوا الفكرة برمتها وصوتوا على عدم قبولها بشكل رسمي بإشراف الأمم المتحدة، إذا هو مشروع فاشل ولا يمكن تحقيقه».