قمة سعودية فرنسية في الرياض.. تبحث تطورات المنطقة والأوضاع الثنائية

باريس متشائمة إزاء إيران وتتحفظ على مشروع إعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد

TT

في ثالث زيارة له في أقل من عامين، يصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إلى العاصمة السعودية الرياض، ليلتقي بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في زيارة يتوقع أن تحسم فيها الرياض وباريس الاتفاقية النووية السلمية بين البلدين.

وسيعقد الزعيمان خلال القمة، جلسات خاصة ستتطرق إلى مناقشة رؤى مشتركة في شتى المجالات من بينها الشؤون السياسية في المنطقة وتطوراتها وكذلك الاقتصادية، وذلك بحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط».

وبينت المصادر أن الزيارة الرئاسية التي لن تستغرق أكثر من 24 ساعة، حيث من المتوقع أن يغادر الرئيس الفرنسي الرياض صباح غد، ستضم بعضا من مستشاريه فقط، إذ ستقتصر الزيارة على عقد قمة بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الفرنسي.

وقالت مصادر القصر الرئاسي الفرنسي إن الزيارة تتم بناء على دعوة خاصة من الملك عبد الله بن عبد العزيز، مما يفسر أن الوفد الرسمي المرافق للرئيس الفرنسي «مختصر». وأفادت مصادر فرنسية أن الرئيس الفرنسي «يتطلع» للتشاور مع العاهل السعودي في القضايا الرئيسية التي تهم المنطقة والعالم، وأولاها الجهود المبذولة لمعاودة إطلاق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط والوضع الفلسطيني الداخلي والموضوع النووي الإيراني والملف الأفغاني ـ الباكستاني والحرب الدائرة في اليمن وعلى جانبي الحدود مع السعودية وبشكل عام موضوع الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والبحر الأحمر.

وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن المعلومات الصحافية التي تم تداولها في الأيام الأخيرة عن المؤتمر الدولي «لا تعكس إلا جزئيا وبشكل غير كامل المشاورات التمهيدية مع المعنيين الرئيسيين» بالموضوع بما في ذلك الإدارة الأميركية حول المؤتمر الموعود. وسيقوم وزير الخارجية الفرنسي بالتباحث في ذلك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأردن حيث يتواجد الرئيس الفلسطيني، ومع المسؤولين الإسرائيليين في زيارته الحالية إلى المنطقة التي تبدأ اليوم.

وفي سياق موازٍ، أعربت باريس عن تحفظها على مشروع إعلان قيام دولة فلسطينية من جانب واحد، إذ سيكون ذلك «مضرا» لقيام هذه الدولة التي تكرر باريس في كل المناسبات دعمها لها. وقالت الخارجية إن فرنسا «تدرس الموضوع» مع شركائها في الاتحاد الأوروبي ومع الولايات المتحدة، مذكّرة بأن هذه الدولة يجب أن تقوم بالاستناد إلى قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية. وأفادت مصادر فرنسية أن تكثيف الاتصالات الفرنسية سببه قناعة فرنسية أن الإدارة الأميركية «لن تنجح في تحريك الوضع» في الشرق الأوسط، وما يدلل عليه أن ما يزيد على سبعة أشهر من «الحراك» الأميركي لم تسفر بعد عن أي تصور «ملموس» رغم أن النزاع الشرق أوسطي على رأس أجندة الإدارة الأميركية. ويريد الرئيس الفرنسي أن يلعب، بالتوازي، ورقة الوساطة في مفاوضات غير مباشرة محتملة بين سورية وإسرائيل. وفي الموضوع الإيراني، تبدو باريس وكأنها «فقدت الأمل» بتوصل مجموعة الست إلى اتفاق مع طهران حول نقل اليورانيوم الإيراني في الخارج لتخصيبه في روسيا وتصنيعه في فرنسا قبل إعادته لطهران. وترى فرنسا أن «العجز» عن التوصل إلى اتفاق مع إيران حول موضوع «تقني» لا يبشر بالخير بالنسبة للموضوع الأساسي الذي هو النشاطات الإيرانية الحساسة.. لكن لهجة التشدد الفرنسية لا تذهب إلى درجة تغليب الحل العسكري، إذ إن باريس ترى أن ذلك سيكون بمثابة «كارثة» على المنطقة وعلى العالم، ولذا فإنها تدعو لتشديد العقوبات الاقتصادية بما في ذلك على القطاع النفطي الإيراني. أما في موضوع الموقف من المتسللين على الحدود السعودية اليمنية، فقد أعربت باريس عن دعمها لحق الرياض في الدفاع عن حدودها وسيادتها وهو الموقف المنتظر أن يؤكد عليه الرئيس الفرنسي في لقاءاته.